حسن لبات يكتب كواليس مهرجان المرشح غزواني واكروب المرخي واحميده

-A A +A
أربعاء, 2020-09-16 08:11

بعد نزولي من منصة مهرجان فاتح مارس 2019 ذهبت مباشرة إلى المكان المخصص لمولد الكهرباء، للبحث عن سبب الانقطاع المفاجئ، دقائق قبل خطاب الترشح. لنعد قليلا إلى الوراء... الخميس 28 فبراير 2019، الساعة الحادية عشر مساء، أبلغني مخرج المهرجان عبد الرحمن ولد أحمد سالم باجتماع سيتم عقده بحضور المرشح، الذي يريد الاطلاع بنفسه على آخر الترتيبات.

كنا نداوم منذ اسبوع في مباني اتحادية كرة القدم وقد وضع إخوتي أحمد ولد يحيى وشيخاني ولد مولود جميع الوسائل تحت تصرفنا وكنت استخدم مكتب شيخاني.

في حدود الثانية بعد منتصف الليل وصل المرشح وجلسنا جميعا في قاعة الاجتماعات في الطابق العلوي. الوزراء المختار ولد اجاي ومحمد ولد عبد الفتاح وآمال منت مولود والناني ولد شروقه ومحافظ البنك المركزي عزيز ولد داهي والمستشار أحمد ولد اباه الملقب احميده والمستشار أحمد ولد اباه ذاك لوخر، وزين العابدين صاحب بنك زين العابدين، بالإضافة إلى أحمد ولد يحيى رئيس الاتحادية وعبد الرحمن المخرج وعبد الرحمن ولد حبت مدير شركة rim event المكلفة بالمنصة و لفقيه ولد امبيريك مسؤول اللوجيستيك.

طلب مني المخرج ان أكرر Le séquençage de l'événement ففعلت. الأمر بسيط، أصعد المنصة وأرحب بالحضور ثم يصعد المرشح ثم القرآن والخطاب، بعده يعود المرشح إلى مكانه على أنغام أغنية "يا أمنا يا أمنا، انت الحنان والهنا" للمرحومة ديمي، وعندما يجلس في مكانه تتم الترجمة إلى اللغات الوطنية ثم أعلن نهاية الحفل.

عندها قال احميده إن هناك أفلاما يجب عرضها. قال له المخرج إن هذا لم يكن في البرنامج الذي تم الاتفاق عليه مسبقا فأعطاه احميده قرص usb وطلب منه أن يضعه في الحاسوب. كان القرص يحتوي على أفلام قصيرة على شكل spot vlc كل واحد يحمل اسم رئيس سابق. صرخ احميده "المختار ولد داداه" فضغط المخرج على الفيلم الذي يحمل اسم الرئيس المختار، ليظهر فيلم سريع من إعداد شبكة الرؤية. وهو عبارة عن ورقة تعريفية "ولد الرئيس المختار ولد داداه سنة كذا في مدينة كذا، ترأس موريتانيا من سنة كذا..." ب

عد انتهاءه صرخ احميده من جديد "ولد ولاتي" وهكذا دواليك وكان طول كل فيلم دقيقتين أو ثلاثة، إلى أن وصلنا إلى عزيز فصاح احميده "الرئيس محمد ولد عبد العزيز"، لاحظت أنه كان يلقي الأسماء مجردة إلا عزيز. أما الفيلم فكان أطول بكثير من الأفلام الأخرى ويحتوي تمجيدا مبتذلا وصل حد الإطناب.

كنت أثناء العرض اختلس النظر إلى الوزراء فكان بعضهم فاغرا فاه مشدوها بكثرة الإنجازات أو هكذا كان يتظاهر. بعد انتهاء الفيلم خيل لي أن هناك محاولة تصفيق ولكنها باءت بالفشل ليقول المخرج "هذا طويل جدا" فيدخل بعدها في نقاش حاد مع احميده وافق على أثره هذا الأخير بسحب جميع الأفلام، باستثناء فيلم تمجيد العشرية. ولكن المخرج ظل مصرا على رفض الفيلم وكان متمسكا بالبرنامج الأصلي.

عندها نظر احميده صوب المرشح وقال "ذ الفيلم لا بد نديروه" فأجابه المرشح بهدوء وكأن الأمر لا يعنيه "والله" وهي الكلمة الوحيدة التي قال منذ بداية الاجتماع حتى نهايته، ما عدا عبارات السلام والوداع.

بعد ذهابهم قلت للمخرج "أنا بعد فيلم العشرية ما في منو ساعة" فقال لي "مانك وحدك يغير انت سمعت قرار المرشح". في الوقت المحدد انطلق المهرجان وما إن بدأت تلاوة القرآن حتى انقطع الكهرباء ! دقائق قليلة مرت كسنوات. أثناء الانقطاع كنت على المنصة مع المرشح والإمام عثمان كان الذي قد بدأ فعلا في تلاوة القرآن.

كان المخرج في الجانب المقابل من الملعب وكنت على تواصل معه عبر oreillette فطلبت منه الإذن في الاقتراب من المرشح، سألني لماذا ؟ قلت أريد أن أسأله عن رأيه في إلقاء خطابه مباشرة بعد القرآن وترك فيلم العشرية فقال لي موافق، طلبت منه إطفاء مايكروفون المرشح و اقتربت منه وكانت بيننا مسافة مترين أو ثلاثة وقلت له : Après le coran, je lance le film ou on passe directement au discours? فأجابني بكلمة واحدة : le discours.

رجعت إلى مكاني وأنا أكاد أطير من شدة الفرح. فكلمته تلك أكدت لي بما لا يدع مجالا للشك أنه يعتزم قطيعة راديكالية مع مسلكيات الماضي. قبل أن آخذ مكاني رجع التيار الكهربائي. بعد الخطاب والترجمة أعلنت نهاية المهرجان وذهبت مباشرة إلى المولد الكهربائي لأجد عبد الرحمن ولد حبت وبايه المسؤول الفني في الاتحادية الذي قال لي إن groupe الاتحادية لديه طاقة عالية جدا وانهم متعودون على مثل هذه المهرجانات وقد قامو ب test مرات بدون انقطاع، ولكن ساعات قبل المهرجان جاء فنيون من صوملك صحبة المرخي و احميده ومعهم groupe بطاقة متوسطة و ثلاث بيدونات خمسة ليتر من گزوال وفرضو استخدامه.

قال لي بايه "الحمد لله طلبت منهم وضع مولدهم قرب مولدنا، وعندما لم يحتمل قوة الضغط انقطع التيار فاحتجت لدقائق كي انزع الكابلات واحدا واحدا وأعيد branchement في مولد الاتحادية".

كانت تلك أولى محاولات sabotage وطبعا لم تكن الأخيرة. الغريب عن المحاولات ما زالت تتوالى إلى اليوم وما انقطاع الماء عن العاصمة لمدة أيام إلا أحد الأمثلة... ولكن تلك قصة أخرى. المهم..

لن تنتهي قصة فيلم العشرية عند هذا الحد. في اللجنة الإعلامية كان عيسى ولد اليدالي من الشباب المكلفين بالعناصر التي يتم بثها في التلفزة أثناء الحصص المجانية، وحاولت "جماعة النهج" فرض محاصصة بين عزيز وغزواني، يعني نصف الحصة لتمجيد العشرية ونصفها لبرنامج المرشح !

كادت الخطة ان تنجح لولا أن تصدى لها الثنائي محمد الشيخ ولد سيد محمد و أحمد ولد المصطفى. قال محمد الشيخ إن عزيز ليس مترشحا والحصص المجانية مخصصة فقط للمترشحين، واحتدم نقاش بينه وبين اسحاق الكنتي كاد أن يصل إلى الأيدي يغير فاصلتهم الجماعة.

على ذكر ولد حبت، بعد المهرجان رافق المرشح في جولة المقاطعات وأبلى بلاء حسنا وهنأه المرشح على أداء فريقه، وكان مقررا أن يتم تكليف شركته بمهرجانات الحملة. ولكن أسماء منت عبد العزيز قررت إبرام العقد مع شركة أخرى لم تقم بوضع شاشة واحدة في أي مهرجان.

ومع ذلك ارتفعت تكاليف منصات المهرجانات التي تمت برمجتها في الحملة إلى ما يزيد على مليار أوقية، أي ما يناهز 80 مليون أوقية للمهرجان الواحد. علما أن تكاليف مهرجان فاتح مارس لم تزد على العشرة ملايين