الداه ولد عروة يكتب ...لنعيد الرأي لأهله

-A A +A
خميس, 2020-05-28 07:18

لاشك أن تدفق الاراء والتوجيه والنصح والتهديد احيانا بانتظار العواقب ،والتندر والبحث عن الشهرة والسبق الاعلامى، وادلاء الدلو فى كل شان عام وخاص احيانا بالتعريض والتجريح والنيل من اعراض الناس، من اشخاص او مجموعات او مؤسسات وهمية أصبح مصدر تشويش كبير على العمل الجبار الذى تقوم به الدولة فى الوقت الراهن في بلدنا ، كما شوه الحقيقة ونطق زورا باسم راي عام هو منه براء. واقل مايقال عن ناتجنا الوطنى اليومى من الكذب والتشويش والتشويه بدل الدقة والانضباط والاعتراف انه اكبر انتاج فى العالم من هذه النفايات التى حجبت عن الدولة والمواطن على حد سواء ماهو اهم: المدون الجاهل، حجب الواقع وشوه الحقيقة ، كما حجب العالم والمتخصص الذي لايرضى لنفسه بان ينزل منزلة هؤلاء، وهو من يريد الناس سماع رايه وتوجيهه وتقيمه. المجموعات الواتسابية اذاماستثنينا العائلية منها، فى غالبها عبارة عن مجموعة من الاصدقاء تتعاطى المعلومات المغلوطة من المدونين دون تدقيق ودون تصويب، حجبت دور المجموعات الثقافية والعلمية الهادفة. الصنف الثالث وهو الاخطر لانه يضفى على نفسه الطابع المؤسسى وهم المؤسسات الوهمية من مراكز بحثية ومواقع الكترونية مأجورة، فبدل ان تسهم هذه المؤسسات الوهمية فى اجراء دراسات علمية متخصصة يقوم عليها منهم اهل لذالك مبنية على معطيات علمية وادوات فنية، انشغلت بهدفها الحقيقى وهو الترويج لمن يملكونها او يمولونها. ان ابلغ مثال يمكن ان يعبر عن هذه الوضعية هو المثل الانكليزى القائل ان النقود السيئة تطرد النقود الجيدة من السوق " la mauvaise monnaie chasse la bonne" فقد كتب الاقتصادى الانكليزى thomas grisham مؤسس بورصة لندن للملكة الزابت الأولى رسالة عن وضعية السوق، نبهها من خلالها الى ان الناس يستخدمون في معاملاتهم اليومية النقود الاقل جودة ويدخرون العملة الجيدة. وبالتالي اختفت النقود الجيدة من السوق لصالح الاسوا. هذا بالضبط هو حال استخدامنا لشبكات التواصل الاجتماعى لكي لا أقول التواصل الاعلامي فقط ، فقد توارى عن الانظار أصحاب الفكر والرأي والمشورة بارادة غيرهم او بارادتهم هم لصالح الاقل جودة، كما اختفت المراكز البحثية الجادة والمواقع الاكترونية الاستقصائية لصالح فقاعات المراكز الوهمية ومواقع الشائعات. ان الاجواء العامة التى فرضتها جائحة كورونا وطنيا ودوليا، وحرص الدولة على ارضاء الجميع، اوهم هؤلاء بانهم يتحدثون باسم راي عام ، وانهم يتمتعون بمستوى ومؤهلات تمكنهم من توجيه العمل الحكومى او فرض وصاية عليه. ولذالك اصبح من الضرورى تنقية شبكات التواصل الاجتماعى من هذه الشوائب التى تضر اكثر مما تنفع وذلك بعدم الاصغاء اليها او اعارتها اي اهمية.