(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه..)!لا مصيبة بعد المصطفى عليه الصلاة والسلام وكفى بها مصابا جللا !
وإذا كانت الصحبية السلمية الكبيرة الخنساء قد بكت أخويها كثيرا فإننا نحتسب عند الله تعالى رجالا من عائلتا أفاضل كرام رحلوا عن هذه الفانية.
نذكرهم بخير وفضل، فقبل أسبوع ودعنا العم الفاصل الكريم صاحب الأخلاق والوجه البشوش سيدي محمد الكنتي ابابو رحمة الله تعالى عليه وقبل إنتهاء أيام الحداد فجعنا بوفاة الإبن الشاب البار التقي النقي محمد (حم) رحمة الله على روحه الزكية وبعده بيوم واحد ندخل في حداد مفتوح على رحيل والدنا وعمنا حم ولد سيدن فلا حول ولا قوة إلا بالله "إن القلب ليحزن والعين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا سبحانه وتعالى" وهنا تحضرني أبيات الخنساء:
إن الزمان وما أبقي له عجب أبقى لنا ذنبا واستصل الراس
أبقى لنا كل مجهول وفجعنا بالحالمين فهم هام وأرماس.
فالموت تلتقط خيار الناس والدنيا سجن المؤمن.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
إن في الفقيد الوالد والعم حم ولد سيدن من الصفات النبل والقيم صفات تندر في عصرنا اليوم وفي نظرائه جعلتني أتحدث عن بعضها فبالإضافة إلى مكانة الرجل الإجتماعية والوظيفية والوطنية لم تكن تشعر وأنت معه إلا أنه مثل والدك الحنون أو أخوك الحميم أو صديقك التقي فهو يعطي لكل قدره ومقداره..
فالكل له علاقته الخاصة به حتى الأطفال..
الرجل كريم سخي معطاءٌ لا تعلم يمينه ما تنفق شماله..
الوالد حم الصدوق الصادق متواضع ونأخد لحد أن منزله الذي فيه لم يتم بناءه إلا وهو في آخر مسار حياته المهنية وهو من كان يشغل وظيفة مدير عام أمين الصندوق في البنك المركزي الذي يمتلك فيه أدنى موظف المنازل والقصور ..المرحوم حم كان في عائلته سندا قويا وأخا صديقا وأبا حنونا كريما يسبق خيره وفضله الحدث وهو شجرة وارفة الظلال إلا أنها "لا تسقط الورق" ولا كدر فيها ولا وصب!
وبوفاته تكون القبيلة قد فقدت أحد أعيانها الأفاضل وازدادت الأرامل والأيتام وبهذه المناسبة أعزي نفسي كما أعزي المجتمع الكنتي خاصة والبلد بأسره وأسأل الله أن يرحم السلف ويبارك في الخلف.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
بطريقة كابر الشيخ
