الدكتور ولد اصنيبه يؤلف عن أصول صنهاجة ومجتمع "البيظان"

-A A +A
خميس, 2021-02-11 16:55

 نشر الأستاذ الجامعي الموريتاني البارز، د/ اعل ولد اصنيبه؛ فقرات من كتاب ذكر أنه يعكف على صياغته النهائية قبل نشره؛ وذلك بعنوان "موريتانيا: ماذا عن العيش المشترك؟"؛ مبينا أن صنهاجة قدموا إلى هذه البلاد من الشمال، وبرجع بعض النيابة في المغرب أصولهم إلى حمير، فيما توصلت باحثة من الأكاديمية الملكية بكندا، جمع كل الفرضيات المتعلقة بهذه القومية والتي تنتهي لترجيح فرضية أصولهم اليمنية.

وكتب ولد اصنيبه، في هذا الصدد:

"صنهاجة/ بقلم الدكتور اعلي ولد اصنيبه

بدورهم، جاء صنهاجة من الشمال وحسب ما ورد عن بعض النسابة المغاربة فإنهم ينتمون لحمير. وفيما يتعلق بأصولهم، تقدم الأستاذة Maya Shatzmiller من الأكاديمية الكندية الملكية إحاطة وافية عن مختلف الفرضيات، تنتهي إلى ترجيح القول بأصلهم اليمني.

ابن الكلبي: « إن قبائل كتامه وصنهاجة لا ينتمون إلى العنصر البربري: إنهم فروع من أهل اليمن القادمين مع Ifricos بن صيف إلى إفريقيا حيث استقروا فيها مع بقية جنوده الذين خلفهم فيها لحماية البلد».

ابن قرطاذبية: «إن وطن البربر هو فلسطين وكان ملكهم جالوت; لما قتل هذا الأخير من طرف داوود رحمه الله هاجر البربر إلى المغرب».

ابن عبد الحكيم: «البربر كانوا في فلسطين، قتل داوود رحمه الله ملكهم جالوت وهاجروا إلى المغرب».

ابن قتيبة :«جالوت المذكور كان يسمى كنور ابن هرمل .... ابن مقهيس الأبتر».

الطبري: «البربر هم خليط من الكنعانيين والعمالقة تفرقوا في البلاد بعد أن قتل جالوت وقد حملهم Africos بعد أن احتل المغرب من الشواطئ السورية إلى إفريقيا وأقاموا فيها، وأطلق عليهم تسمية البربر».

ابن حوقل: «ما عدا استثناءات قليلة فإن أغلبية البربر ينحدرون من جالوت.

وإن الخبراء في أنسابهم وتاريخهم وتقاليدهم انقرضوا. وقد حصلنا من بقاياهم على المعلومات التي وثقنا»...

المسعودي: «إنهم بقايا من الغساسنة وقبائل أخرى تفرقوا بعد سيل العرم.

وعلى العموم هناك ثلاثة روايات: الأولى وهي الأكثر شيوعا تقول إن البربر من فلسطين طردوا إلى المغرب بعد مقتل جالوت الذي كان ينسب إلى قبيلة مضر العربية.

النسبة الثانية تقول إن البربر من ذرية حام بن نوح، المولود في المغرب بعد نفي الأخير إليه.

أما النسبة الثالثة فتمنح بعض قبائل البربر الانتماء إلى حمير في جنوب الجزيرة العربية. وهناك فرضية أخرى تختلف قليلا عن هذه الروايات وردت في كتاب الأنساب».

إن هذه القبيلة (أي صنهاجة) التي كانت مقيمة في آدرار، مدفوعة من طرف الداعية عبد الله بن ياسين، هي التي أقامت في منتصف القرن التاسع، حركة المرابطين التي أسست إمبراطورية إسلامية عظيمة شملت أودا غست. ويقول Roger le Tourneau إن بن ياسين «يمكن أن يكون لعب دورا حاسما في نشر الإسلام واللغة العربية في تخوم بلاد السود». يحيى بن عمر اللمتوني ومن بعده أخوه أبوبكر هما زعيما حركة المرابطين وقاضيها هو اليمني (من حضرموت) الإمام الحضرمي.

وصنهاجة أيضا هم من أسس في القرن السابع إمبراطورية واقادو المعروفة أكثر باسم إمبراطورية غانا. ثم سيطر «السونينكي» على هذه الإمبراطورية في القرن الثامن والتاسع قبل أن تسقط في أيدي حركة المرابطين. وتنحدر كونفدرالية إدوعيش التي تأسست سنة 1778 من هذا التجمع الصنهاجي اللمتوني. إن فرع البيضان هو تجمع منسجم بشريا وثقافيا أصبح يشكل وحدة كاملة، وتم ذلك من خلال «الإندماج بين صنهاجة وحسان» وعزز هذا الامتزاج «اعتماد لغة تواصل واحدة، هي العربية ومؤسسات اجتماعية مشتركة تشكلت من مساهمات كل العناصر ليتولد عنها شيئا فشيئا، النموذج الصحراوي الشنقيطي، رمز الحضارة الصحراوية الإسلامية».

(موريتانيا: ماذا عن العيش المشترك؟)

كتاب تحت النشر".