الشيخ ولد محمد وكيل شرطة متقاعد يقيم في مقاطعة توجنين، عاد إلى بيته في وقت متأخر من الليلة البارحة (الجمعة إلى السبت) قادما من إحدى بوادي مقاطعة بوتلميت، وأثناء تناول وجبة الإفطار مع شاي الصباح علم بوفاة الرئيس الأسبق أعل ولد محمد فال؛ فصدم بالخبر وتوقف عن تناول فطوره فورا؛ وبدأ في ترديد آيات من القرآن الكريم، ويكرر "إنَّا لله وإنا إليه راجعون".
حاولت زوجته وابنته تهدئته من خلال تذكيره بأن الموت قضاء وقدر وأن المهم هو الترحم على الميت؛ لكنه بدا مضطرب الحركة قبل أن يرتدي ثيابه وينطلق باتجاه منزل الفقيد في مقاطعة لكصر لتقديم وأحب العزاء..
وفي حدود منتصف النهار عاد الشرطي المتقاعد رفقة خمسة فتيان يحمل كل منهم أجزاء من القرآن الكريم، حيث أمر لهم بِالشَّرَاب والطعام ثم أجلسهم في عريشه وجلس إلى جانبهم ليبدأ الجميع تلاوة القرآن الكريم؛ من أجل ختمه ترحما على روح الرئيس ولد محمد فال.
وقال الشيخ لبعض أقاربه وجيرانه الذين قدموا إلى بيته حين علموا بالأمر؛ إنه مدين للرئيس أعل ولد محمد فال بالجميل لأنه تعرض للظلم خلال مزاولة عمله في جهاز الشرطة فجاء إليه بعد عناء كبير، وهو يومها يتولى الإدارة العامة للأمن الوطني وأبلغه بأمره فأنصفه دون تردد ومن غير سابق معرفة به.
وأصاف أنه حين تقاعد زاره مرة كي يحصل على كامل حقوقه في التقاعد، فأصدر توصية بإكمال ملفه وتسهيل إجراءات تقاعده؛ قبل أن يضيف أن الرئيس أعل ولد محمد فال جنب موريتانيا خطر الانفجار والحرب الأهلية عندما أنهى حكم الرئيس ولد الطائع الذي كان يسجن الأئمة والعلماء وينشر الاستبداد والظلم؛ حسب تعبيره.
