السالكة بنت سيد أحمد: صانعة المشاريع التي رحلت في صمت

-A A +A
سبت, 2022-05-28 08:18

في مثل هذا اليوم (28 مايو) من العام الماضي رحلت السالكة بنت سيد احمد عن دنيانا، عن عمر يناهز الـ 69 عاما واليوم هو الذكرى الاولى لوفاتها.

كانت السالكة بنت سيد احمد، سيدة موريتانية مناضلة، أظهرت وعيا مبكرا بقضايا المرأة، والمدنية، وكانت امرأة مؤمنة صادقة، منفقة في سبيل الله، تحب الخير للناس، وتبذل فيه الغالي والنفيس، وكان بيتها محجة لأصحاب الحاجات، وكانت أما وسياسية وسيدة أعمال موريتانية أصيلة.

عرفت السالكة بنت سيد احمد منذ عام 1978 كشخصية وطنية نسائية ملتزمة، بذلت جهودا عظيمة في التوعية والتحسيس، وإيصال المساعدات لضحايا الجفاف، والمشاركة في وضع سياسة لحماية الأم والطفل.

قبل ذلك كانت من أصغر رائدات الاعمال بدخولها مجال الترانزيت، إضافة الى عملها في البنك العربي الإفريقي.

لاحقا ستكون من أهم القيادات التي شاركت في التنظير لدستور عام 1991 وروجت له كدستور للبلاد وكأساس للديمقراطية، فقد كانت حينها فيدرالية النساء في العاصمة نواكشوط في الحزب الجمهوري الحاكم.

طرحت السالكة في 1990 فكرة تيريجيت فاكانس، كمنتجع سياحي على الشاطئ، انها السيدة الأولى والوحيدة –حتى الآن- التي استثمرت من مالها الخاص على شاطئ نواكشوط، وكانت من الرواد الذين أسسوا للمشاريع السياحية في موريتانيا.

وفي عام 1992 ستطرح السالكة فكرة السكرتيريا التنفيذية Secrétaire exécutif للمرأة، وستكون عضوا فيها، قبل انشاء وزارة لقضايا المرأة، التي ستكون الذراع الحكومية لرعاية قضايا الأمومة والطفولة كما قدمت مرارا طلبات انشاء لوزارة المرأة.  

وبشكل متزامن أعادت بنت سيد احمد تشكيل اتحاد ارباب العمل الموريتانيين الذي كانت بذوره بدأت في الستينات وكان شبه ميت، ليكون ذلك أساسا لما أصبح عليه الاتحاد اليوم كمؤسسة تمثل ارباب العمل رسميا.

وفي 1995 أسست "لا كوناماف COMANAF وهي المنسقية الوطنية للحركة الجمعوية النسوية التي عنيت بدعم الأطر النسائية، ومساندت الجمعيات في الحصول على التراخيص، ودمج الأطر النسائية المعطلة.

لتطرح بعد ذلك عام 1997 الصندوق الشعبي للإدخار والقرض (كابك Capec) وتؤسها من الصفر عبر انتساب 2500 امرأة، قبل ان تتبنى الدولة هذا المشروع الذي مول آلاف المشاريع الصغيرة وغير حياة الآلاف.

سافرت السالكة بنت سيد احمد، الى مشارق الأرض ومغاربها، في اعمال ومهمات سياسية، وكانت سجادتها ومصحفها دائما رفيقها في رحلة الحياة، وكانت صاحبة فراسة وبصيرة، وعقل وقلب منفتحين على الحرية، السلام، الوحدة الوطنية، وإشراك المرأة في صناعة القرار والحياة العامة.

اللهم ارحمها واغفر لها واعف عنها وعافها يا أرحم الراحمين.