أنماط أسرية نتاج لإختلالات تربوية !!! خديجة بنت سيدينا (تدوينة)

-A A +A
ثلاثاء, 2014-12-16 08:16

فتحت التلفزيون الموريتاني البارحة فصادفتني جلسة لمجلس الشيوخ وإذا بأحدهم يهاجم المرأة وينظر لها من منظوره الخاص، فألهمني من باب توضيح الرؤية ليس دفاعا منّي عن المرأة وإنما لنقاش الإختلالات المجتمعية وأنماط الشخصية والأسر.

ربما شيخنا المحترم يمثل نمطا سنعرضه فى حينه وماتراأى له وتناوله فى تدخله نمط آخر؛ وأرى من الضروري أن نتعرض فى هذا الموضوع لمرحلة الطفولة، فمن حقوق الطفل الأساسية النمى، البقاء، الحماية:و منها الحماية من تناقض التربية! عندنا الكل يربّى كل مايسمعه الطفل يستبطنه (فالجدة لها حكايتها :أنت ول خيمة أكبيرة وقبيلتك قوّية ولها بطولاتها وتعطي أمثلة)،الأم حسب خلفيتها الثقافية وسلوكها تعلّم قيم (ولا ننسى أن بعض الأمهات الغير متعلمات مخضمة أفكارهم بثقافة المسلسلات(من المصرية، المكزيكية، التركية....إلخ) صاحب الحانوت يداعب الولد ببعض الأحاديت ربما لها أثرها فى تربيته، الزوار أيضا لهم مشاركتهم...إلخ،عدم تناسق وبعض الأحيان تناقض ما يتعلمه الطفل ويستبطنه يتسبب فى إختلالات شخصيته فيما بعد.

ــــــ المشاركة: يجب مشاركة الطفل وتطوير أفكاره وتصحيح مفاهيمه، وحتى مما يتلقاه فى المدرسة، بحاجة إلى نقاشه معه لغياب الرؤية التربوية العامة والموحدة وعدم إنسجام المدرّسين وخلفيتهم الثقافية المختلفة(عدم وعيهم لخطورة إقحام الأطفال فى مواضيع ربما فئوية، عنصرية أو غيرها) فضلا عن غياب التربية الوطنية الموحدة والجامعة والمنمِّية لروح الوطنية.

جهل بعض الوالدين لأسس التربية ينتج (أوأنتج) أشخاص مختلى التربية:مثل متديّن ويكذب، متديّن يسرق المال العام، زوجة مبذرة تحث الرجل على النهب أو تمارس الإنحراف الأخلاقي....ويفسر ما سبق كل اإختلالات المجتمعية التى يعاني منها مجتمعنا. بالإضافة إلى عدم الإنسجام الأسري وتغيير المنظومة التربوية التقليدية المستمدة من المجتمع التقليدي المحافظ والمدرسة المحظرية، تطرح قضية الأنماط الأسرية فحسب بعض الدراسات,<<الأسرة الميثالية >>فى مجتمعنا لا تمثل نسبة كبيرة، فمن أجل تكوين أسرة ميثالية لابد من أن يكون فارق السن على الأكثر 10سنوات، تقارب المستوى الثقافي والإقتصادي؛ أما الأنماط الأكثر عندنا رجل كبير فى السن متزوج شابة، وهذا النوع ناتج عن خلل مستبطن فى هذا الرجل، أحد الأزواج مثقف والآخر أمّي؛ أحدهم غني والآخر من بئة فقيرة، الرجل الأبوي، السلطوي أو العنتري الذى له نظرة تقليدية عن المرأة والأطفال(التركة ولعلايات ماإورطو) ومستقيل من دوره التربوي والأساسي نتيجة لهذه النظرة، وأظن أن شيخنا المحترم الذى سبق ذكره فى بداية المنشور يمكن تصنيفه من هذه الفئة! ؛ الرجل أو المرأة الذىن لا همّ لهم إلا الزواواج والطلاق وإنتاج الأطفال هم أيضا نتاج تناقضات تربوية .

فكل الأنماط الغير ميثالية لا تنتج إلا أطفال الشارع و أطفال فى الشارع. فإنعدام الإنسجام الأسري يولّد تناقضات فى التربية كما يؤدي إلى شجار دائم بين الأزواج تترتّب عليه عواقب وخيمة فى تربية الأطفال الذين هم رجال ونساء المستقبل، وربما نستشف ممّا سبق ما يفسر سلوك بعض المسؤولين وما تعانيه بعض النخب من تناقض..