"نظم الثقلاء" للعلامة حمدا ولد التاه/حقائق طريفة.

-A A +A
أربعاء, 2016-11-16 11:59

عرفت عن العلامة حمدا ولد التاه حفظه الله ظرافته،فهو إلى جانب كونه عالما متمرسا في فنون الشريعة كلها،حباه الله بخبرة اجتماعية مكنته من معرفة عميقة بالمجتمع وأمراضه.
وقد تعرض العلامة حمدا في"نظم الثقلاء"لبداوة"الثقيل الموريتاني"،الناتجة عن ولوجه الجديد للمدينة،بعد معايشة طويلة للخيمة،والمجتمع البدوي المفتوح.

من ثقلاء العصر قد بلينا = بفئة قد كدرت علينا
فصلها ابن حمبل تفصيلا = "وهو بسبق حائز تفضيلا"
لا كنه لوكان في زماني = لزاد نظمه بنظم ثاني
والباب مفتوح لكل من يرى = من ثقلاء عصره ما كدرا
أولهما وأمره كبير= الصاحب الملازم الخبير
يلقاك في طريقه مبتسما = وثقله فوق العيون ارتسما
وللسلام وحده مسلسلُ = كأنما ينصب منه الحنظلً
وبعده أسئلة طويله = من ألف ليلة الى كليله
وبعد ذا يسأل أين تذهب = وهو اذا عينته ما يطلب
حتى اذا ما وصل المكانا = وفتّش البيوت والأركانا
جلس في مجرى الرياح وانتصب= وحرك الباب وكسر اللعب
وفتح المذياع عن الحان =ليس لها في الوقت من بيان
وبدأت يداه في أعمال = تكدر الصفو بكل حال
من أنفه وفمه ومن شَعرْ = وجلده يرمي الذي قد انتثرْ
وربما يلف تحت المطله = ومفردا ياتي وياتي جمله
ثم ثنى وسادة بريئه = ليس لها ذنب ولا خطيئه
ووخز المطلة والكرسيا = بإصبعيه عبثا مليا
ودورة المياه ان أتاها = رفع سمكها وما سواها
وبعد ذا يتركها مفتوحة = مياهها جارية مكفوحة
وحولها من ورق مبلول = ما يمنع الداخل من دخول
وربما يبقى بها زمانا = وغيره قد قارب الهوانا
وبعضهم تلقاه عند الباب = منتظرا لساعة الإياب
يرميك بالحاجة والسلام = مودعا طبع بوقت حامي
وليس يدري كل ماتعاني = من مشكلات البيت والإخواني
ومشكلات العمل الرسمي = وحالك النفسي والجسمي
وبعضهم ياتي إلى العيال = يلهو مع الأسرة والأطفال
وبعضهم ياتيكك وهو يحمل = كتابه وماحواه يجهل
وبعضهم ياتي بشكل صوفي = يرجع ان فتّشت غزل صوف
وبعضهم يثير بالفراسه = مسائل الدولة والسياسه
وبعضهم يطرب للألحاني = وربما مال الى الغواني
وبعضهم ينفخ من شدقيه = المدح والهيجاء في جنبيه
وبعضهم ياتيك في وقت العمل= مزودا بطاقة من الكسل
يقلب الهاتف والأوراقا = ويجعل الوقت له اطلاقا
لحاجة شخصية مستعجله = وحاجة رسمية مفتعلة
وبعضهم ينفض قبل الأكل = يديه حول الناس بعد الغسل
وبعضهم ينتقد القَيّاما= والملح والشراب والطعاما
وبعضهم يدعوك للصلاة = وربّ دعوة بشر تاتي
وبعد ذا تنازع الإمامه = ممن وراءه ومن أمامه
وربما يعين المفضولا = جهالة والرجل المجهولا
وبعضهم يدعوك يوم الراحة = لحفلة ضمّنها أفراحه
لكنها يحضرها أقوام = طباعهم ينقصها النظام
والثقلا في جانب السيارة= تصدع الراس على الحجارة
أثقلها الملازم المرافق = من طبعه للطبع لا يوافق
والذاهب الحاصر للمسير= وطالب التوقف الكثير
ومنهم الباحث عن محل = يجهله وهو ثقيل الظل
والذاهب المصحوب بالأطفال= وبالحقائب وبالأثقال
وطالب السيارة الخفيفة = في تربة رملية كثيفة
واللحم والسمك والأغنامُ = أثقل ما يحمله الأقوامُ
والسائق الثقيل لا يطاقُ = علا جه القضاء والفراقُ
والراكب الزائد عن أعدا د= ما يمنح الفانون من أفراد
وعدَّ بين الثقلا من ياتي = عند خروجك إلى الساحات
لراحة القلب من الأعمال = لجلسة طويلة المجال
وعدَّ منهم صاحب الأشعار = وصاحب الأنباء والطواري
وكل من قد شغلوا زماني= بما لهم من رفعة المكان
لوراجعوا نفوسهم لقالوا= ما باله لكل ما يقال
وناطق بالمنهج النحويّ = في حالة التخاطب العاديّ
أثقل من كل ثقيل حقا = لو سملَتْ عيناه لاستحقا
ومُصلح الشكل لدى الكتابه = غير حديث المصطفى والآيه
وقاطع الكلام بالكلام = وداخل من غيرما سلام
وجالس بالقرب يوم الحر= لاسيما إن لم يكن ذا جر
وعطر من للذوق لم يوفق = وذو الدخان في المكان المغلق
مجموعة حفيفة لاتصبر = وفي سوى بلادنا لاتجبر
يارب رُدَّ طولهم في العرض = والترم عنا بعضهم ببعض
وجُد لهم بخفة الأرواح= وخفة المزاج والأشباح
وحول العالم منهم جاهلا= وحول الصوفي منهم غافلا
وطهر الأرض من الذينا= حقيقة قد كدروا علينا
فإنهم وان دعوك يا أحد = لحاجة قد سألوا كل أحد