مؤسس حراك لمعلمين يتحدث ل"موريتانيا اليوم" عن لمعلمين والشرف وكيف أخطأ الشنقيطي.. ومواضيع أخرى..

-A A +A
ثلاثاء, 2018-06-05 04:53
مؤسس حراك لمعلمين الشيخ ولد بيب

أجرت وكالة "موريتانيا اليوم" مقابلة موسعة مع مؤسس حراك لمعلمين الشيخ ولد بيب؛ تحدث فيها بإسهاب عن واقع شريحة لمعلمين؛ والنتائج الناجمة عن تصاعد مطالب الحراك الحقوقية والاجتماعية والسياسية، وعرج على الهجمة التي شنها بعض الجهلة على العلامة الشنقيطي على خلفية اثباته انتماء أسرته للبيت النبوي الشريف.

وشدد ولد بيب على تقدير تجربة النائب البرلماني الوطني محمد فال ولد عيسى؛ وأنه يمثل علامة فارقة في المسار السياسي للشريحة.

وتحدث عن عدة مواضيع أخرى.

الجدير بالذكر أن الشيخ ولد بيب يشغل منصب نائب عمدة عرفات عن حزب تواصل؛ وهو شخصية تحظى باحترام واسع في شريحة لمعلمين .

و هذا نص المقابلة:

السؤال الأول: لماذا يستهدف العلامة محمد بن علي الشنقيطي؟ وهل هناك أمور أخطأ فيها العلامة محمد علي الشنقيطي في حق المجتمع؟

الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله وسلم على نبيه الكريم، أشكر موقع وكالة "موريتانيا اليوم" على هذه الدعوة، وقد يكون من المفاجئ ظهوري في هذه الحادثة وذلك بعد انقطاع كبير عن التعاطي مع الإعلام، والسبب هو أن الخلفية الاجتماعية المكونة لعقلية كل شخص من مكونة لمعلمين حاضرة أيضا في نضالي وفي أدائي وهي السلمية وعدم خلق عازل بيننا والمجتمع سواء كان حزبا أو حركة، وبالتالي نكتفي بتسليط الضوء على الداء وعلى المظلمة، وليس من المهم عندما أن يكون هناك انعزال عن المجتمع أو شيء من هذا القبيل، ولذا تعودت أن أظهر عند أي تجاوز كبير بهذا الحجم، وأن أتغاضى عن الأمور البسيطة التي تعتبر من يومياتنا.

أما فيما يخص السؤال: لماذا استهدف العلامة محمد علي الشنقيطي؟ استهداف العلامة محمد عالي الشنقيطي هو حجة للحراك وهو منحة من الله للمناضلين ليثبت لهم الحادث أحقية ما كانوا يقولون، وهو أن استهداف لمعلمين وشيطنتهم وظلمهم هو بسبب مزاحمة تخصصية مع أصحاب تخصص في تاريخ معين.

وإلا فقد عشنا إلى عهد قريب مستوى من تقديس العلماء واحترامهم حتى ولو أخطأوا في حق النصوص الشرعية فإنك تجد من يدافع عنهم بأنهم أبدال أو أقطاب أو أن كلامهم فوق عقول السامعين إلا في هذه الحالة. 

وفعلا أخطأ العلامة محمد عالي الشنقيطي في نظرهم، حين أصر على خدمة كتاب الله سبحانه وتعالى، وحين فتح له في هذا المجال، وحين حمل راية الإسلام وزاحم علماء المسلمين وتعاطته الشاشات الإعلامية، فهذا ليس ما خصص له المجتمع في مخيلته، وبالتالي يعتبرون ذلك في خطأ في عرف من ما زالون يعيشون الرواسب الماضية والعقليات البائدة. ومع هذا لا يفوتني هنا أن أندد باعتداءات على علماء من حجم العلامة الشنقيطي في هذه الفترة، لكن جدير بنا أن نجعل الأمور في سياقها، ففعلا تم الاعتداء على العلامة عبد الله ولد بيه لكن الخلاف كان خلافا فكريا بين شخصيات تشترك تخصصا معينا وهذا أمر مألوف عند طلبة العلم، ورغم ذلك كانت العبارات مهذبة وكان العرض مصانا ودون افتراءات. وحدث أيضا اعتداء ويحدث على العلامة محمد الحسن ولد الددو، لكن الخلاف كان خلافا أيديولوجيا وفي حدود معقولة، أما أن يكون تسليط امرأة على نجم وعلامة بحجم العلامة محمد عالي الشنقيطي وتغوص في قضايا بعيدة عن العلم والفكر محصورة في جانب اجتماعي ونظرة دونية فهذه صورة حية عن تعامل المجتمع مع لمعلمين.

السؤال الثاني: هل يمكن لـــ (لمعلم) أن يكون شريف النسب؟ وهل لمعلمين حرفة أم نسب؟

الجواب : أما ما يتعلق بهذا السؤال فلا خلاف بين اثنين أن لمعلمين حرفة وليست نسبا وطبعا يمكن أن يكون لمعلم شريفا، وهنا أقول للمتذمرين أن تتسع صدورهم فنسبة الشرف في لمعلمين أكثر من شخص واحد، وليقرأوا كتاب المختار ولد حامدن في جزء الموسوعة الثقافية حيث ذكر ستين عائلة من لمعلمين يعرف أصولها من أصل الشرفاء، وبالتالي فلتتسع صدورهم نسبة الشرف أكثر ارتفاعا وأن لا يتفاجأوا من الأمر.

السؤال الثالث: قدم العلامة الشنقيطي أدلة وإثباتات لانتمائه للبيت النبوي لنقابة الأشراف واعترفت بها فما هو دخل الآخرين حتى يطعنوا في انتمائه للبيت النبوي الشريف؟

الجواب على هذا بسيط جدا، وهو تاريخي ويتجدد مع العصور وهو أن العلامة الشنقيطي زاحمهم في الحضور إعلاميا وعلى المنابر، وقد يكون هذا أضر دخلهم واعتبارهم عند الأمراء وبالتالي لا بد أن تكون هناك حرب عليه لتقزيم صورته والتقليل من شأنه عند أولئك الخيرين.

ولذا كانت الحرب عليه من داخل المملكة العربية السعودية وليست من خارجها، ومن نفس الجهة التي كان لها حضور تاريخي علمي في تلك البلاد.

السؤال الرابع: ما هو تقييم حراك لمعلمين للوضيعة الشرائحية في البلد وهل حدث تحسن على صعيد الاعتبار للشرائح المهمشة؟

الجواب : في هذا السياق لابد وأن نبين أمرين: 

الأول : هل حصل تحسن داخلي داخل الشريحة.؟

والثاني: هل حصل تحسن خارجها.؟

والإجابة على السؤال الأول يمكن القول أنه حصل وعي وانتشر وبدأ تفكير واسع للخروج من هذا الواقع، وبرزت تشكلات لديها تصورات حول اختراق هذا الجدار وعندما يحصل هذا فنحن على يقين أن الفرصة أصبحت سانحة لكسر هذا القيد ولتبديد تلك الصورة.أما عن السؤال الثاني فهو مبني على ما حصل في البيت الداخلي للمعلمين، فبقدر ترتيب البيت الداخلي للمعلمين وتشكيل قوة ضاغطة وقيادات صلبة يكون التعاطي أحسن والصورة أوضح وهذا ما نراه قريبا إن شاء الله.

السؤال الخامس: ماذا عن أداء السياسيين المحسوبين على الشريحة، وحملهم لقضايا مجتمعهم وتمثيلهم له التمثيل المشرف، لنأخذ مثال النائب البرلماني الوطني محمد فال ولد عيسى..؟

الجواب : فيما يخص هذا السؤال؛ فإن دور النائب البرلماني محمد فال ولد عيسى هو دور ريادي وتجربة تستحق الحديث عنها؛ رغم الصعوبات الكبيرة التي واجهها النائب فإنه شق لنفسه طريقه؛ دون أن تدعمه الدولة؛ بل قام بجهوده الذاتية ونضالاته بذلك العمل وهو ما يؤهله ليكون أول نائب حقيقي للشريحة.

وقدم نفسه للمجتمع كله على أنه ممثل مثقف وواع لهذه الشريحة.. فكان بذلك أفضل سفير لها ، وبالإضافة إلى ذلك فقد قدم للمجتمع رسالة واضحة مؤداها أن أبناء هذه الشريحة يمكن أن يتولوا الأمر العام بنجاح وأهلية وكفاءة؛ ويمكن أيضا أن يشقوا طريقهم بأنفسهم دون استعانة بأحد؛ وهي مناسبة لتحية النائب محمد فال على ذلك .

السؤال السادس: يمثل لمعلمين بعضو في الحكومة هل يكفي ذلك من رفع الظلم عنهم؟

الجواب : أما فيما يخص هذا السؤال ففعلا يعود ذلك بمكسب معنوي عام ويخلق حيوية في ساحة لمعلمين وبالتالي يكون هذا إيجابيا، لكن كان يمكن أن يكون أحسن من هذا لو كان خارجا من رحم النضال ويحمل رؤيته ويشتركون معه رؤية أو يتقاطعون في شيء، وهذا معدوم البتة.

السؤال السابع : يقال بأن السيدة التي كانت تقود الحملة على العلامة كانت تعد نفسها لتكون زوجة له وتستخدم الوسطاء لذلك، ولم تنجح في الموضوع هل من تعليق؟

الجواب : أما بخصوص هذا السؤال فليست لدينا معلومات عن الموضوع لكن لدينا تحليل عام أن العلامة الشنقيطي عليه إقبال كبير من كل أوساط المجتمع، وجرت العادة أن من لم يحالفها الحظ تنتقم بطريقة أو بأخرى وهذا جزء من ثقافة المجتمع.

السؤال الثامن: ما هو تقييم حراك لمعلمين لمواقف الساحة الثقافية والدينية من قضية الإساءة للشيخ محمد بن علي الشنقيطي؟

الجواب : في نظري المتواضع ومن خلفيتي المحظرية أن الأمر لم يعط حجمه فالإساءة على العلماء جرم كبير، ويقول الإمام السيوطي عند قوله سبحانه وتعالى: {ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}، يقول: "والعلماء من شعائر الله"، فكان انطلاقا من هذه الآية ومن هذا المعنى أن يبذل العلماء والدعاة وطلبة العلم مجهودا أكثر من الصمت، وحتى في الحالات العادية اليوم لكل أصحاب توجه أو تخصص نقابة للدفاع عن أعضائها، وكان ينبغي للعلماء أن يدافعوا عن صاحبهم لكن هذا لم يحدث وهو ما نراه أمرا سلبيا يحتم علينا في إطار العمل الحقوقي أن نقوم بذلك الدور الذي تقاعس عنه أصحابه الحقيقيون.

السؤال التاسع : هل تحقق تقدم معتبر في سبيل تغيير العقليات حول الشرائح في موريتانيا بما يخدم الفهم الصحيح للإسلام والحضارة المعاصرة؟

الجواب : في هذا السياق لا بد وأن نوضح مسألة هي أن ثقافة هذا المجتمع عودتنا على أن النصوص وحدها لا تكفي، ولذا فإن هذه الرسالة الخالدة والمقدسة وصلت هنا منذ قرون، وتحمل في داخلها حلولا مباركة شافية. لكن المجتمع تعرض لها وكيفها مع ما يحلو له، فقسم المجتمع إلى طبقات وأعفى طبقات أخرى منها واحتكرها في بعض الطبقات، ومنذ ذلك الوقت لم تترك الناس تعيش قيمها وأخلاقها وما تدعو إليه، وبالتالي كان لابد من كشف طريقة جديدة تعزز ذلك المعنى وتفتح الفرص أمام الرسالة ألا وهي العمل الحقوقي الجاد وهو ما نمارسه بكل جد وإخلاص وتفان.