أوصى المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم المنعقد خلال الأيام الثلاثة الماضية في نواكشوط، إلى إنشاء جامعة لتدريس العلوم الشرعية في أفريقيا، وإذاعة لنشر قيم السلم تبث بجميع اللغات.
كما أوصى المؤتمر، في ختام أعماله، اليوم (الخميس)، بإشراف وزير التعليم العالي والبحث العلمي محمد الأمين ولد آبي ولد الشيخ الحضرامي، إلى إدراج قيم السلم في المناهج التعليمية في دول إفريقيا، وتخصيص منح للدراسات في مجال السلم، وتعميق البحث العلمي من خلال التنسيق مع الجامعات العلمية.
و أوصى المؤتمر - كذلك - بتعزيز دور النساء والشباب، وإنشاء مجلس للنساء رائدات السلم وآخر لنظرائهم الشباب، و وجه نداء بإيقاف الحروب في القارة الافريقية وتغليب الحوار والاحتكام للعقل والحكمة.
وأكد البيان الختامي الصادر عن المؤتمر على ضرورة اعتماد الحوار كوسيلة وحيدة لحل النزاعات والحروب استنادا للمنطق، وتنظيم قوافل للسلام بقيادة العلماء والوجهاء، واحتضان العواصم الإفريقية لورشات حول السلم طيلة العام، وتعزيز الشراكات بين المنظمات المهتمة بهذا الموضوع.
وأعرب المؤتمرون عن عميق امتنانهم لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني وللحكومة الموريتانية لاستضافة المؤتمر.
ولدى إشرافه على حفل الاختتام، أشاد وزير التعليم العالي والبحث العلمي بالدور الذي يضطلع به الشيخ عبد الله بن بيه؛ رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة لإبراز قيم الإسلام السمحة والتصدي الحازم للتطرف حفاظا على تماسك الأمة ووحدتها.
وأضاف أن رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني أعاد لموريتانيا دورها التاريخي في نشر قيم الإسلام من خلال استضافة هذا المؤتمر، والذي يشكل جسرا للتواصل يربط بين ماضي البلد وحاضره.
من جهته دعا المتحدث باسم الوفود المشاركة في المؤتمر، المفتي العام لجمهورية تشاد أحمد النور الحلو، إلى تجديد الخطاب الديني الرامي إلى التسامح والمحبة والذي عرفته إفريقيا منذ فجر الإسلام، معتبرا أنه آن الأوان لتجديد هذا الخطاب.
أما وزير الشؤون الدينية في مالي محمد كونى فأعرب عن شكره لرئيس الجمهورية على ما يقدمه للدولة المالية من جهود إنسانية ولحفظ السلم، مؤكدا أن الإسلام جزء لا يتجزأ.
وعلى هامش حفل الاختتام، منح منتدى الشباب الإفريقي للسلم جائزة “الدرع الخيري” لرئيس منتدى أبو ظبي للسلم الشيخ عبد الله بن بيه.
وشهد المؤتمر طيلة أيامه الثلاثة عقد ست جلسات قدمت خلالها العديد من المحاضرات وورشات علمية حاولت سبر أغوار موضوع السلم بمختلف جوانبه وأبعاده، خاصة في القارة الإفريقية، وتجاوزت تشخيص الواقع إلى طرح الحلول بغية تحقيق السلم ووقف الحروب ومخلفاتها.