لأول مرة ولد بوبكر يكشف تفاصيل وملابسات الإطاحة بالرئيس ولد الطائع

خميس, 2019-08-01 06:47

قال العقيد المتقاعد عبد الرحمن ولد بوبكر، القائد الأسبق لقيادة أركان الجيش الوطني، وأحد الأعضاء البارزين في المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية الذين أطاحوا بالرئيس الأسبق معاوية ولد سيدي أحمد الطايع؛ إن الفترة الأخيرة من حكم الرئيس معاوية "كانت فترة متأزمة بشكل قوي لا سيما بعد عملية لمغيطي وتحرك الجماعات الإرهابية على الحدود والعمليات التي تمت داخل الوطن وما خلفه ذلك من معانات جعلت الحكومة مشغولة في الملف ونتج عن ذلك انشغال مؤسسة الرئاسة على وجه الخصوص في الملف الأمني للرد على تلك العمليات فانشغل الرئيس عن كل أمور البلد الأخرى كلها وازداد التأزم حتى وصلت الأمور إلى درجة لم تعد مقبولة على الساحة الوطنية".

و حول دوافع وظروف الانقلاب على ولد الطائع، أوضح ولد بوبكر " انشغال الرئاسة بالملف الأمني، وعدم تركه لأهل الاختصاص والجهات المعنية والمهيأة لمواجهة هذا النوع من التحديات وترك المبادرة وحرية التصرف لها في الميدان، فضلا عن اتخاذ الرئيس لقرار دون استشارة الجيش بالتدخل في مناطق تبعد آلاف الكيلومترات عن حدود البلد والعاصمة نواكشوط، التي هي مركز القرار، والتورط في حرب داخل حدود مالي؛ حتى ولو كان ذلك بموافقتها، دون مراعاة قدرات جيشنا القتالية كل ذلك عجل بالانقلاب وجعل من الضروري تغيير الوضع خصوصا وأن الرئيس لم يعد مسيطرا على الوضع.

وبخصوص توقيت الانقلاب والأطراف التي شاركت في إعداده وتنفيذه؛ إوضح العقيد المتقاعد؛ في مقابلة نشرها موقع "لبراكنة إينفو"، أنه "قبل الانقلاب كان أحد الأصدقاء قد لفت انتباهي إلى ضرورة أن الوضع يجب أن ينظر فيه لأنه لم يعد من الممكن استمراره ويبدو لي أنه كانت هناك جماعة أخرى تحضر للأمر وتنسق وإن كانت جماعة محدودة ولكنها كانت تحضر وتنسق وأنا شخصيا لم أشارك إلا في الأيام الأخيرة"؛ وفق تعبيره.

وفي معرض رده على سؤال بشأن هوية الصديق الذي ألمح إليه، والجماعة التي قال إنها كانت تنسق وتحضر للانقلاب؛ رد ولد بوبكر؛ بقوله: "الصديق هو الرئيس المرحوم اعل ولد محمد فال أما المجموعة فهي الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز وقائد أركانه حاليا محمد ولد محمد الشيخ المعروف بولد غزواني وأعتقد أن المرحوم سيدي محمد ولد الشيخ ولد العالم لم يكن بعيدا في تلك الأثناء من الرئيس اعل رحمهما الله وإذا كانت هناك اتصالات أخرى تم القيام بها على مستواهم فلا أعرف وإن كان من الممكن أن يكونوا قد تواصلوا مع بعض العسكريين والمدنيين في تلك الفترة".

وتحدث القائد السابق لأركان الحيش الوطني، عن ظروف اتخاذ قرار الإطاحة بولد الطائع في التاريخ الذي تم فيه بالتحديد؛ مبرزا أن "الأمور تمت بشكل مستعجل لأننا يقول ولد بوبكر "اغتنمنا فرصة تغيب الرئيس وتواجده في المملكة العربية السعودية لتقديم العزاء في الملك الراحل فهد بن عبد العزيز وكان الوقت ضيقا جدا (يومين أو ثلاثة).

وأضاف: "أذكر أنني في تلك الليلة كنت مع الرئيس المرحوم اعل ولد محمد فال بدعوة منه للعشاء وكنت أستعد للسفر في اليوم الموالي إلى تاودني رفقة الضابط غزواني وأثناء الحديث عن الوضع القائم طلب مني المرحوم اعل المساعدة في تنفيذ انقلاب عسكري في تلك الليلة فوافقت على الأمر بعد أن أبلغني بأنه يتقاسم الفكرة مع كل من عزيز وغزواني فاتفقنا على أن أتولى أنا مسؤولية التنسيق مع المناطق العسكرية والوحدات القتالية المتواجدة في الداخل في حين يتولى غزواني وعزيز مهمة تأمين الأماكن المهمة كالسفارات والبنوك".

و حول سؤال عن ما إذا كان الانقلاب مرتجلا؟ أجاب العقيد المتقاعد إنه لم يكن مرتجلا بل كانت هناك أحاديث قبل ذلك بين القادة العسكريين عن عدم إمكانية استمرار الوضع وأذكر أنني تبادلت حديثا مع غزواني في لمغيطي اعتبرنا فيه أن الوضع لم يعد يمكن أن يستمر لكن لم نناقش في ذلك الحين مسألة تنفيذ انقلاب كما أن هناك شعورا عاما بفقدان السلطة وتردي الوضع الاقتصادي والسياسي.. إلخ وبالتالي كان الانقلاب محسوما من الناحية المبدئية ولكن لم يتم تحديد أي تاريخ لتنفيذه وأذكر أنه كانت هناك فكرة بالتنفيذ في زيارة كانت مقررة للرئيس إلى مدينة النعمة .

و عن تاريخ وقت الانقلاب قال ولد بوبكر " لقد بدأنا في حدود الساعة الحادية عشر ليلا وتواصل الأمر حتى الفجر وتمت السيطرة وتم فعلا كل شيء."