رحم الله دفين "تندوجه" الشيخ سيدي الثاني / النبهاني ولد أمغر

-A A +A
جمعة, 2021-08-13 10:33

مؤلم محزن مرير .. أن تشاهد الأقمار تغيب تِباعا؛ قمر يغيب وآخر من بعده، تاركين العالم في ظلام موحش.. ومفزع أن تراقب العلم والفضل وهما ينتزعان من هذه الأرض انتزاعا بموت أربابهم.

لقد رحل دون أن يستأذن، وليته تلبَّث معنا أزمنة عديدة لِنقبس من نوره وهديه وسمته..

ولِنأخذ من علمه الذي غصت به سباسب وأغوار وأنجاد "آمشتيل" وما حوله.. ونتزيا بزيه ونتخلّق بخلقه..

رحل غير مقليِّ الثوى ولا مملوله من جمع المجد بأطرافه فتعرف فيه من أبيه شمائلا   

ومن خاله ومن يزيد ومن حجر تعرف فيه  

سر كمال الدين المكنون، و علم وأدب سيدنا، ونبل وحلم اباه، وعقل وسيادة باب، وكرم وفضل الحكومة، وتصوف وزهد عبد الله ابن داداه، و ورع واستقامة يحيى.

وآخر العهد به ضحوة        

لدى وداعنا حديث جرى 

آخر العهد به في "تيدملين" يحيط به الطلاب والمريدون من كل جانب فلا تسمع إلا ذكرا أو قرآنا ولا ترى إلا نورا وإسلاما وإيمانا وإحسانا، والشيخ يوزع الحكمة والخير مجانا

وجهٌ كَأَنَّ عَلَيهِ مِن شَمسِ الضُحى            

نوراً وَمِن فَلَقِ الصَباحِ عَمودا

رحم الله دفين "تندوجه" الشيخ سيدي بن الشيخ الحكومة بن الشيخ اباه بن الشيخ سيدي محمد بن الشيخ سيدي، وأخلفه خيرا في أهله وتلامذته وشعبه وأمته، وخالص العزاء إلى دوحة السيادة والريادة والنبل والعلم والحلم، أهل الشيخ سيدي، وإنا لله وإنا إليه راجعون.