محمد سعيد ولد همدي ... رحل الفتى

-A A +A
جمعة, 2015-08-21 10:50
عبد الله  ولد حرمة الله

رحل الفتى، همدي إِذَا القَوْمُ قَالُوا مَنْ فَتًى؟ خِلْتُ أَنَّنِي **** عُنِيتُ فَلَمْ أَكْسَلْ وَلَمْ أَتَبَلَّد طرفة بن العبد أحتفظ لروحي؛ بالحزن ، ولأهلي بجلد الصبر والدموع، ولشاعر الحياة وصديق الكتب وعاشق الأمة الموريتانية، صاحب السعادة محمد سعيد ولد همدي: بالحب. رحل خريج "ليل"، وعاشق الشعر، وسفير جمال شموخ الأمة الموريتانية ورافض حتمية رتابة الظلم، بعد عمر كرسه لصحبة وتبجيل الكتب، وخدمة الدولة الموريتانية حتى آخر لحظة من حياته المسكونة بأناقة الرفعة وجمال السمو وأخلاق بها من تواضع الكبار لكل كبد رطب نصيب؛ كان المثقف ونجل الوجيه ومواطن الجمهورية، حضنا لنخب فرقتها الأعمار والمشارب ووحدها بيته/المكتبة، المتدفق صورا وأوتارا ونصوصا ترسم جمال الأمة الموريتانية الحاضنة للورع والشعر والبذل، وقدر لا يستهان به من الشموخ الآسر؛ في بيته سمعت من صوته الواثق، وأبصرت من حركة يديه الغنائية، ولمست من عقله الجميل خرير زلال أودية النخيل، وصهيل سنابل شمامه، ونخوة شعر وعطاء "أهل الحوظ"، وترانيم ضبح شرف "أهل الشمال"، ودرر انتماء "بني انجاي" ورفعة "الهلبولار" و حب "السوننكي" لموطن التقاء الحضارات الحاضنة لصواب الكون؛ خاطبته في محافل عدة بلغة الشعر، فرد بمفردات القلب، واصطحبني إلى عالمه الذي ازدحمت فيه صور شلة انتصرت للمستديرة في ملاعب وساحات الدولة الفتية، وعلى عقول مراهقي الثلج في أعرق مدارس الغرب؛ والإرتماء، دائما، بمتعة فائقة في جوف نص استلته أنامله الحريرية من ذائقة لم تنطفئ عنها أبدا أنوار الإبداع وإشراقات الجمال؛ سيبقى الراحل صاحب السعادة محمد سعيد ولد همدي وماحمل من يسر المهد، ونبل العطاء، ورفض الحيف، والثقافة؛ والإنتماء: رجلا يحكي عبر فصول حياته الجميلة رفعة الأمة الموريتانية ورفضها الدائم لما لا يليق؛ رحم الله روح صاحب السعادة محمد سعيد ولد همدي وأسكنه أعالي الفردوس.. اللهم ارحمه واغفر له واعف عنه وعافيه..

إنا لله وإنا إليه راجعون.

عبد الله ولد حرمة الله