ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﻧﺴﺘﺤﻀﺮ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺮﻭﺍﻧﺪﻳﺔ؟

ثلاثاء, 2017-02-28 18:08
محمد الأمين ولد الفاضل

ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺍﺑﺮﻳﻞ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﺳﺘﺤﻞ ﺑﻨﺎ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﺑﺸﻊ ﺍﻟﻤﺬﺍﺑﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻭﻣﻦ ﺃﺳﺮﻋﻬﺎ ﻗﺘﻼ، ﺣﻴﺚُ ﻗﺘﻞ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ 800 ﺃﻟﻒ ﺷﺨﺺ ﻓﻲ ﻣﺎﺋﺔ ﻳﻮﻡ ﻓﻘﻂ، ﺃﻱ ﺃﻧﻪ ـ ﻭﺣﺴﺐ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺎﺕ ـ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺘﻞ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ 8000 ﺷﺨﺺ، ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﺳﺎﻋﺔ 333 ، ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺋﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺘﻞ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﺷﺨﺎﺹ .ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺬﺑﺤﺔ ﺍﻟﺒﺸﻌﺔ ﺣﺪﺛﺖ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻧﺪﺍ ﺑﻌﺪ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻣﻦ ﺍﺑﺮﻳﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1994 ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺼﻒ ﻃﺎﺋﺮﺓ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺮﻭﺍﻧﺪﻱ ﺁﻧﺬﺍﻙ " ﺟﻮﻓﻴﻨﺎﻝ ﻫﺎﺑﻴﺮﻳﻤﺎﻧﺎ " ﻭﻗﺘﻞ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻗﺪ ﺃﻧﺤﻰ ﻣﺘﺸﺪﺩﻭ ﺍﻟﻬﻮﺗﻮ ﺑﺎﻟﻼﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﺮﺩﺓ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﺮﺩﺓ ﺇﻥ ﺍﻟﻬﻮﺗﻮ ﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﺳﻘﻂ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ ﺫﺭﻳﻌﺔ ﻳﺒﺮﺭﻭﻥ ﺑﻬﺎ ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺇﺑﺎﺩﺓ ﺿﺪ ﺍﻟﺘﻮﺗﺴﻲ .ﺑﻌﺪ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﻊ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﺑﺪﺃﺕ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭﺍﻟﺘﻄﻬﻴﺮ ﺍﻟﻌﺮﻗﻲ، ﻓﺄﻃﻠﻘﺖ ﺍﻟﻤﺤﻄﺎﺕ ﺍﻹﺫﺍﻋﻴﺔ ﻟﻨﺸﺮ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﻭﻟﻠﺤﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ " ﺍﻟﺼﺮﺍﺻﻴﺮ ﺍﻟﺘﻮﺗﺴﻴﻴﻦ " ، ﻭﻧﺸﺮﺕ ﺍﻟﻘﻮﺍﺋﻢ ﺑﺄﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺪﻓﻴﻦ، ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﺍﻟﻤﻨﺎﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﻄﺎﺭﻕ ﻭﺍﻟﺴﻴﻮﻑ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺘﻞ، ﻭﻗﺘﻞ ﻣﻦ ﺍﺣﺘﻤﻰ ﺑﺎﻟﻜﻨﺎﺋﺲ، ﻭﻭﺻﻞ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻳﻘﺘﻞ ﺯﻭﺟﺘﻪ !ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺑﺎﺩﺓ ﺍﻟﺒﺸﻌﺔ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﺬﻛﺮﻫﺎ، ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻨﻬﺎ، ﻭﺇﻟﻰ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺪﺭﻭﺱ ﻭﺍﻟﻌﺒﺮ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺛﻼﺛﺔ ﺩﺭﻭﺱ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﺳﺘﺤﻀﺎﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ .

ﺍﻟﺪﺭﺱ ﺍﻷﻭﻝﻟﻘﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﻫﺪ ﻣﻦ ﻣﺠﺎﺯﺭ ﻭﺇﺭﻫﺎﺏ ﻭﻓﺘﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﻭﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﺯﺭ ﻻ ﺗﺤﺪﺙ ﺇﻻ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﻟﻘﺪ ﻟﻌﺐ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺩﻭﺭﺍ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﺗﺮﺳﻴﺦ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﺨﺎﻃﺊ .

ﻭﻣﻊ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻣﺜﻠﺔ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗﻔﻨﻴﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﺨﺎﻃﺊ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺮﻭﺍﻧﺪﻳﺔ ﺳﺘﺒﻘﻰ ﻫﻲ ﺧﻴﺮ ﻣﺜﺎﻝ .ﻟﻘﺪ ﺍﺭﺗﻜﺐ ﺍﻟﻬﻮﺗﻮ ﻭﻫﻢ ﻳﻤﺜﻠﻮﻥ %85 ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺳﻜﺎﻥ ﺭﻭﺍﻧﺪﺍ، ﻭﻳﻤﺜﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﺻﻠﺖ ﻧﺴﺒﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻧﺪﺍ ﻓﻲ ﺗﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺇﻟﻰ %46 ﺇﺑﺎﺩﺓ ﺿﺪ ﺍﻟﺘﻮﺗﺴﻲ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﺜﻠﻮﻥ ﻧﺴﺒﺔ %14 ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻥ ﺭﻭﺍﻧﺪﺍ، ﻭﻳﺸﻜﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺒﺮﻭﺗﺴﺘﺎﻧﺖ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﺻﻠﺖ ﻧﺴﺒﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺇﻟﻰ .%26ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺑﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﺴﻠﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﺣﺘﻤﻰ ﺑﺎﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺗﺴﻲ، ﺑﻞ ﺇﻥ ﺑﻌﺾ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻗﺪ ﺷﺎﺭﻛﻮﺍ ﻫﻢ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺑﺎﺩﺓ، ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﻓﻘﺪ ﺃﻛﺪﺕ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻸﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﺭﻭﺷﺎ ﻓﻲ ﺗﻨﺰﺍﻧﻴﺎ ﻋﺎﻡ 2000 ﺗﻮﺭﻁَ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻭﺗﻮﻓﻴﺮَﻫﺎ ﻏﻄﺎﺀً ﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺘﻞ، ﻭﻗﺪ ﺣﻜﻤﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻞ ﺩﻳﻦ ﻛﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻲ ﻳُﺪﻋﻰ " ﺍﻷﺏ ﺃﺗﺎﻧﺎﺯﻱ ﺳﻴﺮﻭﻣﺒﺎ " ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ 15 ﻋﺎﻣﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻄﺎﻟﺒﺘﻪ ﻟﻠﻤﻴﻠﻴﺸﻴﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺑﻬﺪﻡ ﻛﻨﻴﺴﺘﻪ ﻋﻠﻰ 2000 ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺗﺴﻲ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﺍﺣﺘﻤﻮﺍ ﺑﻬﺎ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺘﻞ .

ﺍﻷﻗﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺼﻞ ﻧﺴﺒﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺇﻟﻰ %1 ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ، ﻟﻢ ﺗﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺑﺎﺩﺓ، ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﻓﻘﺪ ﻭﻓﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻗﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻟﺠﺄ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺗﺴﻲ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻫﻲ ﺍﻷﻣﻜﻨﺔ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺃﻣﺎﻧﺎ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻧﺪﺍ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﺍﻟﺮﻭﺍﻧﺪﻳﻮﻥ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻘﺪ ﺃﻣﻦ، ﻭﻣﻦ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﺳﻴﻘﺘﻞ .

ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺑﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﻌﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺗﻜﺒﻬﺎ ﻣﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﺿﺪ ﻣﺴﻴﺤﻴﻴﻦ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻳﺘﻮﻟﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﻳﻠﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺎﺟﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﺤﻀﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺘﻞ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢُ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢَ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﻓﻲ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺰﺯ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﻤﻄﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺳﻤﻬﺎ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻓﻲ ﺃﺫﻫﺎﻥ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﻭﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﺯﺭ ﻻ ﻳﺮﺗﻜﺒﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ .

ﺍﻟﺪﺭﺱ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﻑ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺑﺎﺩﺓ ﺍﻟﺒﺸﻌﺔ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﻭﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻗﺼﻴﺮ ﻧﺴﺒﻴﺎ ﺃﻥ ﻳﻠﻤﻠﻢ ﺟﺮﺍﺣﻪ، ﻭﺃﻥ ﻳﺘﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ .

ﻓﻔﻲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺭﻭﺍﻧﺪﺍ ﻣﻦ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻷﻗﻞ ﻓﺴﺎﺩﺍَ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺩﻭﻝ ﺗﻌﺪ ﻣﻦ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﻮﺍﺟﻬﺎﺕ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، ﻭﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺴﻴﺮ ﺑﻤﺘﻮﺳﻂ ﻧﻤﻮ ﻣﻦ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻭﻗﺪ ﺯﺍﺩ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻋﻠﻰ .%7ﻭﺗﻨﺎﻓﺲ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﺗﻴﺠﺎﻟﻲ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺭﻭﺍﻧﺪﺍ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻧﻈﺎﻓﺘﻬﺎ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻌﻮﺍﺻﻢ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﺗﻨﺎﻓﺲ ﺑﻌﺾ ﻣﺮﺍﻛﺰﻫﺎ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﻛﺒﺮﻳﺎﺕ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺘﺴﻮﻕ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻏﺘﺼﺒﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻼﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻹﺑﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﻳﻘﺪﺭ ﺏ 150 ﺇﻟﻰ 250 ﺃﻟﻒ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺗﻤﺘﻠﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺮﻟﻤﺎﻧﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻓﻴﻪ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ، ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺗﻤﺜﻴﻼ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ .ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻔﺰﺓ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻘﻘﺖ ﺑﻌﺪ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺇﺑﺎﺩﺓ ﺗﻌﺪ ﻫﻲ ﺍﻷﺑﺸﻊ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻬﺎ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﺳﺘﺤﻀﺎﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﻬﻤﺎ، ﻭﺫﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻔﻘﺪ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﻟﻴﺒﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻼﺋﺤﺔ ﺍﻷﻣﻞ ﻓﻲ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺇﻳﻘﺎﻑ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺍﻧﻬﺎ .

ﺍﻟﺪﺭﺱ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚﻟﻘﺪ ﻟﻌﺐ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺮﻭﺍﻧﺪﻱ ﺩﻭﺭﺍ ﺑﺎﺭﺯﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺘﻠﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺟﻴﻦ، ﻭﻟﻘﺪ ﺃﻧﺸﺌﺖ ﻣﺤﺎﻛﻢ " ﻏﺎﺗﺸﺎﺷﺎ " ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﻔﻒ ﺃﺣﻜﺎﻣﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺃﻋﻠﻦ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻋﻦ ﺗﻮﺑﺘﻪ ﻭﺍﻟﺘﻤﺲ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺼﺎﻟﺢ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .

ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﺭﻭﺍﻧﺪﺍ ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﺗﺤﺪﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﻧﺴﻴﺠﻬﺎ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺃﻳﻀﺎ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺗﻢ ﻗﻄﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ، ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻟﻴﺘﻢ ﻟﻮﻻ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻌﺒﻪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .

ﺇﻥ ﺍﻟﺪﺭﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﺑﻠﺪﺍﻧﻬﺎ ﻟﺤﺮﻭﺏ ﻭﻓﺘﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﻌﻠﻤﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺮﻭﺍﻧﺪﻳﺔ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﻭﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻟﻦ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﺟﺎﺩﺓ ﺗﺴﻌﻰ ﻹﻳﻘﺎﻑ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﻭﺇﻟﻰ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺁﺛﺎﺭﻫﺎ ﻭﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺃﻓﻀﻞ .

ﺗﻨﺒﻴﻪ : ﺃﻋﺘﺬﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﺧﻼﻝ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ، ﻭﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ .ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ..

 

ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ