ولد عبد العزيز في اترارزة .. التزلف والتخلف / محمذن فال ولد محمد يحظيه

-A A +A
ثلاثاء, 2015-06-02 13:42

غدا يبدأ ولد عبد العزيز زيارة إلى ولاية اترارزة ؛ زيارة سيبدأ معها فصل آخر من فصول الملهاة التي يتفنن هذا النظام في عزف سنفونيتها المشوبة نغماتها بالنشاز؛ غير أن أبرز ما يميز هذا الفصل من فصول الملهاة هو أمران أساسيان أنها ستشهد نمطا من التزلف عجزت القواميس

 أن تجد له من المفردات ما يناسب وصفه ، وأنها ستحاول الطمس على واقع التخلف الذي تعشيه هذه الولاية من جدر المحكن إلى لكصيبة ومن آوكار إلى آفطوط ؛ حول هاتين الميزتين تدور هذه العجالة .

- عزيز في اترارزة ( موسم التزلف)لا يحتاج القارئ أن يذكر بماضي اترازرة في التزلف لكل الأنظمة المتعاقبة على هذا البلد المنكوب بحاكمه ونخبه التي لا تجيد إلا السير خلف كل حاكم مستبد ، يفسد الحرث والنسل ، وأنا على يقين أن الولاية لن تحيد عن النهج الذي اختطه منذو نعومة أظافر الدولة حتى أصبحت كل ماركات التطبيل القياسية مسجلة باسم رجال من أبنائها، صحيح أنها مضايقة من قبل أخواتها من الولايات الأخرى وبالأخص ما جرى أخيرا في ولاية لبراكنة من تحطيم للأرقام القياسية المسجلة سابقا في ميدان التطبيل والتزلف، لكن العارفين بتاريخ التزلف في هذا البلد على يقين أن اترارزة ستضيف نمطا جديدا من التزلف تخلد به في أذهان الأجيال الجديدة كما خلدت بالأمس بأنماط اختصت بها...

إن الولاية في هذه الأيام مقبلة على موسم من مواسم التطبيل والتزمير ، والتطبيل والتضيل يخشى عليها من أن تصل فيه إلى مستوى من المستويات غير المقبولة حتى في عرف المتزلفين؛

وهو ما يتحم على القوى الحية في الولاية من الشباب الواعي – وهو موجود بحمد الله – أن تظهر أن الولاية ليست تلك الولاية التي عهدت بالتطبيل والتضليل بل يظهروا جانبها الآخر الذي طمرته عواصف التزلف الهوجاء التي طالما هبت نسائمها غير العليلة على رباها، وأن يقولوا كلمة الحق لا يخافون في الله لومة لائم  محيين بذلك عهد علماء الولاية الذين عرفوا بقول الحق لا يخشون في الله لومة لائم ، وأن يكونوا صوت المحرومين والمهمشين الذين لن يجدوا مكانا لهم في مجلس لا يجلس فيه إلا من سبق وأن سجل رقما قياسيا من أرقام التزلف في هذا المنكب البرزخي المنكوب منذو استقلاله بأنظمة لا تجيد إلا استغلاله ونهب خيراته وتشجيع القبلية والشرائحية والفئوية وكل الأمراض التي ينافى وجودها مع مفهوم الدولة... 

ياشبابنا الأبي في ولاية اترارزة اغسلوا عنا عار الماضي المليء بالتزلف لكل حاكم حتى ولو كان عسكريا لا يعي كوعه من بوعه ، ولا يعرف قبل من بعد ، يجب عليكم أيها الشباب أن ترفعوا رؤسكم عالية وأن تقولوا هنا جيل جديد يأبى الانكسار أمام أحذية العسكر الخشنة ، ويأبى الانطباح أمام أنظمة الفساد ، وأن تسجلوا بوقفاتكم البطولية اسم الولاية في سجل الرفض والإباء ، لا أن يبقى يتندر عليها أنها مهد التزلف والتطبيل لك نظام متغلب مستبد مفسد .

 

- ولد عبد العزيز في اترارزة ( مواجع التخلف):

يعرف أبناء الولاية الواقع البائس الذي تعيشه في كل جوانب الحياة ؛ وهو واقع مرير لا تحتاج كل أدوات التجميل التي سيستخدمها خبراء التجميل والضليل في الولاية أن تخفي تجاعيده ، ولا أن تخفي ملامح وجه الحياة المقطب في تلك الربوع ؛ قد يقول قائل هذا الكلام فيه مبالغة وظلم للنظام ، أقول لذلك البعض مهلا على رسلك اسمعني أروي لك حكايات الألم التي تحكيها عجائز الولاية لأحفادهن صباحا ومساء .. 

تتربع الولاية على أكبر مساحة من الأراضي الزراعية الخصبة الصالحة لكل أنواع الاستثمار الزراعي ولكن الفساد والمحسوبية منعا الولاية من الاستفادة منها فلا سكانها الأصليون استطاعاوا زراعتها بحكم انعدام الدعم ولا رجال أعمال الولاية ولا غيرهم ممن يحصلون عليها بطرق ملتوية استثمروا فيها اسثمارا يعود على المواطن التروزوي بفائدة تحسن معاشه وترفع دخله ، كل ما يمارس فيها من نشاط زراعي محدود من حيث المساحة ، هزيل من حيث العوائد ، كل فائدته هو تحصيل قروض سنوية يتم تبذيرها دون طائل .

تعاني الولاية من أزمات خانقة من العطش رغم مرور مشروع آفطوط الساحلي من عمقها ، وكأن المثل القديم يعنيها " جاور الماء تعطشي " ؛ كم يعاني سكان آفطوط الساحلي من أزمات العطش وهم محرومون من نصيبهم من مشروع يشق منازلهم ، وكأن الدولة تقول لهم أنتم لا تسحقون على حتى جرعة ماء ، وأما عن أزمة المياه في روصو وتكنتد وواد الناقة والمذررة واركيز فحدث ولا حرج ، أما عن أزمات القرى المعلن منها وغير المعلن فلا تكاد تحصى.تعاني الولاية من ضعف في التعليم النظامي ؛ حيث توجد قرى لا مدارس فيها أصلا ، وما يوجد من مدارس مهترئ البنايات ، لا يوجد بأغلبه طاقم تدريس متكامل ، يعاني من اكتظاظ في الفصول ، وأغلب ما يتوفر عليه من معدات هو بمجهود ذاتي من أبناء تلك القرى ، فلا رقابة على العملية التربوية التي ينخر جسهما غياب المعلمين الأساتذة ، ورداءة البنى التحتية ، وتقادم المناهج ، وقلة الكتاب المدرسي إن لم يكن انعدامه بشكل كامل.

تعاني قرى في الولاية من ظلم بين من طرف المجموعة الحضرية ؛

حيث تمطرها بأكوام من القمامات الضارة التي سببت لساكنتها كثيرا من الأمراض التي لم يكن سكانها يعرفونها ؛

قرية تفريت تعاني من ظلم وتجبر من طرف المجموعة الحضرية لانواكشوط التي تتخذ من محيطها مكبا لا تراعي فيه أبسط الاحتياطات الصحية ، فأهلها انتشر فيهم الربو ، والقروح ، وكبار السن فيها يعانون من روائح هذا المكب الخطير ، وقرى آفطوط هي الأخرى على موعد يوميا مع وجبة من وجبات الدخان التي تخلفها حرائق القمامات التي تشعلها مجموعة القمامة مشعلة الحرائق في ما تبقى من بيئة سليمة في البر بعد أن تلوثت بيئة البحر.

تعاني الولاية من ضعف في المجال الصحي ، فالمراكز الصحية فيها قليلة ، وما يوجد منها لا توجد فيه معدات طبية ولا أدوية صالحة للاستعمال ، فأغلب المراكز الصحية فيها أصبح عبارة عن سكن مجان لبعض عجائز الصحة من ممرضين قدماء أغلبهم ينتمي لهذه الولاية حولوا إليها عن طريق المحسوبية والرشوة بغية أخذ قسط من الراحة ليس إلا ، أما ممارسة عملهم الطبي فذاك أمر خارج اهتمامهم، فأحسنهم حالا من اقتنى سيارة وجعلها مستودعا لحمل ما خف من الأدوية يبعه لمساكين في تلك القرى حكم عليهم العجز عن التحرك من أجل الوصول إلى حيث يمكن أن يحصلوا على حبة دواء ، أو معاينة طبية يعاني شباب الولاية من بطالة منتشرة في صفوفه ومن تهميش متعمد من جيل من مخضرمي السياسين في الولاية عايشوا الدولة قبل المنشأ ورحضروا تسميتها ، ورارفقوا مراهقتها ، وهاهي تشيخ وهم مازالوا في ريعان ربيعهم التزلفي وكأنهم بدأوه بالأمس، ويعاني من ظلم من أنظمة متعاقبة لا تريد منه إلا وقودا في الحملات وحمل اللافتات المتملقة ، ووقود لحرب تنافس قبلي مقيت يشعله ديناصورات من السياسيين لا يبرعون في شيء براعتهم في إذكاء التنافس القبلي الذي يقتل روح الدولة معناها ... 

إنني أنادي هذا الشباب الذي يعاني على مستواه الخاص ، وتعاني قراه وبلدياته من أزمات لا تدخل تحت الحصر أن يتصدى وبحزم وعزم لا يلين لموجة التجميل والتزييف التي ستصاحب هذه الزيارة من أجل إخفاء هذه المعاناة التي تعاني منها الولاية في كل مناحي الحياة، وأن يرفع أصواته عالية حتى يسمع رأس النظام الحقيقة المرة التي تعاني منها هذه الولاية ، وأن يركز على مظلمة أهلنا في قرية تفيريت الوادعة التي ينفذ عليها هذا النظام حكما بالإعدام بالتكسيط عن طريق مكب قاتل ، وعلى عطش قرى آفطوط والعرية التي تعاني من أزمات خانقة في العطش ...

وأن يكونوا لسان الحقيقة التي يراد له أن يغيب  عن مثل هذه الزيارة