الحديث عن سياسة ممنهجة أفرغت بلدة في ولاية إينشيري من سكانها

-A A +A
سبت, 2019-05-25 18:13

اتهم عدد من أبناء وسكّان بلدة العصماء الواقعة على بعد نحو 100 كلم شمال نواكشوط على الطريق المؤدي لمدينة أكجوجت عاصمة ولاية إينشيري، السلطات العليا في البلد بالعمل على إفراغ بلدتهم من سكانها؛ مؤكدين أن البلدة شهدت، خلال السنوات الأخيرة،  نزوحا جماعيا بسبب ما أسموها "سياسة التضييق" المنتهجة من طرف السلطة على هذه البلدة خلال العشرية المنقضية. وفيما يشكو العديد. من أُطر وسكان العصماء، ما يعتبرونه "عقابا جماعيا" تمارسه السلطة الحاكمة ضدهم من خلال حرمان بلدتهم من أبسط مقومات الحياة، ومن أي خدمات من شأنها تمكين  الساكنة من البقاء فيها؛ حيث لا تتوفر نقطة صحية ولا أي خدمة للماء أو الكهرباء؛ يرى آخرون أن هذه الوضعية تشكل تجليا لسياسة عقابية تنتهجها السلطة ضد سكان البلدة الذين تعتبرهم محسوبين على  رجل الأعمال المقيم في المنفى محمد ولد بوعماتو الذي يعتبر أكبر مساند لإقامة هذا التجمع السكاني إبان حكم الرئيس الأسبق معاوية ولد سيد أحمد ولد الطايع.

وجاء في تقرير ميداني نشره موقع "ميادين" الإخباري أن بلدة العصماء باتت اليوم شبه مهجورة، حيث المحلات التجارية والنزل التي حاول اصحابها فتحها وكذلك مقرات وكالات السفر، وأصبح المسافر يمر ليلا منها وهي في ظلام دامس، رغم موقعها الجغرافي الذي كان من المفروض أن يساعدها، حيث كان بالإمكان تحولها إلى مركز تجاري، نظرا لوجودها على أحد أهم الطرق في موريتانيا.

وأوضح الموقع في تقريره أنه في مقابل التضييق على بلدة العصماء، تمت العناية ببلدة بنشاب، فتحولت من مركز إداري إلى مقاطعة وألحق بها مركز "امحيجرات" الإداري على طريق نواذيبو، وتم البدء في إنجاز طريق رسمي يربطها بطريق نواكشوط-أكجوجت، بينما صدرت  "تعليمات عليا" إلى العديد من "المقربين" بهدف البدء في استصلاح الأراضي وتشييد المباني في بلدة بنشاب، حيث باشر بعض رجال الأعمال التنافس لتحقيق رغبة السلطة العليا  في إعمار البلدة، وبالتزامن مع ذلك بدأت أسعار الأراضي ترتفع في المنطقة، وقام أحدهم بتخصيص سيارات للنقل من وإلى بنشاب بشكل دائم.