لماذا يحرم هذا الوطن من كفاءة عالية بمستوى البروفيسور عثمان أمحيحم؟

-A A +A
ثلاثاء, 2020-08-18 08:11

 ما تزال موريتانيا تعاني، رغم مرور ستة عقود على استقلالها، من نقص حاد ومزمن في مجال الكفاءات المهنية المتخصصة في مختلف المجالات التنموية والخدمية؛ وخاصة في مجال حيوي مثل الطب.

ومن المفارقات المثيرة للتعجب والاستغراب، أن هذا النقص وما ينجم عنه من تخلف بات مضرب المثل ومادة للسخرية والتنكبت، لا يعود لانعدام هذا النوع من الكفاءات في صفوف الأطر الوطنيين المختصين وٱنما لاعتماد سياسات ومقاربات تقوم على تهميش هؤلاء وإقصائهم من خلال تبني معايير مختلة بعيدة كل البعد عن تلك المعتمدة عالميا وفي أقرب بلدان الكرة الأرضية لموريتانيا من كافة الجهات جنوبا وشرقا وشمال..

البروفيسور جراح عثمان ولد أمحيحم مثال حي ونموذج جلي لهذا الواقع المزري غير النمطي الذي يعيق اهم قطاع خدمي أساسي في منظومة عمل الدولة لقطاعيها العام والخاص؛ أي مجال الطب والصحة العمومية في ظرف محلي وإقليمي وعالمي بتسم بانتشار متزايد وغير مسبوق الأكثر الأوبئة فتكا وأسرعها انتقالا بين البشر.

 ولعل المقال التالي لأحد أبرز كتاب البلد وزملاء البروفيسور ولد امحيحم في المهنة يمثل مرآة عاكسة لثورة مكتملة الأبعاد لواقع كفاءاتنا الوطنية المتميزة وحالة التهميش التي تعاني منها..

كتب حبيب الله ولد أحمد: البروفيسور جراح عثمان امحيحم / كفاءة وطنية مهمشة

استاذ فى الجراحة العامة اذاب زهرة شبابه فى دراستها والعمل فى مجالها ميدانيا فى جامعات و مستشفيات تونس حيث تلقى دراساته الطبية المتخصصة وموريتانيا وطنه الذى عاد ليخدمه بصدق وإخلاص حصل عثمان على دكتوراه دولة فى الطب ليصبح أخصائيا جامعيا واستاذا مبرزا ثم استاذا استشفائيا جامعيا فى الجراحة العامة خاض تجربة علمية طبية ميدانية من أبرز ملامحها:

* طبيب (داخلى) ثم (مقيم )بالمستشفيات التونسية

* استاذ مبرز فى الطب من الجامعات التونسية( هو أول موريتاني يحصل على شهادة تبريز فى الطب خمس سنوات فقط بعد التخصص)

* استاذ استشفائي جامعي ( اعلى درجة فى التعليم العالي A4) تقلد لبروفسور امحيحم عدة وظائف ذات صلة بتخصصه منها:

- رئيس المصلحة الطبية لأسنيم مدة 4 سنوات ( مصحة كانصادو وازويرات) عمل خلال تلك السنوات على أن تراعى العدالة بين العمال عند الرفع إلى الخارج وتكون الأولوية للحالة الصحية والمادية للمريض المقترح للرفع ورفض إعطاء الاولوية فى الرفع للنافذين والمديرين الكبارعلى حساب فقراء وبسطاء العمال ولم يقبل التدخل بالقرابة والوساطة فى ملفات الرفع - رئيس قسم الجراحة العامة بالمستشفى الوطني 5 سنوات

- جراح بمركز الانكلوجيا

- جراح بمستشفى الصداقة ومنذ إبعاده عن مستشفيات الحكومة قبل سنوات قرر العمل فى عيادة خاصة ليتمكن من متابعة ملفات بعض المرضى الذين تلقوا العلاج على يديه فى مراحل سابقة من مساره المهني وبالإصافة لذلك المسار العلمي والمهني الباذخ فالاستاذ امحيحم له إسهامات فى مجال تكوين وتأطير طلاب كلية الطب الموريتانية حيث يدرس طلاب السنتين 3و4 من الطب مادة الجراحة العامة. يحظى عثمان باحترام كل طلابه واساتذته وزملائه لمايتمتع به من كفاءة علمية مشهودة وقد كرمه الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي لمالمسه فيه من كفاءة ومهنية وإيمان برسالة الطب.

تم إبعاد ولدامحيحم عن المستشفى الوطني بسبب مواقفه الجريئة والصادقة والتى طالماعبرعنها أمام وزراء صحة ومسؤولين كبار لم ترق لهم فقرراحدهم إبعاده عن المستشفيات الحكومية. من تلك المواقف:

- اقتراحاته بشأن تجهيز غرف العمليات وتحسين ظروف العمل داخلها

- اعتراضه على طريقة عمل( المجلس الصحي) والتى تطغى عليها الانتقائية والزبونية والوساطة مايجعل استفادة عامة الناس منه شبه مستحيلة.

- فضحه لفساد المستشفيات بالأدلة والوثائق.

- حرصه على اللغة العربية ودعوته لتعريب وثائق المستشفيات لتمكين العامة من الولوج لخدماتها والدفاع عن هوية البلاد وثوابتها الحضارية ورغم حاجة مستشفيات الحكومة لعلم ومهنية وكفاءة ولدامحيحم فإنه يعيش مبعدا عنها بإرادة غامضة لم تغفرله مواقفه وجراته على قول الحق والدفاع عنه...