الشيخ عبد الله بن بيه: "السلام أولوية وعلى الجميع رفض العنف بكل أشكاله"

-A A +A
جمعة, 2020-09-18 09:59

اعتبر فضيلة العلامة الشيخ عبد الله بن بيه؛ رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، و مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، أن ”السلام هو الأولوية؛ بينما العنف بشتى أنواعه مادية كانت أم معنوية ينبغي أن يكون مرفوضاً من قبل القيادات الدينية".

وقال بن بيه؛ في كلمة ألقاها خلال المؤتمر الافتراضي الدولي للمجلس الاستشاري الاعلى متعدد الديانات، التابع لمنظمة الأمم المتحدة، أن الدين يمكن أن يكون "وسيطاً في المصالحات بين الأطراف المتصارعة"، ويمكن أن "يقدم الأمل لليائسين، ويحثهم على الحياة وعلى القيم الفاضلة .. فالدين يمكن أن يكون على الدوام جزءا من الحل، وليس جزءا من المشكلة"؛ حسب قوله.

وأوضح رئيس منتدى السلم، خلال المؤتمر المنظم بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس منظمة الأمم المتحدة إحتفاء بالدور الذي لعبته القيادات الدينية في تحقيق أهداف السلام والتنمية والتضامن على المستوى الدولي، أن "الدين هو طاقة هائلة يمكن أن تعمّر، ويمكن أن تكون جسراً يحفز التواصل بين الناس ..مشيرا إلى أن الفيصل في هذه المعادلة، يعتمد على القيادات الدينية والروحية والفكرية، التي يعود إليها إيجاد التأويل الأنسب للدين لأن الأديان هي في أصلها خير ورحمة وحكمة وعدل ومصلحة".

وأضاف أنّ الذكرى الـ75 لتأسيس منظمة الأمم المتحدة، "تأتي والبشرية تمر في أزمة غير مسبوقة في التاريخ الحديث"؛ منوها إلى أن "هذه الأزمةٌ الصحية هي من النوع الذي يختبر أخلاقنا وقيمنا وإيماننا وموازين التعامل فيما بيننا، في بيوتنا ومع جيراننا".

وقال : "هذه الأزمة تطرح على كل منا أسئلة من قبيل هل نصبر وننشر قيمة الصبر والتضامن بيننا، أم نخضع لليأس والقنوط؟ إنها أزمة تختبر قيمنا، هل نُعلي قيمة الإحسان والمحبة والإيثار مع القريب والغريب؟"؛ معتبرا أن "هذا الاختبار لم يكن على مستوى الأفراد فقط، وإنما أيضاً على مستوى الدول، التي عليها مسؤولية مساعدة تلك الأقل ثروة وقوة، والتي لا تتوافر لديها وسائل مواجهة الجائحة المادية والصحية.. هذا الاختبار أظهر أهمية وجود منظومة دولية تراعي البشر أينما كانوا، وتجعلهم الأولوية في مقابل الاعتبارات الأخرى؛ كالاقتصاد والأعمال، فالإنسان يجب أن يكون هو المحور الأساسي".

ونوه إلى أن "الدين يحثنا على الاحتفاء بالإنسان وفق القاعدة التوراتية الإنجيلية القرآنية، "كل نفس هي بقيمة البشرية جمعاء"، كما في قوله تعالى في سورة المائدة: {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}؛ مشيرا إلى أن "هذا الإرث الروحي الهائل يجعل من الضروري أن نقف معاً ضد من يسيء للمقدسات الدينية، ويجعل من ذلك أداة لإثارة الفتنة".

وتطرق الشيخ عبد الله بن ليع، في ملمته، إلى موضوع فيروس "كورونا"؛ حيث أكد أن "هذه الجائحة التي أوقفت نبض الحياة السريع، أعطتنا الفرصة لنعيد التفكير في علاقاتنا مع البيئة وأمم الحيوانات التي تشاركنا هذا الكوكب .. لقد أكدت لنا المصير المشترك بيننا، فلم نكن في يوم من الأيام أكثر ترابطاً ولا تواصلاً من اليوم.. مشيرا إلى أن هذه الجائحة هدمت كل نظريات الفصل أو التمييز على أساس العرق أو اللغة أو التنمية".

واعرب رئيس مجلس الإمارات الإفتاء السرعي، في ختام كلمته، عن خالص الشكر للمجلس الإستشاري الأعلى المتعدد الأديان التابع للأمم المتحدة على دعوته للمشاركة في هذا المؤتمر الدولي؛ متمنياً لجميع المشاركين "التوفيق والتسديد في صنع عالم أكثر تسامحاً وتضامناً وتفاهماً".