تواصل و المتابعون ... الثابت و المتغير

-A A +A
أحد, 2019-02-03 16:12
الشيخ ولد بيبه

فى خضم هذه القراءة الخاطئة من طرف بعض المتابعين لدور حزب تواصل منذ نشأته فى العملية السياسية نلاحظ إفراطا فى النقد إن لم نقل تحاملا وهم بذلك لا يقدرون جهدا فكريا ورصيدا من العمر وزهاء ذلك من المال بذلته كتلة من الطاقات الوطنية من أجل بناء دولة الحريات والحقوق والتنمية الشاملة كلبنة مهمة فى بناء صرح الأمة التى نشاهد ونحصي بكل ألم حقوقها المسلوبة.

يحتفظ المتابعون فى أذهانهم بصورة نمطية عن تواصل مفادها أن تواصل ذلك الحزب المترنح بين فسطاطين فسطاط المعارضة وفسطاط النظام يتفق مع أحدهم فى الخطاب ويخالفه فى المواقف ويتفق مع الآخر فى المواقف ويختلف معه فى الخطاب، وينطلقون فى ذلك من المطالبة بالرحيل ورفض المشاركة فى الحوار بعد رفض ممهداته والمشاركة فى نفس الوقت فى انتخابات 2013  النيابية والبلدية وكل ذلك قبل المؤتمر الأخير وليس فى ظل هذه القيادة وهم بهذا يرتكبون خطأين اثنين:

 1- قراءة الأحداث بما يخدم نظرتهم دون قراءة الأسباب والظروف التى دعت إلى ذلك؛ فالحكم على الشيء فرع عن تصوره.2- أنهم لا يتعاملون مع الواقع تعاملا موضوعيا؛ أعنى التغيير، وهو انتخاب قيادة جديدة لها خطها ورؤيتها ولا يمكن أن تجيب على أسئلة حدثت قبلها صعب على البعص قراءتها فى فترتها. ومن هنا لا بد ان نعرج على ملاحظتين:* لوكان لتواصل ما تشيرون إليه مع النظام لما كان أكثر الأحزاب دفعا لثمن مواقف بدأ ذلك بعزل بعض قياداته من المناصب الحكومية وإغلاق بعض المؤسسات التى تتصدرها شخصيات تنتمى إليه أو تصوت له على الأصح.* لوكان موقف المعارضة يتطابق مع ماترونه من حزب تواصل لكان الأمر أوضح من أن يحتاج إلى تحليل أو قراءة ما بين السطور  فى المعارضة أحزاب عريقة ولها حضور فى المشهد السياسي كبير وفيها شخصيات تثق فى نفسها وأكبر من أن يتم التلاعب بها.المتابع لعلاقة تواصل مع الطرفين المعارضة والنظام يدرك بشكل بديهي دون عناء فى البحث أن تواصل أكبر متحد للنظام ومنابذ له بإعتدال وترو وفى نفس الوقت اكثر القوة السياسية احتضانا للمعارضة ففى المطالبة بالرحيل كان من سهر على انجاح الأنشطة والإعتصامات ولذا نال الحظ الأوفر من الإعتقالات والإعتداءات وهي مناسبة لشكر قيادة مشعل ورفض وفى القيادة كان اكثر الزاهدين فى الرئاسة مع ان دوره يكفلها له وبجدارة مفسحا المكان امام الشركاء فى العمل المعارض وما تولاها إلا مرة واحدة فى حد علمي وحين شاركت معه فى الإنتخابات تخلى مشكورا عن الحدف الإنتخابى لصالح الهدف الإستراتجي وهو تقوية المعارضة فمن الثابت والمتغير ؟