أثار مقطع صوتي تضمن فقرة من حديث لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني خلال ردوده على مداخلات ومطالب ممثلي الجالية الموريتانية في إسبانبا؛ و تم تداوله على نطاق واسع عبر صفحات ومنصات شبكة التواصل الاجتماعي في موريتانيا وخارجها، زوبعة عارمة من الجدل .
المقطع الصوتي اقتصر على جزء من حديث الرئيس يتعلق بتصنيف موريتانيا دوليا ضمن البلدان الفقيرة، مع أمثلة من واقع الفقر والهشاشة التي تعاني منها بعض فئات المواطنين.
ومع أن حديث رئيس الجمهورية خلال لقائه بالجالية في العاصمة الإسبانية مدريد، تناول جوانب ومحاور أكثر أهمية ووجاهة من مجرد الإشارة لحالة الفقر والتخلف التي تعد من الرواسب المزمنة التي يعاني منها الموريتانيون في بعض أوساط الهشاشة.
تحدث رئيس الجمهورية عن التصنيف العالمي لموريتانيا ضمن البلدان الفقيرة، وذلك في معرض رده على أحد المتدخلين طالب بنصيب مما ذكر أنها ثروات كثيرة تتوفر عليها موريتانيا؛ مبرزا أن هذا التصنيف العالمي لموريتانيا ليس حكما أبديا ولا قدرا محتوما، بل هو قابل للتغيير ولا يتطلب إنهاؤه أكثر من وجود إرادة سياسية، جدية وصادقة، تستند إلى انخراط صادق وكامل لجميع الوطنيين الغيورين على مستقبل البلد والغيورين على تغيير واقع شعبه نحو آفاق أرحب قوامها الإصلاح والتنمية وتصحيح جميع الاختلالات ذات الصلة بالحكامة والوعي بالمسؤولية الجماعية لكل من القمة والقاعدة؛ خاصة النخب الوطنية.
وتحدث الرئيس عن رؤيته وذكر بتعهداته التي تم الشروع، عمليا، في تجسيدها على أرض الواقع؛ منبها إلى أن حديثه ليس دعاية سياسية ولا برنامج حملة انتخابية، وإنما تشخيص لواقع يؤمن بضرورة تغييره نحو الأحسن والعمل بجد وإخلاصه ونزاهة على إخراج البلد منه نحو آفاق أرحب من النمو والرقي والرخاء بما يكفل أفضل ظروف ومقومات العيش الكريم الموريتانيين.. كل الموريتانيين.. كما وعد، بشكل صريح، بتلبية المطالب التي تقدم بها محاورون من أفراد الجالية.
ويرى العديد من المراقبين الشأن العام و محللون متابعون للمشهد الوطني أن سبب كل تلك الصيحة التي أثارها التسجيل الصوتي المتداول ناتج، بالدرجة الاولى، عن تعمد الجهة التي بادرت ببثه عبر الشبكة الافتراضية، اجتزاء تلك الفقرة من حديث رئيس الجمهورية دون بقية كلامه رغم كونها لا تمثل سوى جزء مقتضب جدا من تلك المداخلة.
و يذهب القائلون بهذا الطرح إلى. السندات على ذلك بكون المقطع الصوتي المذكور تم بثه أثناء لقاء الرئيس بافراد الجالية؛ وبالتالي قبل انتهاء حديثه؛ ما ولد حالة من التشويش على المتلقي أفضت إلى قراءة غير سليمة لمضمونه وإلى حالة من سوء فهم هذا المضمون لدى فئات من الرأي العام الوطني.
