هجوم نامبالا... الحقيقة الغائبة ...

-A A +A
خميس, 2015-01-08 11:05
أبوبكر دهماش

ما إن وقع الهجوم المسلح علي بلدة نامبلا في الشمال المالي والذي راح ضحيته عدد من الجنود الماليين حتي إنبرت المؤسسات الاعلامية والكتاب والمحللون ينشرون أخبارا معظمها عار من الصحة ومقالات وتحليلات لاتمت إلي الواقع والحقيقة بصلة.وقد يوجد لهم العذر في ذلك نظرا لشح الاخبار وإنقطاع المنطقة المهمشة عن العالم .رغم أن الدقة والتثبت والموضوعية والصدق أشياء مطلوبة خاصة من الصحفيين والكتاب والمحللين .

من هم منفذوا الهجوم ولماذا؟ تنصب كل التحليلات والقراءات والتكهنات حول التنظيمات الجهادية بين من يؤكد وقوف هذا التنظيم أوذاك وراء الهجوم أو يننفي مسؤولية تنظيم آخرسواء كانت القاعدة أو خلفاؤها بكل صراحة من يقفون وراء هذه التحليلات يمكن أن نصفهم أنهم سطحيون أكثر من اللازم أو يتحدثون من على بروج عاجية لاتلامس حقيقة الوضع في إقليم أزواد المعقد فمنذ التدخل العسكري الفرنسي مطلع العام ألفين وثلاثة عشر التدخل المدعوم أمميا ومن طرف بعض الدول الافريقية وقبل ذلك العمليات النوعية التي نفذها الجيش الموريتاني ضد هذه الجماعات أصبحت القاعدة وكافة الحركات الجهادية في موقف دفاع لاموقف هجوم وإن كان بمقدورها الهجوم فليس في هذه المنطقة "نامبالا "التي لاتبعد من الحدود الموريتانية إلا خمسة وأربعين كلم ومعروف أن بقايا القاعد والجهاديين يوجدون في أقصي الشمال ناحية جبال الايفوغاس وعسير عليهم جدا تنفيذ عملية في شمال ولاية كيدال أحري أقصي جنوب الشمال 465 كلم من باماكو .

أبوبكر دهماش

ثم إن وجود الحركات الازوادية المسلحة على الارض هو لاآخر لايصب في مصلحة هذه التنظيمات ويقوض من وجودها وقوتها .ونظرا لهذه الظروف والمعطيات صار بإمكاننا يقينا أن نستبعد وقوف القاعدة وأخواتها وراء هجوم نامبالا.فمن نفذ الهجوم إذن . حسب معلوماتنا المؤكدة الهجوم يدخل في إطار التجاذبات السياسية والاجتماعية الداخلية لبعض المكونات الازوادية خاصة قبيلة الايفوغاس ، التي توفي زعيمها المرحوم إنتالا آغ الطاهرأواخر العام الماضي ووقع خلاف قوي حول من يخلفه وبعد إختيار محمد آغ إنتالا زعيما للقبيلة وتتنصيبه بمباركة من الحكومة المالية ثار الامر حفيظة أبناء عمومته يذكر أن الخلافة كان من المفروض أن تؤول لأسرة إياد آغ غالي لكن نتجة لإختفاء الرجل الاقوي في الاسرة إياد وتوافر الظروف لمحمد آغ إنتالا آلت إلي الاخير وفقدها الاول وهو ماوقع كالصاعقة في "نفوس الكثيرين من أبناء القبيلة خاصة العقيد الحسن فگاگا الذي سبق وأن إقتحم على الزعيم الجديد بيته في كيدال أياما قليلة بعد تعيينه وطلب منه أن يوضح بشكل صريح موقفه من القضية الازوادية والحكومة المالية ويتولى فكاكا حاليا حراسة مدينة كيدال وهو قائد عسكري بارز في الحركة الوطنية وحليف قوي لإياد آغ غالي زعيم حركة أنصار الدين وينتميان إلي مجموعة "فرك موسى"فخذ من قبيلة الايفوغاس وبالتالي قرر هذا الجناح "الجناح المستاء من تنصيب الزعيم الجديد"قرر تنفيذ عملية ضد مصالح الحكومة المالية إحتجاجا على دعمها للأمير الجديد وخوفا من الشركاء الاقليميين والدوليين قرروا تنفيذ الهجوم بإسم حركة أنصار الدين التي يتزعمها إياد ولم يتوقف الامر عند هجوم نامبالا بل هاجم القوم أيضا بلدية جورا بعد يوم واحد علي عملية نامبالا وحسب معلوماتنا فستتواصل هذه العمليات في المستقبل فهي من جهة ردة فعل علي تدخل مالي في شؤون الازواديين ومن جهة أخري وسيلة لقطع الامدادات الخلفية للجيش المالي

رسائل عملية نامبالا، الرسالة الاولي للحكومة المالية مفادها أن التدخل في الشأن الداخلي للقبائل الازوادية عواقبه وخيمة وعليها أن تبدء في مراجعة حقيقية وشاملة لسياساتها تجاه الشمال يبدء بحوار صريح وجاد مع أبناء الآزواد .

الرسالة الثانية موجهة إلي دول الجوار وهي أن الوضع في هذا الاقليم معقد وشائك وأن الارهاب لم يعد مجرد جماعات وحركات مسلحة بل فكرة يمكن أن يتخذها الجميع فزاعة لتحقيق مآربه وعلي دول الجوار خاصة الجزائر وموريتانيا وبوركينا والنيجر الضغط علي جميع الاطراف المعنية من أجل حل شامل ونهائي لأزمة الشمال المالي , الرسالة الثالثة والاخيرة لفرنسا. وهي أن التدخل العسكري والتركيز علي إقتلاع جذزر "الارهاب " ليس الحل النهائي بل الامر يتطلب إنهاء المشكل من أصله عن طريق المعنيين أنفسهم وهم أبناء أزواد بمختلف إنتماءاتهم وتوجهاتهم .