أحداث هزت العام 2020، عربيا وعالميا

-A A +A
أحد, 2020-12-27 12:59

من الصعب، بالنسبة للجميع عبر العالم، نسيان العام 2020 لما شهده من أحداث غير مسبوقة لا سيما انتشار وباء فيروس كورونا الذي أودى بحياة نحو مليوني شخص، وقلب عادات الناس رأسا على عقب، لكن هذا الحدث، وإن كان الأبرز في هذا العام، لم يكن الوحيد.

فقد اعتبرت مجلة "تايم" الأمريكية العام 2020 "الأسوأ عبر التاريخ".

فبالنسبة للكثيرين، سيبقى 2020 خالدا في الذاكرة، تتناقله الأجيال القادمة جراء انتشار فيروس كورونا القاتل الذي غير العادات وأضعف الدول عبر العالم اقتصاديا واجتماعيا.

فما هي أبرز الأحداث التي شهدها العالم في 2020؟

حجر صحي عالمي دعيت شعوب بأكملها في جميع أنحاء العالم منذ مطلع شهر فبراير إلى البقاء في الحجر المنزلي والحد من تحركاتها قدر الإمكان لكبح انتشار كوفيد-19 وتخفيف الضغط على المستشفيات.

ووفق إحصاءات وكالة الأنباء الفرنسية، فقد أجبر أكثر من 3,9 مليارات شخص، أي ما يعادل نصف البشرية، على الخضوع للحجر أو طُلب منهم ذلك.

وكانت الصين، وعلى وجه التحديد مدينة ووهان منشأ الوباء، أول من فرض الحجر المنزلي على سكانها في 17 فبراير، وقد بدا الإجراء أول الأمر غريبا، قبل أن تحذو حذوه عشرات الدول بعد بضعة أسابيع.

من طوكيو إلى نيويورك، عبر برلين أو جوهانسبرغ، بدأ الكوكب تدريجيا بأكمله بتطبيق إجراءات الحجر، حيث أغلقت معظم الشركات أبوابها وكذلك المدارس والأماكن الثقافية، مما حرم آلاف الأشخاص من النشاط وأصبح العمل ومتابعة الدراسة عن بعد أمرا ضروريا.

وأودى فيروس كورونا المستجد بحياة مليون و685 ألفا و785 شخصا منذ ظهوره في الصين في ديسمبر العام الماضي، وفق تعداد يستند إلى مصادر رسمية لوكالة الأنباء الفرنسية حتى الأحد 20 ديسمبر.

ومع انخفاض عدد الإصابات مطلع فصل الصيف بدأت الدول في التخفيف تدريجيا من عمليات الإغلاق، إلا أن المؤشرات الأولى للموجة الثانية لم تتأخر كثيرا في الظهور، والتي بدأ رصدها مع دخول فصل الخريف. التطبيع مع إسرائيل تطورت علاقة إسرائيل بعدة دول عربية في حيز زمني وجيز منذ شهر أغسطس الماضي، تاريخ إعلان الإمارات عن "اتفاق سلام تاريخي" مع تل أبيب برعاية أمريكية.

وأكدت الإمارات أن الاتفاق ينص على "وقف ضم إسرائيل لأراض فلسطينية".

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أكد أن الضم "أرجىء" فقط. ووصف الفلسطينيون الاتفاق بأنه "خيانة".

في 18 أكتوبر، وقعت إسرائيل والبحرين في المنامة اتفاق إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين البلدين وسبع مذكرات تفاهم. في 14 أكتوبر، عقدت الجولة الأولى من مفاوضات ترسيم الحدود البحرية غير المسبوقة بين لبنان وإسرائيل، بوساطة أمريكية، وهما دولتان مجاورتان لا تزالان رسميا في حالة حرب.

وتم إرجاء الجولة الرابعة من المحادثات التي كانت مقررة في الثاني من ديسمبر.

و في 23 أكتوبر، أعلن ترامب تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسودان، مؤكدا أن البلدين حققا "السلام".

انفجار مرفأ بيروت قي يوم 4 أغسطس وقع انفجار ضخم بمرفأ بيروت تردد صداه إلى مناطق تبعد عشرات الكيلومترات عن المدينة، أودى بحياة المئات وأوقع آلاف الجرحى إضافة إلى آلاف المشردين.

ونجم هذا الانفجار الهائل عن 2750 طنا من مادة نترات الأمونيوم كانت مخزنة منذ ست سنوات في مستودع بالميناء. وقام علماء الزلازل بقياس ضغط الانفجار، الذي أدى لاقتلاع النوافذ في مطار بيروت الدولي على بعد تسعة كيلومترات (أكثر من خمسة أميال)، وهو ما يعادل زلزالا بقوة 3,3 درجات على مقياس ريختر. وفي إطار هذه القضية وجه الاتهام لرئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، وثلاثة وزراء سابقين بتهمة "الإهمال والتقصير والتسبب بوفاة".

هزيمة دونالد ترامب المثير للجدل في سباق الرئاسة الأمريكية شهد هذا العام أيضا خسارة الرئيس الجمهوري المنتهية ولايته دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن. وقد ثبتت الهيئة الناخبة الأمريكية بتاريخ 14 ديسمبر النتيجة والتي لا يزال ترامب يرفض الإقرار بهزيمته فيها.

مقتل مدرس فرنسي بقطع الرأس قرب باريس

قتِل أستاذ تاريخ فرنسي يوم 16 أكتوبر بعد أن عرض أمام تلامذته في إطار درس حول حرية التعبير رسوما كاريكاتورية للنبي محمد، بقطع الرأس قرب باريس، فيما قضى المعتدي على يد الشرطة، وذلك بعد ثلاثة أسابيع من هجوم نفذه شاب باكستاني قرب المقر السابق لصحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة.

وفُتح تحقيق في ارتكاب "جريمة مرتبطة بعمل إرهابي" وتشكيل "مجموعة إجرامية إرهابية".

كما ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وسياسيون آخرون بالاعتداء على المدرس.

اعتداء على كنيسة في نيس الفرنسية قتل ثلاثة أشخاص وأصيب آخرون في هجوم بسكين استهدف في 29 أكتوبر كنيسة نوتردام في مدينة نيس الفرنسية.

ونفذ الاعتداء تونسي يبلغ من العمر 21 عاما.

وأعلنت النيابة العامة الفرنسية لمكافحة الإرهاب نهاية الأسبوع الأول من شهر ديسمبر أنه تم توجيه الاتهام إلى منفذ الهجوم إبراهيم العيساوي وإيداعه السجن.

استقالة معارضة غير متوقعة في بيلاروسيا

شهد عام 2020 أيضا استفاقة معارضة غير متوقعة في بيلاروسيا. ففي 9 أغسطس أعلن الرئيس ألكسندر لوكاشينكو إعادة انتخابه رئيسا للدولة بنتيجة تفوق 80% على منافسته سفيتلانا تيخانوفسكايا.

نتيجة اعتبرتها المعارضة والعديد من الدول الغربية مزورة، ومنذ ذلك الحين، يتجمع آلاف المتظاهرين كل يوم أحد في مينسك وفي العديد من المدن الكبرى في البلاد للمطالبة برحيل رئيس الدولة الذي حكم البلاد لأكثر من 25 عاما.

وفي خضم هذه الاحتجاجات، ظهر ثلاثي نسائي (سفيتلانا تيخانوفسكايا، فيرونيكا تسيبكالو وماريا كوليسنيكوفا)، جسد طبقة سياسية جديدة شابة وتقدمية، تتطلع للحرية والديمقراطية.

وعلى الرغم من الإدانات الأوروبية، فقد سجن العديد من قادة الاحتجاج أو أجبروا على المنفى.

ومع ذلك، لا يبدو أن ضغط الشارع ضد مينسك يتراجع.

فقد قالت سفيتلانا تيخانوفسكايا، الحاصلة على جائزة ساخاروف لحقوق الإنسان، التي مُنحت للمعارضة الديمقراطية في بيلاروسيا "مقدر لنا أن نفوز وسوف نفوز".