مجلس الفتوى والمظالم يصدر وثيقة تحدد الأمراض المانعة من الصيام

-A A +A
خميس, 2020-04-23 22:56

بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، تنشر وكالة "موريتانيا اليوم"، وثيقة رسمية صادرة عن المجلس الموريتاني الأعلى للفتوى والمظالم؛ بتاريخ 19 شعبان 1436 ه‍ـ، الموافق 07 يونيو 2015؛ تحدد مجمل الأمراض التي تجيز لمن أصيب بها الفطر في الشهر الفضيل.

وقد تم اعتماد الوثيقة المذكورة في أعقاب ندوة نظمها المجلس آنذاك في نواكشوط بالتعاون مع السلك الوطني للأطباء والصيادلة؛ وشهدت نقاشات ومحاضرات معمقة شارك فيها فقهاء وعلماء أجلاء، وعدد من أبرز الأطباء الاختصاصيين في البلد.

وجاء في الوثيقة التي باتت مرجعية رسمية معتمدة في هذا المجال: 

وثيقة شرعية، طبية، موريتانية.. تبين الأمراض التي تمنع المصاب بها من الصيام. صادرة بتاريخ 19 شعبان 1436، الموافق 07-06-2015 أقام المجلس الأعلى للفتوى والمظالم بالتعاون مع السلك الوطني للأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان ندوة علمية تتويجا لسلسلة من الاجتماعات جمعت الفقهاء والأطباء تعرضوا فيها للمواضيع المشتركة بين الفقه والطب، بصفة عامة، وأجمعوا على أن الأمراض وعلاقتها بالصوم تعتبر من أكثر المواضيع إلحاحا مما حدا بهم إلى تخصيص هذه الندوة لهذا الموضوع، على أن تكون الندوات القادمة في بقية المواضيع المشتركة.

الصوم هو الركن الرابع من أركان الإسلام، وقد فرض صوم رمضان على المسلمين في السنة الثانية للهجرة بقوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون”. البقرة/183 .

ولأهمية الصوم بين القرءان الكريم رخص الإفطار وما يهمنا منها هنا هو المرض، والدليل الشرعي من القرءان الكريم الذي أباح للمريض الإفطار في رمضان قوله تعالى: “وَمَنْ كَان مَريضًا أو عَلَى سَفَر فَعدةٌ منْ أيَام أخَر” البقرة/184

والصوم لغة: مطلق الإمساك، وشرعا: هو الإمساك عن شهوتي البطن والفرج من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، بنية الصوم. فوائد الصيام الدينية والدنيوية كثيرة لا مجال لحصرها، ونكتفي – هنا بالأحاديث النبوية الشريفة –

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه”، متفق عليه.

وكذلك، عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا.” متفق عليه. وعن أبي أمامه – رضي الله عنه – قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: مرني بأمر آخذه عنك، فقال: عليك بالصوم فإنه لا مثل له. رواه النسائي. ولأهمية الصوم بيّن القرآن الكريم رخص الإفطار وما يهمنا منها هنا هو المرض، والدليل الشرعي من القرآن الكريم الذي أباح للمريض الإفطار في رمضان قوله تعالى:” ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر” البقرة/184. فأباح للمريض الفطر في رمضان حفظا لصحته لئلا يجتمع عليه الصوم والمرض فيضعف، فالمرض علة تبيح للمريض الإفطار في رمضان مع القضاء كلما زال عنه المرض وأصبح قادرا على الصيام.

وأجمع العلماء على أن المرض الذي يفاقمه الصوم أو يؤخر برأه يعتبر مفطرا. إذن السؤال المطروح: ما هو المرض الذي يفاقمه الصوم أو يؤخر برأه؟ هذا ما حاولنا تحديده في هذه الندوة ليكون عونا لعلمائنا وأطبائنا لإفتاء المرضى من خلال التوصيات التالية: أمراض النساء والإرضاع تحتاج المرأة أثناء الحمل إلى تغذية جيدة متوازنة حتى تتمكن من الوفاء باحتياجاتها اليومية بالإضافة إلى احتياجات الجنين الذي يمر بمراحل مختلفة يمكن تلخيصها في:

في الثلث الأول: مرحلة التصور الجنيني وهي حساسة لأي خلل في الوارد الغذائي من فيتامينات وسكر ومواد أخرى ضرورية.

ثم الثلث الثاني: وهي مرحلة التسارع في النمو لمختلف الأعضاء والأجهزة وهي أيضا تتأثر بالوارد الغذائي فنقصه الشديد قد يؤدي إلى تأخر النمو لدى الجنين. أما الثلث الأخير من الحمل فيمتاز بالزيادة الكمية في حاجيات الجنين من الطاقة والغذاء مما يحتم على الأم توفير كمية إضافية من الغذاء النوعي لتلبية هذه الحاجات.

إذن مما تقدم يتضح أن الصيام لساعات طويلة تتجاوز أحيانا 15 ساعة وفي مناخ حار سيؤثر على عمل الجسم واستقلابه الداخلي مما قد ينعكس سلبا على الجنين. اتجهت أغلب الأبحاث العلمية المنشورة -على قلتها- إلى منحيين اثنين؛ الأول أن الصيام لا يؤثر سلبا على الحمل بينما بيّن البعض الآخر أن الضرر محتمل ويشمل الوزن والتطور الروحي الحركي للطفل المولود لأم قامت بالصيام أثناء الحمل. وبشكل عملي يمكن أن نقسم حالات الحمل بالنسبة للصيام إلى حالتين:

– حالات الحمل المصحوبة بأمراض أخرى أو تقيؤات شديدة.

و في هذه الحالة يجب على الحامل أن تفطر نظرا لأن الصيام قد يفاقم حالتها الصحية.

– حالات الحمل التي لا يصاحبها اختلاطات والحامل تبدو بصحة جيدة، فهنا كان الرأي أنه في هذه الظروف المناخية الحارة ونهار الصيام الطويل (15 ساعة على الأقل) لا ينصح بالصوم. وفي حالة قررت الحامل الصيام بعد اطلاعها على المخاطر يتم تزويدها بالتوجيهات اللازمة وتشمل :

– الإكثار من أخذ السوائل في الليل

– أخذ التغذية الكافية المتنوعة

– أخذ وجبة سحور كافية لتساعد الحامل على التحمل لفترة أطول

– عدم القيام بأي نشاط بدني زائد أو التعرض الطويل لأشعة الشمس أو الحر الشديد.

ويجب علي الطبيب إطلاع المريضة بشكل كاف على كل ما تقدم الإرضاع أما الأم المرضع فتنصح بعدم الصيام في الشهور الستة الأولى إن كان الاعتماد حصريا على الثدي، أما بعد ذلك فيمكنها الصيام إن كان الرضيع في صحة جيدة وتمكن من الاستفادة من التنوع الغذائي. أمـراض القـلب والـشـرايـيــن من لا يناسبهم الصيام من مرضى القلب:

1) مرضى القصور القلبي ذوو الحالات غير المستقرة

2) المصابون باحتشاء العضلة القلبية الحاد.

3) المصابون بالذبحة القلبية غير المستقرَّة أو المتلازمة الإكليلية الحادة.

4) مرضى الخثار الوريدي العميق والصمة الرئوية الحادة.

5) آفات القلب الخلقية المزرقة.

6) متلازمة ايزينمنغر.

7) مرضى الحوادث الوعائية الدماغية.

8) المرضى الذين هم في حاجة لدخول المستشفى.

9) الذين يحتاجون إلى علاج متعدد أثناء النهار عن طريق الفم أو الحقن.

10) مرضى ارتفاع الضغط:

– الذين يتناولون 3 أدوية فما فوق

– الموضوعون على مدرات البول

– الذين لديهم اختلاطات

11) اعتلال الشرايين المحيطية الحاد.

12) المرضى الذين أجريت لهم جراحة قلب مفتوح حديثا.

13) المرضى الذين ليست لديهم القدرة على المتابعة الطبية.

الأمراض الــــبـــــاطــــنـــــيــــــــة الأمراض المفطرة

– جميع سرطانات الجهاز الهضمي.

– مرض السل قبل الشفاء التام مهما يكن نوع الإصابة.

– تليف الكبد.

– التهابات الكبد الحادة.

– قرحة المعدة أو الاثنى عشر الحادة أو خلال الستة أشهر الأخيرة.

– التهابات البنكرياس الحادة.

– جميع تقيحات الجهاز الهضمي الحادة.

– نزيف الجهاز الهضمي.

– بعض أمرا ض نقص الامتصاص.

– القيء المزمن

. – الإسهالات المزمنة وبعض الإسهالات الحادة.

– الأمراض المجموعية في طورها الحاد.

– استعمال بعض الأدوية لفترة طويلة يمنع الصوم.

حـــــــالا ت خـــاصـــــة

– التهابات الكبد المزمنة التي تستوجب الدواء.

– القرحة المعدية أو الاثنى عشرية منذ أكثر من ستة أشهر : يجب على الصائم استعمال الدواء أسبوعا قبل رمضان وستة أسابيع بعده.

– أمراض الأمعاء والقولون المزمنة: النوبات الحادة.

لا يعتبر مفطرا :

– الإصابة بالبواسير

– فيروس الكبد في حالة سبات السكري والغدد و الصــيـــام

 المرضى المصابون بالسكري نمط أول لا يصومون

 المرضى المصابون بسكري نمط ثان لا يصومون… لكن يمكنهم الصيام إذا توفرت فيهم الشروط التالية:

◦ سكر الدم متوازن بشكل جيد

◦ إذا توفر لدى المريض جهاز لمراقبة سكر الدم وكان المريض يمكنه التصرف في حال ارتفاع السكر أو انخفاضه

◦ إذا كان السكر لم يؤثر بعد على الأعضاء الحيوية : قلب، كلى …..

◦ إذا كان المحيط واعيا بالأخطار المحدقة بالمريض

◦ توفر فريق طبي مساعد

◦ أما بالنسبة لأمراض الغدة الدرقية فهي غير مفطرة إلا إذا رافقتها اختلالات هرمونية حادة.

◦ أما بالنسبة للاختلالات الهرمونية للغدة الكظرية فهي مانعة للصوم

◦ السكري الكاذب مانع للصوم. الكــــــــــــــــلــى والـــمســـــالــــك الـــبـــــولــــيــــــــــة المجموعة الأولى : مرضى القصور الكلوي المزمن قد يتسبب الصوم

– نتيجة لنقص السوائل والأملاح

– في تدهور حالة القصور المزمن خصوصاً في حالات التهابات الكلى المزمنة، والتكيس الكلوي، وهو ما قد يؤدي إلى جفاف واختلال في وظائف الكلى والجسم.

ولذلك من الضرورة بمكان لمريض القصور الكلوي أن يقوم بمراجعة الطبيب المتابع لحالته لأخذ النصيحة الطبية حسب حالته المرضية قبل الشروع في الصوم. المجموعة الثانية : مرضى الغسيل الكلوي

– لا يمكنهم الصوم المجموعة الثالثة: وهم المرضى الذين أجريت لهم عملية زراعة الكلى يمكن لمريض زراعة الكلى أن يصوم بعد مرور عام من زراعة الكلى له إذا كان الجسم قد توافق مع الكلية المزروعة بشكل جيد، وعليه فإن المريض يمكنه تناول مثبطات المناعة اللازمة مثل عقار السيكلوسبورين الذي يؤخذ عادة كل 12 ساعة، بعد الإفطار وعند السحور مع ضرورة المتابعة اللصيقة مع الطبيب المعالج. أما بالنسبة لمرضى زراعة الكلى الذين لم تستقر حالتهم، فقد يؤدي الصيام إلى تأثيرات ضارة على الكلى المزروعة والجسم، لذلك لا يمكنهم الصوم . المجموعة الرابعة: مرضى التهابات الكلى والمسالك البولية بالنسبة لالتهابات الكلى والمثانة الحادة يفطر المريض لأخذ العلاج حتى تتراجع الحالة الحادة عندها يمكنه الصوم وفي حالة وجود قصور في وظائف الكلية يتابع الفطر.

المجموعة الخامسة: مرضى حصيات الكلى والحالب والمثانة البولية لا يصومون وبعد العلاج يمكن للمريض الصيام بشرط شرب كميات كبيرة من السوائل بعد الإفطار حتى تساعد على تخفيف الأملاح وعدم ترسبها وطرد الحصيات الصغيرة مع ضرورة الانتباه إلى الإقلال من تناول اللحوم الحمراء، وملح الطعام والسبانخ والطماطم والمكسرات والشاي والقهوة، وكذلك عليهم تجنب التعرض للمجهود الشديد أثناء النهار وتجنب التعرض للحر الشديد.

أمراض نقص المناعة المكتسبة لا يصوم:

– كل مريض يستخدم الأدوية مرتين فما فوق

– كل مريض يعاني من نقص حاد للمناعة أي: CD4 أقل من 200

– كل مريض يعاني من الالتهابات الانتهازية

– كل امرأة حاملة للفيروس أثناء الحمل أو الإرضاع وصف الأدوية خلال رمضان للصائم صحة الصوم وفعالية وأمان العلاج  تصور لتنظيم استشارة طبية ما قبل رمضان كل سنة من أجل ملاءمة المنظومات العلاجية والاتفاق مع الفقهاء على التصورات العلمية التي ينبني عليها الرأي الفقهي.  التنسيق من أجل تنظيم جلسات تقويم علاجي، يتم خلالها تقييم أخطار الأدوية خلال الصيام مع مراعاة التداخلات الغذائية والظروف الصحية والاجتماعية للصائمين.  تكليف لجنة بترصد وبحث ومتابعة شكوى الصائمين المعالجين بالأدوية وتقييمها من أجل متابعة هذا العمل بعد رمضان في سبيل التوفر على معلومات أكثر عن الموضوع.  إرساء تعاون علمي مع الهيئات الوطنية المعنية بالبحث العلمي من أجل الحصول على معلومات دقيقة نابعة من الواقع.

تـــــوصــــيـــات خــاصـــة

 حث الأطباء على التقيد بأخلاقيات المهنة.

 العمل على مراجعة نصوص مدونة الأخلاق الطبية لتكون أكثر ملاءمة لديننا الحنيف .

 يجب إجراء الاستشارة بحضور شخص ثالث في الغرفة كل ما كان ذلك ممكنا.

 الفصل بين الجنسين في غرف الحجز في المستشفيات إلا في حالات الضرورة.

 العمل على إنشاء موقع مشترك بين سلك الأطباء والمجلس الأعلى للفتوى والمظالم لتلقي الأسئلة حول الصحة والصوم والرد عليها.

إنشاء لجنة مشتركة لبحث القضايا الفقهية الطبية ومستجداتها – بشكل دائم – تضم: المجلس الأعلى للفتوى والمظالم

– سلك الأطباء

– الجمعيات العلمية

– كلية الطب

– وزارة الصحة.

حالات خاصة

 – الفحص بالمنظار مفطر لأنه يصل للمعدة مباشرة، وكل ما وصل للمعدة فهو مفطر وإن لم يكن متحللا

 – تفاوت حدة الألم من شخص لآخر، الألم من الأمور التي لا تعلم إلا من قبل صاحبها وهو مصدق فيها، فيعتمد على ما أخبر به.

 – هل يمكن أن نترك للمريض الخيار في الفطر؟ علينا أن نخبر المريض بالحكم والمريض هو المسؤول عن نفسه مع أن الفطر بسبب المرض على قسمين:

1 – واجب وهو ما يترتب عل عدمه الهلاك أو الأذى الشديد، وهذا لا خيار له فيه

2 – جائز وهو ما دون ذلك، وهذا له الخيار فيه.

 – هل يجوز إجراء فحوصات في حالة الشك في وجود المرض وهل يفطر في انتظار النتائج أم يصوم؟ الرجوع في ذلك إلى تقدير الطبيب واجتهاده

 – الأدوية المستعملة عن طريق الشرج غير مفطرة

 – الحقن غير المغذية بأنواعها غير مفطرة

 – الأقراص تحت اللسان إذا كانت تذوب وتختلط بالريق وتصل إلى الحلق فهي مفطرة

 – بخاخ الربو مفطر

 – معالجة الأسنان أثناء الصيام جائزة، وإذا لم يصل منها متحلل إلى الحلق فهي غير مفطرة

 – التخدير في حد ذاته ليس مفطرا، ولكن إذا دام التخدير العام كل النهار أو جله لزم القضاء لأنه بمثابة الإغماء، وأما التخدير الموضعي فلا شيء فيه.

فندق الخاطر بانواكشوط يوم 19 شعبان 1436ه الموافق 07-06-2015م

المجلس الأعلى للفتوى والمظالم الرئيس محمد المختار ولد امباله.

المجلس الوطني لسلك للأطباء الرئـس د. أحمد ولد الزين.