في ظل الظروف العالمية الملبدة بغبار الحرب في أوكرانيا ونتائجها المجهولة لحد الآن والغموض الذي يلف إفرازاتها العالمية أما آن لنا أن يكون لنا مركز للدراسات الاستراتيجية يستشرف مآلات الأحداث الكبرى في منطقتنا والعالم، يساعد الجهاز التنفيذي وينوره من أجل ابتكار الحلول الأمثل للمشاكل التي تطرحها هذه الأحداث وكيفية مواجهتها...
كنت مع أساتذة ومثقفين مخضرمين نتناول تداعيات حرب أوكرانيا على إفريقيا والعالم العربي ووطني موريتانيا خصوصا وكانت الأسئلة المطروحة كلها موضوعية وفي محلها من وجهة نظري: هل اشترينا من السوق العالمي احتياجاتنا من القمح والمواد البترولية والأدوية مثلا قبل اندلاع هذا النزاع الإقليمي الذي قد يتحول إلى عالمي ؟؟؟
ماذا أعددنا من استراتيجيات لمجابهة الوضع لو تطور الأمر إلى صراع مفتوح بين روسيا وأمريكا؟
إنني أدعو حكومتنا الموقرة إلى إنشاء مركز وطني للدراسات الاستراتيجية يكون دوره توجيهيا وتنويريا ومفتوحا لكل الكفائات الوطنية وحتى الدولية من أجل المساعدة في رسم مقاربة عقلانية للسياسات الوطنية ويكون عونا وسندا للجهاز التنفيذي من أجل اختيار أفضل الحلول وخاصة في الأزمات التي لاتتعلق بتسيير الدولة وحدها كحرب أوكرانيا وتداعيات حرب شمال دولة مالي مثلا...
يجب أن يكون هذا المركز مفتوحا لأساتذة الجامعات والكليات ومدراء المؤسسات والدبلومسيين والعسكريين المتقاعدين وسندة الصحافة والإعلام المهتمين بعلم المستقبليات...
مثل هذا المركز إما أن يكون معدوما أو غير مفعل للأسف في أغلب دولنا نتيجة لتعامل حكوماتنا اليومي مع الأحداث والأزمات وهذا مانريد تغييره حيث نود أن ننتقل من ردة الفعل البسيطة إلى توجيه وعقلنة الفعل الحكومي ليكون أحسن جدوائية ولنقل الفعل من كونه لازما نتيجة وطئ الحدث إلى توقعه واستشرافه ولنا في تجارب الآخرين مثال يحتذى به.
وإن غدا لناظره قريب.طاب يومكم وغدكم في العالم العربي وافريقيا...
سيدي الشيخ
