غثاء كغثاء السيل (١) / باريكي بياده

-A A +A
أربعاء, 2015-03-11 15:12

كان العرب قبل الإسلام أمة متفرقة ضعيفة يأكل قويهم ضعيفهم وضعيفهم يأكل الأكثر ضعفا يقتتلون عشرات السنين تارة بسبب فرس وتارة بسبب ناقة لا يأبه لهم أحد يدعون الرعاة من قبل الروم والصعاليك من قبل فارس أما اليهود الذين يجاورونهم فيتوعدونهم بالقتل فور بعثة النبيﷺ الوشيكة وكانوا يظنونه

 منهم!!! و لذلك قال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه نحن قوم أعزنا الله بلإسلام فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله!! وحتى قبل إنشاء الدولة الإسلامية يعد النبيﷺسراقة بسوار كسرى!وقد اخترت في البداية رسائل من قواد مسلمين في حقب مختلفه وحوارات شفهية لعلها أكثر تعبيرا في هذا الموضوع المقلق؛المؤسف؛المحزن!!!وختمتها برسالة من ملك انگلترا إلى أمير المؤمنين آنذاك وبدأت الرسائل بأعظمها و الله المستعان! :            ١)بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِﷺإلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ، سَلاَمٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الإِسْلاَمِ؛ أَسْلِمْ تَسْلَمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ، فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الأَرِيسِيِّينَ، (وَيَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) .ﷺﷺﷺ      إنها رسالة من سيد الأولين والآخرينﷺإلى حاكم تافه حقير كان يحكم بني الأصفر آنذاك !!!!            

٢)من خالد بن الوليد إلى ملوك فارس : أما بعد فالحمد لله الذي حلّ نظامكم , و وهن كيدكم وفرّق كلمتكم وأوهن بأسكم وسلب أموالكم , وأزال عزّكم , فإذا أتاكم كتابي , فأسلموا , تسلموا أو اعتقدوا منا الذمّة وأجيبوا إلى الجزية  وإلاّ والله الذي لا إله إلا هو لأسيرنّ إليكم بقوم يحبّون الموت كما تحبّون الحياة  ويرغبون في الآخرة كما ترغبون في الدنيا                                                  !!!حين كنا نقاتل لتكون كلمة العزيز المعز المذل هي العليا أعزنا وأذلهم !!!!!

٣)من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم، قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة، والجواب ما تراه دون أن تسمعه، والسلام!!!إذا كان المرء لا يخشى في الله لومة لائم يكون الفعل أبلغ من الكلام!!!

٤) من أمير المؤمنين المعتصم بالله، إلى كلب الروم، أطلق سراح المرأة، وإن لم تفعل، بعثت لك جيشًا، أوله عندك وآخره عندي؛قيل إن المعتصم رحمه الله طلب كأسا من الماء فلما رفعه ليشرب نُقِل إليه نداء الفتاة المشهور (وا معتصماه)! فوضع الكأس قبل أن يشرب وكتب الرسالة فأُرسِلت الفتاة معززة مكرمة بحراسة نسائية!وهدايا سخية واعتذارات وتودد!!!

٥)من يوسف ابن التاشفين إلى الفونسو  : بلغنا يا ألفونسو أنك دعوت إلى الاجتماع بنا، وتمنيت أن تكون لك سفن تعبر بها البحر إلينا، فقد عبرنا إليك، وقد جمع الله تعالى في هذه الساحة بيننا وبينك، وسترى عاقبة دعائك {وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} الله أكبر!حين يكون تحقيق أماني أعداء الإسلام جهادا في سبيل الله!!!

(٠)من جورج الثاني ملك إنجلترا والغال والسويد والنرويج إلى الخليفة ملك المسلمين في مملكة الأندلس صاحب العظمة هشام الثالث الجليل المقام, وبعد التعظيم والتوقير فقد سمعنا عن الرقي العظيم الذي تتمتع بفيضه الصافي معاهد العلم والصناعات في بلادكم العامرة فأردنا لأبنائنا اقتباس نماذج هذه الفضائل لتكون بداية حسنة في اقتفاء أثركم لنشر أنوار العلم في بلادنا التي يسودها الجهل من أربعة أركان, ولقد وضعنا ابنة شقيقنا الأميرة دوبانت على رأس بعثة من بنات أشراف الإنجليز تتشرف بلثم أهداب العرش والتماس العطف لتكون مع زميلاتها موضع عناية عظمتكم، وحماية الحاشية الكريمة وحدب من اللواتي سيتوافرون على تعليمهن . ولقد أرفقت مع الأميرة الصغيرة هدية متواضعة لمقامكم الجليل أرجو التكرم بقبولها مع التعظيم والحب الخالص!!!!! لقد ترددت في نقل هذه الرسالة خشية أن الا يجد حكامنا غيرها مناسبا لإرسالها إلى حكامهم فدونكم مراسيمنا تجاههم!!!!!!!!!!وهنا أبدأ الحوارات بأعظمها أيضا :       ١)قال عبد الله ابن عمرو رضي الله عنه حضرت قريشا ذكرت رسول الله صلى الله عليه وسلم ،‏ فقالوا : ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من هذا الرجل قط ‏، سفَّه‏ أحلامنا ، وشتم آباءنا ، وعاب ديننا ، وفرق جماعتنا ، وسب آلهتنا ، لقد صرنا منه على أمر عظيم ، أو كما قالوا . ‏قال : فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم رسول الله ‏‏صلى الله عليه وسلم ، ‏فأقبل يمشي حتى استلم الركن ، ثم مر بهم طائفاً ‏بالبيت ، ‏فلما أن مر بهم غمزوه ببعض ما يقول ، قال : فعرفت ذلك في وجهه ، ثم مضى ، فلما مر بهم الثانية غمزوه بمثلها ، فعرفت ذلك في وجهه ، ثم مضى ، ثم مر بهم الثالثة ، فغمزوه بمثلها ، فقال : تسمعون يا معشر‏ ‏قريش ، ‏أما والذي نفس‏ ‏محمد ‏ ‏بيده‏ ‏لقد جئتكم بالذبح !!!!! فأخذت القوم كلمته حتى ما فيهم رجل إلا كأن على رأسه طائر واقع ، حتى إن أشدهم فيه وطأة قبل ذلك ليرفؤه بأحسن ما يجد من القول ؛ حتى إنه ليقول : انصرف يا أبا القاسم ، فوالله ما كنت جهولاً .  !!!!!

إنه الأمين بشهادتهم!!! المعصوم من الناس!!!الأبتر شانؤه!!!المكفي المستهزئين ﷺﷺﷺ  !!!!!   ٢)قال عروة بن مسعود لما جاء مفاوضاً عن المشركين في " الحديبية " للنبي صلى الله عليه وسلم : " فَإِنِّى وَاللَّهِ لأَرَى وُجُوهًا ، وَإِنِّى لأَرَى أَوْشَابًا مِنَ النَّاسِ خَلِيقًا أَنْ يَفِرُّوا وَيَدَعُوكَ " ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ : " امْصُصْ بَظْرَ اللاَّتِ ، أَنَحْنُ نَفِرُّ عَنْهُ وَنَدَعُهُ " ، فَقَالَ : مَنْ ذَا ؟ قَالُوا : أَبُو بَكْرٍ .

كان عروة مدين للصديق رضي الله عنه بكل جميل! جليلٌ  في نظره لا يتوقع منه حتى كلاما دون هذا ولكن لكل حادثة حديث ولكل مقام مقال والصديق أعرف بذلك من غيره!!!           ٣)وفي معركة اليرموك الخالده؛ طلب قائد الروم أن يبرز إليه خالد، وبرز إليه خالد، في الفراغ الفاصل بين الجيشين، وقال (ماهان) قائد الروم: (قد علمنا أنه لم يخرجكم من بلادكم إلا الجهد والجوع فإن شئتم أعطيت كل واحد منكم عشرة دنانير وكسوة وطعاماً، وترجعون إلى بلادكم، وفي العام القادم أبعث إليكم بمثلها!).

فرد عليه سيف الله رضي الله عنه : (إنه لم يخرجنا من بلادنا الجوع كما ذكرت، ولكننا قوم نشرب الدماء، وقد علمنا أنه لا دم أشهى ولا أطيب من دم الروم، فجئنا لذلك!)... وعاد بجواده الى صفوف الجيش ورفع اللواء عالياً مؤذناً بالقتال: (الله أكبر، هبي رياح الجنة).

لم يكن يصلح غير هذا الرد لمثل ذلك الكلام؛ كان خالد رحمه الله على رأس جيش لا يبلغ سدس جيش ماهان عددا وعدة وعتادا لكنهم قاتلوهم فهزموهم وقتِل ماهان ولو جاز شرب الدماء لكان المسلمون ارتووا دما يومذاك!!!!!

وفي معركة القادسية الفاصلة طلب

رستم من  سعد رضي الله عنه أن يبعث إليه رجلاً من رجاله فاختار له سعد  أسدًا من أسوده وهو  ربعي بن عامر رضي الله عنهما وقبل قدومه لجأ رستم إلى طريقة الإ غراء فزين له مجالسه بالنمارق وأظهر اللآلئ والياقوت والأحجار الكريمة بيد أنهم فوجئوا برجل قصير القامة عليه ثياب صفيقة وأسلحة متواضعة وفرس صغير ولم يزل راكبـًا فرسه حتى داست على الديباج والحرير ثم نزل عنها وربطها في قطع من الحرير مزقها وأقبل على رستم فقالوا له ضع سلاحك  فقال  إني لم آتيكم وإنما دعوتموني فإن تركتموني هكذا وإلا رجعت فقال رستم  ائذنوا له فأقبل يتوكأ على رمحه فوق النمارق فخرق أكثرها فقال له  رستم ما الذي جاء بكم ؟ فقال له   :           ٤) إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه فمن قبل ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه ومن أبى قاتلناه أبدًا حتى نفضي إلى موعود الله فقال رستم وما موعود الله  ؟ قال الجنة لمن مات على قتال من أبى والظفر لمن بقى قال رستم  قد سمعت مقالتك ، فهل لكم أن تؤخروا هذا الأمر حتى ننظر فيه وتنظروا ؟ قال نعم كم أحب إليكم ؟ يومـًا أو يومين ؟ قال لا بل حتى نكاتب أهل رأينا ورؤساء قومنا فقال  ما سن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نؤخر الأعداء عند اللقاء أكثر من ثلاث فانظر في أمرك وأمرهم واختر واحدة من ثلاث بعد الأجل قال رستم  أسيدهم أنت ؟ قال لا ولكن المسلمون كالجسد الواحد يجير أدناهم على أعلاهم فاجتمع رستم برؤساء قومه فقال هل رأيتم قط أعز وأرجح من كلام هذا الرجل ؟ فقالوا معاذ الله أن تميل إلى شيء من هذا وتدع دينك إلى هذا الكلب ! أما ترى من ثيابه ؟ فقال ويلكم لا تنظروا إلى الثياب وانظروا إلى الرأي والكلام والسيرة إن العرب يستخفون بالثياب والمأكل ويصونون الأحساب لما رأى رستم ما رأى من ربعي بن عامر رضي الله عنه أرسل إلى سعد رضي الله عنه يطلب رجلاً آخر ليرى هل هؤلاء القوم كلهم على وتيرة واحدة أم لا ؟ فأرسل له سعد المغيرة بن شعبة رضي الله عنهما لكن رستم غير من لهجته فأظهر حدته وأبدى غضبه وثورته فقال أول ما قال للمغيرة  إنما مثلكم في دخول أرضنا مثل الذباب رأى العسل فقال من يوصلني إليه وله درهمان ؟ فلما سقط عليه غرق فيه فجعل يطلب الخلاص فلم يجده فجعل يقول من يخلصني وله أربعة دراهم ؟ ومثلكم كمثل ثعلب ضعيف دخل جحرًا في كرم فلما رآه صاحب الكرم ضعيفـًا رحمه فتركه فلما سمن أفسد شيئـًا كثيرًا فجاء بجيشه واستعان عليه بغلمانه فذهب ليخرجه فلم يستطع لسمنه فضربه حتى قتله فهكذا تخرجون من بلادنا وقد أعلم أن الذي حملكم على هذا معشر العرب الجَهدُ الذي قد أصابكم فارجعوا عنَّا عامكم هذا فإنَّكم قد شغلتمونا عن عِمارة بلادنا وعن عدوّنا ونحن نُوفِر لكم ركائبكم قمحـًا وتمرًا ونأمر لكم بكُسوة ، فارجعوا عنَّا عافاكم الله !!!               

ه)فقال المغيرة بن شعبة رضي الله عنه  لا تذكُر لنا جهدًا إلاَّ وقد كنَّا في مثله أو أشدَّ منه أفضلُنا في أنفسنا عيشـًا الذي يقتل ابن عمه ويأخذ ماله فيأكله نأكل الميتة والدم والعظام فلم نزل كذلك حتَّى بعث الله فينا نبيـًا صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه الكتاب فدعانا إلى الله وإلى ما بعثه به ، فصدّقه منا مصدّق وكذّبه منَّا آخر فقاتل مَن صدّقه من كذبه حتى دخلنا في دينه من بين مُوقن به وبين مقهور حتى استبان لنا أنه صادق وأنه رسول من عند الله فأمرنا أن نقاتل من خالفنا ، وأخبرنا أن من قُتل منَّا على دينه فله الجنَّة ومن عاش ملك وظهر على من خالفه فنحن ندعوك إلى أن تؤمن بالله ورسوله وتدخل في ديننا فإن فعلت كانت لك بلادك لا يدخل عليك فيها إلا من أحببت  وعليك الزكاة والخُمس وإن أبيت ذلك فالجزية وإن أبيت ذلك قاتلناك حتى يحكم الله بيننا وبينك قال له رستم ما كنت أطنُّ أني أعيش حتى أسمع منكم هذا معشر العرب  لا أمسي غدًا حتى أفرُغ منكم وأقتلكم كلّكم!

ما كان رستم بمأتي ألف مقاتل يدري أيرغِّب أم يرهِّب ويميل إلى الأولى!أيسالم أم يقاتل!ويفزع من الثانيه!!وما كان سعد وربعي والمغيرة رضي الله عنهم بثلاثين ألف مقاتل يبالون أي خيار يختاره رستم وليس لهم من خيار إلا إحدى الحسنيين:النصر أو الشهادة ويحبون الثانية أكثر من الأولى!!!!أولائكم رجالنا وتلكم مراسلاتنا ثم هاؤم اقرأوا حواراتنا وكل ذلك مع الروم وفارس واليهود!!!كان ذلك حين كانت معاركنا بدر واليرموك والقادسية وكان قوادنا رسول اللهﷺثم أبو عبيدة ابن الجراح وسعد ابن أبي وقاص رضي الله عنهما؛وكان شعرنا:السيف أصدق أنباءا من الكتب ؛ في حده الحد بين الجد واللعب رغم أن كتبنا كانت وما زالت وستظل أصدق أنباءا من كتبهم!!!!!

استسلم العراقيون للتتار فقتل منهم مئات الآلاف بعد الإستسلام!ثم قتل قطز رسلهم وقاتلهم فهزمهم أخزى هزيمه!! فالأمثلة والعبر أكثر من أن تحصر!!!!!

كان صدام رحمه الله يُقصف من التحالف بقيادة بلاد الحرمين فيقصف من احتل أولى القبلتين وثالث الحرمين!وكان القذافي ينادي بالعروبة ويتكلم في القرءان فاختار الله لكل منهما موتا تناسبه يشهدها الجميع!!.

لكن أصبحت معاركنا استار أكاديمي؛أرب آيدل وإيكس فاكتر!!! وقوادنا اليسيسي؛عبد الل و نصر الل!!!وأصبح شعرنا : إن كنت تحمل بارودا ًتُخيف بها؛وترهب الناس بإسم الدين تفنيها!! أصبحت راية الله أكبر لا تقاتل إلا راية لا إله الا  الله!ولا إله إلا الله لا تقاتل إلا لا إله إلا الله محمد رسول اللهﷺ!وكل يكفر غيره ويدعي الإسلام لنفسه والشهادة لموتاه!!فتحرك الأعداء والمتربصون والطامعون الصدريون في العراق والنصيريون في سوريا والحوثيون في اليمن واليهود وفارس والنصارى يفرحون ويزدهرون ويتمددون!!!فحسبنا الله ونعم الوكيل!!!