قطاع "التنمية الريفية " والمخاض العسير

-A A +A
خميس, 2019-08-15 08:10
المهندس : لمهابه ولد بلال

لامجال لتحول " الزراعة والتنمية الحيوانية " إلى ركن أساسي من أركان الاقتصاد والإستقرار والأمن الغذائي إلا باحداث هزات حقيقية في قطاع التنمية الريفية في بنيته وتنظيمه  وتحول تاريخي في هيكلته وأولوياته واتخاذ جملة تدابير تقوم على الشفافية والصراحة ومحاربة الفساد بكافة أنواعه وغربلة شاملة  وجذرية لكل الادارات والمشاريع ووضع تصور واضح لخطة عمل تخرجنا من الرتابة والعمل االروتيني الذي طبع القطاع منذ عقود من الزمن خاصة في برمجة الانشطة والمشتريات التي لا تحقق ادنى معايير حاجة المزارعين  في مناطق الإنتاج  المختلفة  والخروج فورا من حالة سيطرة اللوبيات المتنفذة  والأشخاص الذيط طالما شكلوا حلقة مغلقة على الوزير واستفردوا بالمشاريع  والبرامج  وأغلقوا الباب أمام كل الآراء والتطلعات والطواقم الفنية الساعية الى الاصلاح والنهوض بهذا القطاع الذي عانى بمافيه الكفاية .

ونحن اليوم نستقبل عهدا جديدا  في ظل فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني نرجو أن يكون عهد خير ونماء وشفافية وصراحة وآراء وانفتاح على كل الآراء والأفكار لايسعني إلا أن أضع  نقاطا مختصرة   تشكل تصوري  لإصلاح  هذا القطاع كأحد أبنائه يحدوني الأمل في اصلاحه والنهوض به  .

ان ميزانية الوزارة  الخاصة بالإستثمار  ظلت  تدور في حلقة مفرغة وأعمدة ثابتة وعناوين معروفة كاقتناء السياج و ترميم السدود وشراء معدات زراعية خفيفة و توفير كميات  البذور التقليدية  والحملات الدورية لتلقيح المواشي  الى غير ذلك  من العناوين الذي أصبح تقليديا اكثر منه فنيا  دون الغوص الى كنه الزراعة الحقيقي مع مايكلف من مئات الملايين سنويا دون أثر يذكراجتماعيا أو اقتصاديا أو حتى زراعيا بلمفهوم الحقيقي للكلمة .

ان الخوض في مجال قيام  زراعة حقيقية قادرة على تحقيق أمن غدائي وسد الفجوة المتزايدة بين ما نستهلكه ومانستورده تحتاج الى تقسيم مناطق الوطن الى أقطاب زراعية حقيقية ومتابعتها وتقييمها كل سنة تقييما موضوعيا بعيدا عن السياسة والاستغلال وهذه الأقطاب هي :

- زراعة الارز

- زراعة القمح

- زراعة الخضراوات

- الزراعة التقليدية ( ازرع وآدلكان والشمبان ..الخ)

- زراعة الأعلاف

- استحداث زراعة البقلوليات والمحاصيل الزيتية والسكرية والطبية

ومن أجل ذلك علينا العمل على :

1 ـ الاهتمام بالمزارع ( تحديد هويته ؛ أين هو؛ امكاناته ؛ تطلعاته  ؛تحدياته ...الخ)

2ـ احصاء المزارعين الحقيقيين وتخصيص استمارة لكل مزارع وهوية زراعية كبطاقة التعريف

3 ـ تقديم الدعم الى المزارعين الملتزمين بشرط الاستمرار والجد والإنتاج

4 ـ تشجيع الانخراط  في تعاونيات زراعية منتجة تستفيد من بعضها البعض

5 ـ تشجيع المستثمرين الوطنيين والأجانب وتسهيل مهماتهم

6 ـ فتح فروع جديدة من القرض الزراعي في كافة الولايات اللزراعية وادخال محاصيل القمح  والزراعة التقليدية في مجال الدعم

7 ـ العمل على شق قناة  للري  من نهر السينغال أو سد فم لكليته تدخل قرى ومزارع آفطوط من أجل تنوع الزراعة طيلة العام  واستغلال الوقت والحد من الهجرة وخلق حالة ديناميكية في تلك المناطق الحيوية

8ـ استحداث ادارات اقليمية للتنمية الريفية  تشكل : الادارة الاقليمية  للترارزه  ولبراكنه ؛ الادارة الاقليمية لكوركول وكيدي ماغه ؛ الادارة الاقليمية  للحوضين ؛ الادارة الاقليمية للعصابة وتكانت

الادارة الاقليمية  لانشيري وآدرار وتيرس وانواذيبو والادارة الاقليمية لولايات انواكشوط الثلاث .وكل ادارة اقليمية تتبعها ادارات فرعية يديرها مدير  تسمى  " الادارة الفرعية لولاية ... "

9 ـ اطلاق مركز وطني " لمكافحة الآفات وتحليل التربة " يدمج فيه  المركز الوطني لمكافحة الجراد   ومختبرات الأمراض يعني بوضع تصور شامل لمكافخة الآفات الزراعية وتوفير   المخابر والمعدات اللازمة لتحليل التربة وتحديد مدى خصوبتها .

10 ـ تحويل مزرعة امبوريه الى المزرعة الوطنية النموذجية  وتقسيمها الى 3 أجزاء : جزء خاص بحملة الشهادات وجزء للمزارعين المتميزين  وجزء آخر  لاجراء تجارب الأصناف الجديدة في مختلف المحاصيل المعروفة وادخال تجارب المحاصيل الزيتية والسكرية ومختلف أنواع الفواكه

11 ـ ادماج معهد روصو التنكولوجي ومدرسة كيهيدي في مؤسة تسمى " المعهد الموريتاني للزراعة والبيطرة " يخرج  مرشدين وتقنيين  ومهندسين زراعيين .

12 ـ دمج شركتي " صونادير" و "سنات " تحت مسمى " الشركة الوطنية للإرشاد والميكنة الزراعية " تهدف الى توفير الإرشاد لأهم المحاصيل وخاصة في المناطق المرويبة بالاضافة إلى توفير المعدات اللازمة في الوقت المناسب وبالسعر المناسب

13 ـ إجراء احصاء شامل للسدود وتقييمها وتصنيفها حسب التربة المناسبة لكل نمط زراعي

14 ـ العمل على إدخال تقنية توفر الري التكميلي في أغلب السدود لزيادة الانتاج

15 ـ الإرتقاء بمجال البذور واكثارها وفق الاجراءات العملية الصحيحة والاستعانة بخبرات أجنبية لوضع أسس لمركز بذور متطور يحقق الإكتفاء الذاتي في مجال البذور

16 ـ الشفافية في اختيار طواقم المشاريع التنموية وتفكيك اللوبيات التي ظلت تحتكر مفاتيح عمل الوزارة وفتح المجال لقوى شابة جديدة وضخ دماء في الادارات الاقليمية

17 ـ حث  الشركاء في التتمية كالفاو اكاردا وغيرها لوضع الخطط والانشطة باللغة العربية من أجل استفادة  كوادر الزراعة والتنمية الحيوانية في البلاد واشراك جميع التقنيين والفنيين في تصور الانشطة وتنفيذها

18 ـ توفير الامكانات اللوجستية اللازمة للطواقم الفنية في الادارات والمندوبيات الجهوية

19 ـ اعادة اكتتاب المرشدين القاعديين وتخصيص مرشد لكل 100 مزارع وتوفير امكانات النقل والعيش الكريم في أماكن تأطيرهم .

20 ـ اقامة ندوات ودورات تكونينية سنوية للمزارعين في احدى  مناطق الانتاح لتبادل الخبرات والاستفادة من التجارب الناجحة

21 ـ سن قوانين لصالح المنتجات الوطنية واتاحة المجال لعملية تسويق تلبي الطموحات

22 ـ العمل على وضع برتامج اعلامي شامل للتذكير بأهمية الزراعة ودور المواطن في الرفع من مستوى الانتاج عبر دعم المنتحات المحلية والانخراط في الزراعة المنزلية البسيطة .

أخير نأمل ان يسود العدل والشفافية والصرامة والانصاف  في عهد معالي الوزير الجديد والتوفيق في وضع لبنة أساسية جديدة تضاف الى ماتحقق من قبل لإنطلاق هذا القطاع الحيوي والهام نحو تحقيق أهدافه كافة وهدفه الأساسي المتمثل في تحقيق الإكتفاء الذاتي في مجال الغذاء الذي أصبح اليوم سلاحا حقيقيا من أجل ابتزاز الدول والشعوب وسلب حريتها وكرامتها وقديما قبل ويل لأمة تأكل مما لا تنتج .

م / لمهابه ولد بلال ـ اطار في وزارة التنمية الريفية .