داود أوغلو.. العقل المدبر لسياسة تركيا

-A A +A
أربعاء, 2014-08-27 10:27

المُطلع على السياسة التركية يُخيل له من الوهلة الأولى أن المخطط لها هو رئيسها الحالي رجب طيب أردوغان، فربما يأتي تخمينه هذا من ذياع صيت رئيس الوزراء السابق والرئيس الحالي، واستطاعته أن يسيطر على زمام الأمور، أو لتصدره المشهد بطبيعة الحال نظرا لمنصبه السياسي وظهوره بأنه الرجل الأقوى في بلاده.

 

لكن الواقع يقول أنه خلف الستار رجل يخطط لسياسات حزب العدالة والتنمية الحاكم وبالتالي سياسات بلاده هو أحمد داود أوغلو، الذي حل الآن رئيسا للوزراء خلفا لأردوغان بعد أن تولى الأخير رئاسة الدولة التركية، حتى أن مجلة فورين بوليسي صنفته ضمن لائحة "المئة رجل الأكثر نفوذًا في العالم.

رسم احمد داود أوغلو لتركيا خطة الاتجاه نحو العالم العربي والشرق الأوسط وتعميق وتوطيد العلاقات، بعد أن عجزت بلاده في الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي، بعد المعارضة بشدة من دولتي فرنسا والمانيا.

ورأى دواد أن الاتجاه الجديد ربما يكون ورقة ضغط على أوروبا، إلى جانب رغبته وحزبه العدالة والتنمية في استعادة النفوذ التركي وإعادة حكم الدولة العثمانية، فمارس التنظير لعودة تركيا بقوة الى مناطق السلطنة لكنه فشل في تحقيق هذا الأمر بعد أن كشفته دول عربية كبرى.

عُرف عن أوغلو بأنه السياسي المخضرم القريب من دائرة صنع القرار وتحديدا من رجب طيب منذ 11 عامًا، بعد أن عمل مستشارًا دبلوماسيًا له في بداية تولي العدالة والتنمية للحكم هناك في عام 2003 يخطط للسياسات من خلف ستار دون أن يشعر به أحد، ثم خرج إلى النور ليظهر في الصورة عندما تولى منصب وزير الخارجية عام 2009.

وساهم أوغلو في رسم العلاقات التركية مع الاتحاد الأفريقي فانتقلت من التعاون إلى الشراكة؛ وحصلت بلاده على عضوية مراقب في الاتحاد، خلق خلالها أحمد داود  لتركيا  أصدقاء وحلفاء.

ولد رئيس الوزراء التركي الجديد في 26 من فبراير عام 1959 في بلدة قونية التي يمثلها كنائبا في البرلمان منذ عام 2011، ومتزوج من طبيبة نساء أنجب منها 4 أولاد.

وعمل أوغلو استاذًا للعلاقات الدولية في جامعة اسطنبول، قبل أن يتجه للعمل مع حكومة أردوغان، محاولا تطبيق نظرياته السياسية لكنه لم يحقق هدفه في الكثير منها.