بعد أشهر على تنصيب حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، تمهيدا لإجراء الانتخابات التشريعية التي ينتظر أن تمثل صفحة جديدة لطي سنوات من الحرب؛ تسعى ليبيا الجديدة إلى الاستفادة من الخبرة العسكرية المغربية، للتصدي للتحديات الأمنية التي تواجهها.
وفي هذا السياق حل الفريق الركن محمد الحداد، رئيس أركان الجيش الليبي التابع لحكومة الوحدة الوطنية، بالمغرب، نهاية الأسبوع الجاري للمشاركة في آخر أيام مناورات “الأسد الإفريقي” والاتصال بالمسؤولين المغاربة.
وقال الحداد، الذي عين شهر سبتمبر الماضي في منصبه ، في حديثه لوسائل إعلام ليبية، إنه جاء إلى الرباط للقاء المسؤولين المغاربة في إطار تعزيز التعاون العسكري بين البلدين.
وتأتي زبارة الفريق حداد بعد أسبوع من أول زيارة أدتها وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، نجلاء المنقوش، والتي التقت وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة. وقالت المنقوش، في ندوة صحافية مع نطيرها المغربي في الرباط، إن ليبيا تسعى إلى تعزيز التعاون العسكري مع المغرب، واستفادة جيشها من الخبرة المغربية، لتأهيل الجيش لمواجهة التحديات الكبيرة، التي تواجهها بلادها، كما دعت إلى تعاون أمني مغربي ليبي، وإعادة فتح السفارة المغربية في طرابلس، والتي أغلقت منذ سنوات بسبب الحرب التي عرفتها البلاد عقب سقوط نظام الراحل معمر القذافي.
يذكر أن المغرب أكد عدم امتلاكه أية أجندة في ليبيا، ولا حتى تصور لحل أزمتها، وسعيه إلى دعم المسار السياسي فيها، لينتهي هذا الوضع الذي “لا يستحقه الشعب الليبي”. وقال وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة، قبل أيام لدى استقباله نظيرته الليبية، إن هناك تعليمات ملكية لمواكبة المسار السياسي في ليبيا للوصول إلى الاستقرار، مؤكدا أن “المغرب بجانب ليبيا، ويواكب كل اختيارات مؤسساتها”.
يذكر أن المغرب كان قد استقبل، قبل أسبوعين، رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، ورئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، ولايزال يرعى محادثات الفرقاء الليبيين للتوصل إلى اتفاق حول توزيع المناصب السيادية في البلاد.
