مصريون كلهم ادعى أنه"المهدي المنتظر!!

-A A +A
جمعة, 2016-11-25 12:22
حادثة ادعاء الداعية المصري محمد عبد الله نصر أنه المهدي المنتظر قبل أيام، لم تكن الأولى التي تشهدها أرض الكنانة، فقد سبقه كثيرون، وادعى هذا الزعم مواطنون من مختلف الفئات الاجتماعية، ما بين مدرس وسائق توك توك وأزهري. يذكر أن الداعية نصر، الشهير إعلامياً بالشيخ "ميزو"، أوضح تصريحاته الجدلية خلال لقاء ببرنامج "90 دقيقة" على إحدى الفضائيات المصرية، قائلاً: "نصبت فخاً لوسائل الإعلام لأثبت للناس أجمعين عدم وجود المهدي المنتظر.. أعترف بأنني صاحب البيان الذي نشر على حسابي في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، والهدف منه هو استفزاز من ينتظرون شخصاً يعتقدون أنه مُخلص وهو لا يعرف تخليص نفسه من الأساس اسمه المهدي المنتظر". في عام 2000 ظهر 3 مصريين ادعوا أنهم "المهدي المنتظر"، أولهم محمد عبدالنبي عويس في سيناء، وكتب كتاباً يشرح فيه تعاليمه، وكان مصيره الإقامة في مستشفى الأمراض العقلية. وفي نفس العام ظهر شخص يدعى حنفي من بورسعيد ادعى أنه "المهدي المنتظر" واعتقلته الشرطة. كما ظهر أحمد عبدالمتجلي من الإسماعيلية الذي ادعى قدرته على إخراج الجن. وفي الإسكندرية اعتقلت أجهزة الأمن مواطناً يُدعى محمد محمود، زعم أنه "الإمام المنتظر" وطلب من أئمة المساجد مبايعته، وأعلنت أسرته أنه يعاني اضطرابات نفسية. وفي نفس المحافظة أعلن عاطف محمد حسين أنه "المهدي المنتظر" وتعهد بتخليص العالم من شرور الرئيس الأميركي السابق جورج بوش ورئيس الوزراء الإسرائيلي شارون. وفي الإسكندرية أيضاً زعم مواطن يدعى أشرف عبدالحميد ويعمل خبازاً أنه "المهدي المنتظر". تخليص الناس من الفساد وفي قنا أعلن مواطن يدعى عبدالفتاح محمد دردير أنه "المهدي المنتظر" وأن الله اختاره ليخلص الناس من الظلم ومحاربة الفساد، وتم حبسه وإحالته بعد ذلك إلى مستشفى الأمراض العقلية. وفي الشرقية، فوجئ المصلون في أحد المساجد بشاب يخبرهم أنه "المهدى المنتظر"، فسايره أحدهم وقال "سأصطحبك لمكان ما الآن، ولو عرفت ما هو ذلك المكان قبل الوصول إليه سأبايعك وأدعو الناس لتصديقك"، وكان المكان الذي لم يعلم به المهدي المزعوم هو مستشفى الأمراض العقلية الذي تم إيداعه فيه. وفي أسيوط ألقت أجهزة الأمن القبض على يحيى أحمد محمد، عامل حدادة، ادعى أنه "المهدي المنتظر"، وفي الفيوم ألقت قوات الأمن القبض على مواطن زعم أنه "المهدي". وخلال ثورة "25 يناير" فوجئ المتظاهرون بشخص يدخل ميدان التحرير مرتدياً زياً أخضر، وادعى أنه "المهدي" وتبين أن اسمه سلامة علي محمد. أحمد عبدالعظيم 44 سنة، موظف سابق بوزارة الأوقاف، حاصل على معهد فني تجاري، زعم في يونيو 2014 أنه "المهدى المنتظر"، وتم اعتقاله خلال رفعه راية شبيهة براية "داعش" بصحبة اثنين معه أثناء تواجدهم أمام قصر الاتحادية. "المهدي" يترشح في الانتخابات وفي أبريل 2012، تقدم مواطن بأوراقه للترشح في انتخابات رئاسة الجمهورية وادعى أنه "المهدي المنتظر" الذي سيحرر البلاد العربية، كما ظهر شخص يدعى أحمد الجنايني ادعى أنه "الإمام المنتظر" وأكد ذلك في رسالة بعثها إلى دار الإفتاء المصرية، مستدلاً بآيتين في القرآن على أنه إمام هذا الزمان. وفي جنوب مصر أحالت نيابة إدفو بأسوان مزارعاً يدعى أحمد محمود الحجاج إلى نيابة أمن الدولة العليا، بعد زعمه أنه "المهدي المنتظر"، وطلبت النيابة تقريراً طبياً حول صحة قواه العقلية. أما محمود قاسم أبوجعفر، فزعم أنه "المهدي المنتظر"، وأن صفاته الشكلية والمعنوية والحسية مطابقة له، فيما ادعى مخلص علي، عامل دوكو، من منطقة الموسكي جنوب القاهرة أنه "المهدي" وتم اعتقاله، وعند تحرير محضر له سأله الضابط عن اسمه فأخرج مطواة من ملابسه وأصاب بها الضابط بجرح في الرقبة، قبل أن يمسك به بقية ضباط وأفراد الشرطة. كهربائي في قليوب شمال القاهرة قتل عدداً من جيرانه قبل أن يسلم لنفسه للشرطة مدعياً أنه "المهدي المنتظر"، وتبين أن اسمه عمرو عبدالعاطي وأنه مصاب باضطراب نفسي منذ فترة، وأنه كان يدعي أنه "المهدى المنتظر" ويخرج في الشارع عارياً تماماً من ملابسه. مختلون عقلياً الدكتور يسري عبدالمحسن، أستاذ الطب النفسي، يحلل هذه الظاهرة لـ"العربية.نت" ويقول إن هؤلاء الذين يدعون أنهم "المهدي المنتظر" مصابون بخلل عقلي، وهذا الخلل يحدث نتيجة اضطراب وتغير في "كيمياء المخ"، حيث يعاني المريض بذلك من أعراض ذهنية مشوشة وإحساس بالوهم وهلاوس تنتابه وتجعله يصدق أشياء عجيبة وغريبة عن نفسه. وأضاف أن هذه الحالة المرضية تؤدي للانفصام الشخصي، ويعيش الإنسان المريض بعدة شخصيات تختفي فيها شخصيته الحقيقية ويعيش بالشخصية التي تنتاب خياله وتأتيه كهلاوس. وعن سبب تخيلهم جميعاً أنهم "المهدي المنتظر"، ولا يتخيلون شخصيات أخرى، قال الدكتور يسري إن "المهدي المنتظر" هو الشخصية التي ترمز للقوة والتي ستخلص العالم من الشرور وتقيم العدل، مضيفاً أن هؤلاء مرضى يجب علاجهم فوراً لأن التغييرات الكيمياوية في المخ قد تؤدي للصرع والجنون، ولذلك لابد من وضعهم في مصحة نفسية للحصول على علاج يعيد التوزان الكيمياوي لأدمغتهم.