محمد فال ولد بلَّال يستشرف ملامح عراق جديد مع بروز رغده صدام حسين

-A A +A
سبت, 2021-02-20 10:53

 أعرب وزير الخارجية الاسبق، والسياسي الموريتاني المخضرم محمد فال ولد بلاَّل عن أسفه وحسرته إزاء الموقف الذي عبر عنه المرجع الشيعي العراقي مقتضى الصدر، الذي وصفه بالعراقي الاصيل؛ من مشاعر الانتقام والنقمة تجاه السيدة رغد صدام حيبن؛ ابنة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين؛ عقب خرجتها الإعلامية الأخيرة، خاصة وأنها يتيمة وأرملة.

واعتبر ولد بلال، في تدوينة نشرها على صفحته بموقع "فيسبوك"، أنه "آن للعراق أن يصطف مع نفسه ويتصالح مع ذاته الجريحة ويقف على قدميه لينهض من كبوته ويتفاخر بامجاده وشخصياته بعيدا عن التشرذم والتشظي المذهبي والاختراق الأجنبي".

نص التدوينة:

"إلى عراق جديد، عجيب أمر ذلك الدبلوماسي الصيني! عادت بي الذاكرة، وأنا أتابع الحوار مع السيدة رغد صدام حسين، إلى لقاء غير رسمي ودردشة خاصة مع دبلوماسي صيني قابلني في نيويورك.

قال على سبيل الممازحة والمداعبة عن عادات العرب وأنسابهم وطباعهم: «نحن في الصين لم نتفاجأ من شجاعة عدي وقصي وبطولاتهم في مدينة الموصل لأنهما أولاد صدام، ولم نتفاجأ من غزو العراق على يد بوش لأنه بوش ولد بوش»؟ قضيت زمنا طويلا وأنا أتعجب و أتفكر في مستوى ديبلوماسية هؤلاء.

لقد درسوا كل شيء: العقليات، والثقافات، والعادات والمفردات .. عرفوا كل شيء، واستطاعوا التعامل مع الآخر بطريقة تضمن إيصال خطابهم.

تذكرت هذه الدردشة، وقلت في نفسي: أكيد أنّ كل الدبلوماسيات تنظر اليوم إلى رغد منت صدام حسين.

ويقودني هذا إلى التعبير عن إعجابي بما تفضل به معالي الوزير وأخي الكريم محمد ولد امين من تحاليل وآراء بخصوص الآمال الكبيرة المعلقة على دخول الماجدة رغد في ميدان المعركة في العراق.

رغد صدام، فرس أصيل من سلالة خيل: «بطونها كنز و ظهورها عز» كما يقول العراقيون عن الحصان العربي الأصيل.

ثم إني أشارك معالي الوزير فيما أبداه من أسف وحسرة إزاء موقف المرجع الشيعي العربي الأصيل مقتدى الصدر.

لم أكن أتوقع بعد كل ما حصل خلال سنوات الغزو والجمر والاحتلال والانتقام أن يخرج مقتدى الصدر على العراق وعلى العرب بموقف صغير يحترق حقدا و كرها في وجه رغد..

قل لي يا مقتدى، أليس والدكم من كان يؤم الجمعة في مسجد الكوفة رافضا مقولة مراجع الشيعة الأخرين بعدم صحتها في غياب «الإمام العادل»؟

اليست عائلتكم عائلة عربية عراقية عريقة تؤمن بدولة العراق المستقلة و بوحدة العراق وبأهمية بقاء المرجعية الشيعية في العراق خلافا لغيركم من المرجعيات التي أرادت ولا زالت تريد نقلها لإيران؟

صحيح، أن المواجهة بينكم وبين الرئيس صدام بلغت مبلغا من القسوة والشدة عظيما.

وصحيح أن والدكم وإخوتكم ماتوا في ظروف غامضة؛ ولكن ذلك كله لم يخرج أبدًا عن تفاعلات السياسية الداخلية العراقية بحلوها و مرها.

هي السياسة نفسها التي تدعوكم اليوم إلى مد يد التعاون للسيدة رغد صدام لصنع شيء جميل.

لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب ولا ينال العلا من طبعه الغضب

لقد آن للعراق أن يصطف مع نفسه ويتصالح مع ذاته الجريحة ويقف على قدميه لينهض من كبوته ويتفاخر بأمجاده وشخصياته بعيدا عن التشرذم و التشظي المذهبي والاختراق الأجنبي.

وعلى المجتمع الدولي والعرب خصوصا - سنة و شيعة - مساعدة العراق على القيام والوئام".