بنت محمد أزناگي تكتب ... من محطات تجسيد برنامج ”تعهداتي"

-A A +A
جمعة, 2021-02-05 20:55
عيش محمد أزناگي

استهل رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني برنامجه الانتخابي (تعهداتي) الذي نال على أساسه أصوات غالبية الموريتانيين خلال اقتراع يونيو 2019 الرئاسي، بإرساء نظام مؤسسي يعزز قيم وقواعد دولة الحق والقانون؛ من خلال مأسسة تنطلق من إرساء آليات تكاملها ضمانا لحسن اضطراد عملها، و يقترح "عقدا سياسيا لأطراف العمل السياسي يوفر ميكانيزمات لنقاش هادئ ودائم بين الموالاة والمعارضة ويضمن إطار تشاوري يمكن من لقاء مع زعيم المعارضة الديمقراطية بشكل منتظم".

وتجسيدا لهذين الالتزامين، شهدت المنظومة القانونية جملة من الإصلاحات التي تمثلت في تعديلات من ابرزها مراجعة مدونة الإجراءات المدنية والإدارية والتجارية، ومدونة الإجراءات الجنائية، حيث تم إلغاء عقوبة الإكراه البدني في النص الأول وتنظيمها في الثاني.

كما تمت مراجعة مدونة التجارة لتحسين مناخ الأعمال في البلاد، وضمان حق النفاذ إلى العدالة، فتم إنشاء مكاتب للمساعدة القضائية في كل الولايات، والمصادقة على الإجراءات التطبيقية الضرورية لفعالية هذا النفاذ وتقريب الخدمة العمومية القضائية من المتقاضين.

وفي ذات السياق ، تعززت البنية التحتية القضائية بتشييد قصرين للعدل في أكجوجت بولاية إينشيري، وسيلبابي بولاية گيديماغا؛ إضافة إلى ترميم مقري محكمتي مقاطعتي السبخة وتيارت بنواكشوط.

وبخصوص الالتزام الثاني المتعلق بخلق إطار وطني مستدام للتشاور و التواصل بين السلطة ومختلف الأطراف الفاعلة في المشهد الوطني (مولاة ومعارضة)، ضمن جو من الندية والثقة والهدوء؛ كان مكتب رئيس الجمهورية طيلة العام والاشهر المنصرمة من المأمورية الرئاسية الحالية مشرع الأبواب أمام قادة مختلف التشكيلات السياسية في المعارضة وفي الاغلبية، وكذا ممثلي الهيئات المدنية والمنتخبين الوطنيين والمحليين على حد سواء؛ وهو ما أشادت به مختلف القوى السياسية في البلاد بالإجماع.

و في مجال محاربة الفقر وتداعيات الإقصاء والغبن والتهميش، تضمن البرنامج الرئاسي التزاما بمنح أولوية مطلقة للفئات المتضررة من تلك الوضعية خاصة من خلال تقديم الدعم المادي والمعنوي لها وكذا إقامة مشاريع تنموية على مستوى القرى والمناطق التي يعاني سكانها ظروفا معيشية هشة.

وجاءت جائحة "كورونا" لتفاقم من ظروف هؤلاء ما جعل رئيس الجمهورية يعلن عن خطة استعجالية تتمثل، فضلا عن مواصلة برامج ومشاريع مندوبية "تآزر" التي كان استحداثها، في حد ذاته، ضمن برنامج "تعهداتي"؛ توزيع مساعدات غذائية وأخرى نقدية للعائلات الفقيرة في عموم البلاد؛ شملت مرحلتها الأولى تزويد أزيد من 4 مليارات أوقية قديمة عبر التحويلات النقدية المباشرة لصالح تلك الفئات.

أما المرحلة الثانية؛ المتواصلة حاليا على امتداد التراب الوطني، فتتعلق بتوزيع مساعدات نقدية لصالح 210 آلاف أسرة محتاجة تتوزع على 8119 قرية وبلدة و مدينة.

كما تستفيد من هذه المساعدات فئات عريضة من المصابين بأمراض خطيرة تضم 730 من المرضى الخاضعين لتصفية الكٍلى، و400 من مرضى السرطان، و27 من المصابين بنزيف الدم الوراثي، إضافة إلى269 مصابا بالأمراض المزمنة.

و يتضمن برنامج المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء (تآزر) سلسلة تدخلات ميدانية أخرى للتخفيف من الانعكاسات السلبية للإجراءات الاحترازية ضد كورونا، والتي تم في إطارها، بالفعل، توفير تغطية التأمين الصحي لصالح 100 ألف من الأسر الفقيرة.

وبعيدا عن الانجازات فلا تخلو المسيرة من مطبات وعراقيل غير متوقعة او حتى مفهومة بل في الحقيقة إني متحيرة أحيانا وأتساءل هل حقا نريد الاصلاح أم لا ؟

فعلى سبيل المثال الكل يجمع على فساد التعليم وضرورة إصلاحه وعندما تؤخذ خطوة متقدمة وأساسية كعملية التقويم والتفتيش على المدرسين فنرى ردود أفعال تجعل من القضية شبه كارثة حيث حدث تحشيد من أجل احباط تلك الخطوة ولا سيما ممن سيستفيدون من تحسين الخبرة وذلك بدافع التضامن النقابي.

وبالمناسبة فأني أحث معالي وزير التعليم على عدم التراجع أبدا عن ذلك القرار بل أني أطالب بوضع كاميرات في الأقسام حتى نعرف ماذا يقدم للأبناء وبأي طريقة بل و أن يسمح - في البوادي حيث تتعذر الكاميرات - بحضور الدروس من طرف بعض أولياء الأمور ولو من وراء حجاب.

ولن أنهي هذا المقال دون إبداء بعض التمنيات او المقترحات على مستوى النساء والأدارة: - فبالنسبة للنساء فإني أطالب بمزيد من الإشراك في القرار والتسيير و اتاحة الفرصة لتجربتهن بشكل واسع لاكتشاف مهاراتهن وقدراتهن وأن يشمل ذلك المناصب الدستورية. والحكومية العليا. - وبالنسبة للإدارة ولا سيما الإقليمية اتمنى تكميلة للتقطيع الأداري الحالي بغية تقريب الادارة من المواطنين في عديد أجزاء الوطن وعلى سبيل المثال انشاء مقاطعة في تامورت انعاج.

عيش محمد أزناگي