ضيوف الرحمن يباشرون مناسك الحج الأكبر بوقفة عرفات

-A A +A
سبت, 2019-08-10 09:08

اكتسى جبل عرفات، اليوم (السبت) باللون الأبيض، حيث وقف الحجيج على جبل الرحمة مرددين "لبيك اللهم لبيك"، ويستعدون لأداء صلاة الظهر والعصر جمع تقديم بمسجد نمرة فى مشهد مهيب .

وتوجه الحجاج إلى مسجد نمرة مبكرا ؛ وهو من أهم المعالم فى مشعر عرفات وبه يصلى مئات الآلاف من ضيوف الرحمن صلاتى الظهر والعصر فى يوم عرفة جمعا وقصرا، اقتداء بالرسول صلى عليه وسلم، وبنى المسجد فى الموضع الذى خطب فيه الرسول عليه الصلاة والسلام فى حجة الوداع، فى أول عهد الخلافة العباسية منتصف القرن الثانى الهجرى، ويقع إلى الغرب من المشعر وجزء من غرب المسجد فى وادى عرنة وهو وادى من أودية مكة المكرمة الذى نهى عليه الصلاة والسلام من الوقوف فيه، حيث قال المصطفى صلى عليه وسلم، "وقفت هاهنا وعرفات كلها موقف إلا بطن عرنة"، وبطن وادى عرنة ليس من عرفة، ولكنه قريب منه.

وزار الحجاج جبل الرحمة الواقع فى عرفات قبل بدء مناسك الحج، حيث حرص أغلبهم على التقاط الصور التذكارية نظراً لأهمية المكان الدينية والتاريخية، إذ يعد جبل الرحمة واحداً من أشهر جبال مكة وأهم مزاراتها، وهو أشهر مكان فى مشعر عرفات بعد مسجد نمرة، ويقع على الطريق بين مكة والطائف، كما أنه من أبرز معالم جبل عرفات، ويتطلع الحجاج للوقوف على "جبل الرحمة" بعرفات خلال أدائهم مناسك الحج تأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم الذى وقف عليه وألقى منه خطبة الوداع.

وحرص حجاج بيت الله الحرام على الدعاء والتضرع لله سبحانه وتعالى طمعاً فى الرحمة والمغفرة، حيث يتكون جبل الرحمة من أكمنة صغيرة مستوية السطح وواسعة المساحة مشكلة من حجارةٍ صلدةٍ ذات لون أسود كبير الحجم، ويقع إلى الناحية الشرقية من جبل عرفات بطولٍ يبلغ 300 متر، ومحيطه 640 مترًا وترتفع قاعدة الجبل عن الأرض المحيطة به بمقدار 65 مترًا وتوجد على قمة الجبل شاخصٌ يبلغ ارتفاعه 7 أمتار، ويُطلق على هذا الجبل العديد من الأسماء كجبل إلال، وجبل التوبة، وجبل الدعاء، والنابت، وجبل عرفة.

وفى أجواء روحانية يتحرك الحجاج مع غروب الشمس من عرفات نحو مزدلفة، امتثالا لقوله تعالى "فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام"؛ فى رحلة إيمانية يؤدون خلالها مناسك الحج.

وتقع مزدلفة بين مشعرى منى وعرفات، حيث يؤدي فيها الحجاج صلاتى المغرب والعشاء جمعًا وقصراً ويجمعون فيها الحصى لرمى الجمرات بمنى، ويمكث فيها الحجاج حتى صباح اليوم التالى؛ يوم عيد الأضحى ليفيضوا بعد ذلك إلى منى.

والمبيت بمزدلفة واجب، من تركه فعليه دم، والمستحب الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم فى المبيت إلى أن يُصبح، ثم يقف حتى يسفر، ولا بأس بتقديم الضعفاء والنساء، ثم يدفع إلى منى قبل طلوع الشمس.