متى تكف "الصحافة" عن نهش أعراض البشمركة ..!؟ / نوح ولد محمد محمود

-A A +A
خميس, 2015-03-19 21:24

مع كل حدث أو مناسبة سياسية كبيرة كانت أو صغيرة نسير نحن البشمركة قوافل تجوب البلاد والبقاع وتحط الرحال أمام كل منزل وتترصد في كل زقاق "وزنكة" تحاصر المنتخبين والأطر والوجهاء وباعة الشاي والنعناع لا تبقى ولا تذر ...  جيوبنا لا تمتلئ ونفوسنا لا تشبع ورضانا غاية لا تدرك، نعمل أحيانا تحت أسماء مستعارة ونتقمص في أحايين أخرى أسماء وصفات لشخصيات عدة قد يكون بعضها غادر الحقل الإعلامي بما فيه أو فارق الدنيا بمن فيها منذ أمد بعيد ... وقد يدفعنا السعي إلي النجاح في مهمتنا المعقدة لابتكار أساليب حديثة كالتملق والنفاق والتزلف وإيهام البعض بروابط قوية مع جهات أمنية تدخل في سياق استنفاد الذخيرة الحية للوصول إلي أهداف محددة لم يعد الوصل إليها ممكنا مع ما تعرفه جيوشنا الباسلة من مؤامرات دنيئة تستهدف كياننا وتنظيمنا ودفاعاتنا المحصنة والمحمية بفعل استراتجياتنا المتغيرة والتي تأخذ من حفظ النوع غاية ووسيلة في الوقت ذاته.. مؤامرات يقودها أعداؤنا وأعداء أمتنا الخالدة والمنتصرة بإذن الله. أعداء دأبوا على التحامل علينا في أكثر من مناسبة ونشروا غسيلنا في عديد الصفحات والصالونات... قوم ألقوا يوسف في الجب وتبرؤ منه ليهيموا أباه أن الذئب أكله وما أكل الذئب يوسف وما أساءت البشمركة إلي الإعلام ولا عرته مثل ما عراه أناس جندتهم الدوائر الأمنية وتخندقوا في طوابير عديدة تسيرها أياد سودت بأفعالها وأقوالها ألوان وطن ووجه أمة أرادت الحرية فلم تجد منها إلا أوارا يحرق الأكباد والقلوب...  أمة طلبت الإعلام فلم تجد منه إلي زبدا لا ينفع الناس ولا يمكث في الأرض... ضحل في كل ما يقدمه معنا ومضمونا ، سيء ومتآمر رغم المحاولات اليائسة والفاشلة التي يحاول أباطرته الوهميين رسمها لصورته المشوهة خلقا وخلقا في وجه كل سلطة ونظام لا تتجاوز علاقتهم به في الغالب حد استدرار الجيوب والتمظهر بدور المخبر  النصوح رغم الفشل الفطري الذي يرافقهم في حلهم وترحلاهم . قوم كالأفاعي تفسخ جلدها كل ما أحست به وهننا وتنفث سمها في كل وجه سودته من خلال تقاريرها الليلية التي تسلمها لهذا المسؤول الأمني أو ذاك لتعطي صورة من الضبابية والظلامية هي من خلقها وروج لها ودافع عنها بعد أن سخر لهم أسيادهم في الدوائر المظلمة كل المنابر لتمرير خطابهم السيئ والمسيء ، وعملوا معهم على قتل صاحبة الجلالة الوليدة وهي بعد لم تخط أولى خطواتها في محاولة دنيئة لإسكات كل صوت مهما كانت درجة تأثيره ضعيفة. فهم في الأصل لا يريدون الإعلام بل ويخافونه لذا سعوا إلي تميعه وتشويهه ومن ثم شله وجعله عاجزا عن القيام بأي دور... ودون أن يترك هؤلاء لأسيادهم فرصة لتلافي الخطأ وتداركه أمعنوا في تعميق الجرح وتوسيع الهوة بينهم وبين زملاء ما ارتكبوا من جريرة وما اقترفوا من خطأ سوى أنهم نأوا بأنفسهم عن أي مواجهات أو صراعات وهمية مفتعلة لا تخدم الحقل إلا بقدر ما تفسده وتعريه أمام الجميع حتى أصبح محل تندر وتشفي الكل ... لقد حول أغنياء وأغبياء المهنة فقراءها إلي شرذمة من المتشردين والمطاردين ليفسحوا لأنفسهم المجال للاستئثار بالكعكة، كعكة يتضاءل حجمها يوما بعد يوم وتفقد طعمها أمام هجمات غربان يحسبون أنفسهم نسورا لأنهم استعاروا ريش نعامة تدفن رأسها كل ما رأت خطرا وشيكا لتكشف ظهور أفراخ حمائم وديعة بالكاد تفغر فاهها من طول ما جاعت وهمشت ... البشمركة سيئة الصيت ومدعاة للاشمئزاز والقرف ومع ذلك لم تخن وطنا ولم تتاجر بقضاياه المصيرية والكبرى ولا تواطأت مع أنظمة أساءت إلي نفسها عندما أسندت ظهرها إلي عود من صوم لتبرر لها وبكل وقاحة سحق الشرفاء والتلاعب بمصير ومصلحة هذا الشعب الفقير والمنهك.. البشمركة سيئة الصيت ليس فيها مخنثون ولا لوطيون وليس  ضمن صفوفها مرشدون اجتماعيون ولم تكتتب يوما خبراء في تدليك أقدام أصحاب النفوذ .. فأطلقوا الأعنة لألسنتكم واستنفدوا مداد أقلامكم شتما وذما فما عاد هناك ما يستحق الستر ولم يعد ما تكتبونه في الحقيقة سوى تعبيرا بسيطا ومبسطا عن حالة فشلكم وشعوركم بالحرج أمام أسيادكم بعد أن أوهمتموهم بأنكم قادرون على فعل المستحيل لإصلاح حقل أنتم وهم من زرعوه ألغاما واستداروا عن شغاياه التي لم يسلم أحد من ضررها. فمتى تعرف "الصحافة" أنها مسؤولة أكثر من غيرها عن حالة التردي التي أصابت صاحبة الجلالة وأن عملية الإصلاح هذه تتطلب جهدا كبيرا وسعة بال ؟ ومتى تعرف البشمركة أن أسالبا جديدة وآليات حديثة صارت تفرض نفسها مع تعرية وبوار الأساليب القديمة والممجوجة ؟ ومتى يعرف النظام أننا أصبحنا بحاجة إلي إعلام محترم يحترم في إطار تراتبيته كرابع سلطة؟