أربعة للسيد اسلكو ولد ازيدبيه (وواحد مقابل أربعة)

-A A +A
جمعة, 2020-08-14 16:25

1/ لا يملك القارئ إلا أن يأسف كثيرا لعدم تفرغ النابغين والموهوبين من خبراء العلوم لمختبراتهم ولن تزال الحيرة مسيطرة عليهم من تعلقهم بالسياسة التي مارسوها عقودا دون أن ينتجوا فيها رؤى سياسية أو أن يقدموا للبلد خطوات نحو ثقافة القانون العالمية... 2/ مؤسف أن ينزل رجال الدولة ممن تولوا المناصب الحساسة وأترفوا بنعيم السلطة لمستوى ينالون فيه من هيبتها انتقاصا لرئيس الجمهورية وتسفيها لإجراءات الجهاز التنفيذي علما إنه كان عضوا فيه يوم ألغت داخليته قائمة الأحزاب السياسية التي لم تصل نسبة محددة في انتخابات 2018

3/ لا يجد العاقل تفسيرا لإنكار ما علم وتجسد وتحقق ميدانيا من المسحة الأخلاقية والصبغة القيمية التي انصبغت بها الحياة السياسية... وانطبعت بها النسخة الغزوانية من الحكم، هو أمر أسَر الخصوم قبل أن يسر الموالين وأشاد به المنافسون، حين فطنوا له قبل أن يتبجح به الأنصار، بل هو المنهج الذي وحد الجميع.. فتشكل إجماع وطني على أن هذه المأمورية مأمورية الأخلاق السياسية على أن" (أُولَٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ۚ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ) صدق الله العظيم.

4/ ثمة خصومة سياسية بين الدكتور والإخوان وأخوانهم وأخواتهم، وثمة تتفيه لمنظومة المعارضة برمتها، أصون عنهم القلم والحبر وأعف عن تناوله، لأنه من محارم اللسان السياسية بل من موبقات العمل المدني فلم يكن الاختلاف في الديمقراطيات الحديثة سببا كافيا للهجوم اللفظي واستخدام العنف المعجمي....

5/ العقوق السياسي للرؤساء السابقين أهون عند الدكتور وأشد جرما من الخروج والتمرد على الرؤساء الحاليين مما لا يقربه إلى السابقين ليت الدكتور وهو العارف بتاريخ البلد السياسي ربما..، شنف مسامع مستمعيه وقر عيون قرائه برئيس واحد انزاح عن السلطة مكرما معززا لينعم بما حقق للبلد من إنجازات فهذا يحسب له كحسنة في خدمة بلده وما وفر... كرئيس سابق.

ثم لم يرض السيد اسلكو ولد ازيدبيه إلا بالتشويش ورفض القرارات وإظهار النظام بمظهر التابع له خروجا على كل الأعراف وتملصا من كل التقاليد وتنكرا لكل الأدببات حديثا أم قديما.... ثم بعد كل ذلك يحلو للدكتور أن يسمى عمل البرلمان وهو السلطة التشريعية الوحيدة المستقلة دستوريا عقوقا سياسيا... وكأنك أبا لموريتانيا وحصيفها ولقد قلت لك ... أرحم نسك قليلا ما تسمع ليتك رجعت فكرت، وتمعنت، وقدرت.

6/ غريب أن يتولى امرؤ كل المناصب طيلة عشر سنوات يرفع شعار محاربة الفساد، ثم يسيل حبره مدرارا بعد عزوفه الاختياري ليقترح على من بجلوه بالمهمات السامية وأحاطوه بالعناية الفائقة بإقامة منتديات لمحاربة الفساد، أما كان حريا طرح هذا المقترح وأنت رئيس الحزب الحاكم أما كان أجمل وأنفع لو تم وأنت مدير ديوان.... ارحم نفسك قليلا ما ....

7/ قد يسميه البعض غرورا بطعم الإساءة حين يعمد شخص يقال بأنه عالم رياضيات مثل الدكتور إسلكو إلى المطالبة بالمصالحة بين الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وسلفه محمد ولد عبد العزيز !

- إنها طرفة ومسخرة ربما نكتة.. وكأنه لم يقتنع أن السيد محمد ول عبد العزيز أصبح مواطنا كامل المواطنة يحمل صفة رئيس سابق.... وكأنه لم يقتنع أن الشعب الموريتاني قلد أمانة تسييره مدة خمس سنوات للرئيس محمد بن الشيخ الغزواني، وهل بينها مشكلة لم يعلنا عنها، ربما قمت أو تواصل في زرع الخلاف بين الناس ولم تفلح واخذتك العزة ... أسلوب من الطرح السياسي إن لم يكن غرورا بطعم الإساءة أو البركماتية’ النجرجسية، فلا أدري كيف أسميه

8/ ما لا يستسيغه القراء هو صفارة التحذير من التشويش التي تطلقها هذه الأيام دفاعا عن"حزب الوحدي الاشتراكي" فكيف بمن يعجز عن إعلان إجراءات انتقال حزب من لجنة لأخرى عجِلا عن استيفاء الإجراءات لحاجة عندك أو إستشارة أخرى أو تطمح أن تهدد نظاما ديموقراطيا يحظى بإجماع شعبي لم يسبق له مثيل في العقود الستة المنصرمة.....

9/ مهين للسلطة التشريعية أن يقترح سعادة السفير عليها عملها وملفت أيضا أن يتولى بنفسه اختيار ملفات عشرة دون أن يقدم مسوغا فنيا لتحديدها بالذات هل لعلمه بسلامتها من الفساد أم هو مجرد السخرية من البرلمان وعمله وممارساته لصلاحياته؟؟

10/ ............. أخيرا: يتمنى الدكتور البارز في أحد مقالاته قائلا لو تمت استشارتي!!! وهنا يحسن توجيه السؤال للدكتور ألم يغفر لك النظام كل علاقاتك بعشرية الطمأنينة والإزدهار ويعينك في عاصمة الأدب والاقتصاد.. مقدما لك تزكية وحيازة على بياض، ألم يكن يستشيرك ويأخذ برأيك وأنت تمارس عملك في لندن.....

ما الذي دفعك للعزوف عن استعانة النظام واستشارته لك لتكتب بعد ذلك لو تمت استشارتي! هل تعتقد أن النظام ليس له من يستشيره هل تعتقد أنه يقدم على قراراته دون استشارات الخبراء؟؟ ( فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ۚ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۚ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ ۗ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ۗ) صدق الله العظيم

موسى ولد أبو / سيد أعمر