تعرف على تفاصيل تجربة المرأة التي رافقت المدانين لحبل المشنقة 40 عاما

-A A +A
ثلاثاء, 2019-11-05 08:05

في عام 1981 بدأت راهبة كاثوليكية في سنغافورة تبادل رسائل مع سجينة تواجه حكم الإعدام، وهو الأمر الذي استمر 7 سنوات.

الراهبة هي غيرارد فيرنانديز والسجينة هي تان موي تشو، وكانت طالبة سابقة لدى الراهبة وحكم عليها بالإعدام في واحدة من أكثر الجرائم وحشية في البلاد.

كانت الراهبة تعرفها باسم كاثرين "الطفلة الرقيقة البسيطة" التي تنحدر من عائلة متدينة، وكانت تحضر في مدرسة الدير.

وقد أدينت تان وزوجها أدريان ليم وعشيقته هو كاه هونغ بممارسة قتل طقسي بحق طفلين صغيرين.

وقالت الراهبة التي تبلغ من العمر الآن 81 عاما: "لقد ارتكبت ذنبا كبيراً، كنت حزينة في البداية عندما عرفت الخبر، ولكن كان علي رؤيتها". وعلى مدار سنوات ظلت «الأخت» غيرارد تزور تان في السجن، وغالبا ما كانت تقضي الليالي الطويلة معها في الصلاة، مما سمح لهما بالتواصل مجددا، وبناء تفاهم عميق.

وتقول الأخت غيرارد: "كنت هناك لدعم كاثرين وهي علمت أن بوسعها التحدث إلي، وهو الأمر الذي حررها من سجنها الذهني".

بقيت الراهبة إلى جوار السجينة حتى يوم إعدامها في 25 نوفمبر/ تشرين ثاني 1988. وتقول الراهبة: "إن كل شخص في السجن يستحق الموت بكرامة بصرف النظر عن الإثم الذي اقترفه".

وتضيف: "في يومها الأخير ارتدت تان فستانا أزرق وحذاء مناسبا له، وكانت هادئة للغاية، وسرنا معا متشابكي الأيدي حتى حبل المشنقة". وغنت الراهبة حينئذ الترنيمة المفضلة لتان وهي "كم أنت عظيم"، وهما تدخلان غرفة الإعدام.

وقالت الراهبة: "سمعتها تصعد سلم المشنقة، وسمعت صوت باب الفتحة تحت قدميها يفتح وأدركت في تلك اللحظة أن كاثرين رحلت".

ولا يبعد سجن شانغي الذي أعدمت فيه تان كثيرا عن مطار سنغافورة الفاخر، ويقع في شمال شرق مدينة سنغافورة، ويوجد به أخطر المجرمين وأولئك الذين يواجهون عقوبة الإعدام.

وقالت الراهبة : "ليس حكم الإعدام بالأمر الذي يتقبله المرء بسهولة، فالأمر يستغرق وقتا لتقبل هذا المصير، وبالطبع يكون هناك الكثير من الألم".

وتواصل الراهبة هذا العمل مع السجينات اللائي يواجهن الإعدام منذ 40 عاما وهي تعتقد أن ذلك جزء من دورها كراهبة.

وتقول: "إن السجينة التي تواجه عقوبة الإعدام تحتاج دعما ذهنيا وعاطفيا وروحيا، وأريد مساعدتها بجعلها تفهم أنه عندما تتوب وتطلب المغفرة ستذهب إلى مكان أفضل". "ميزة عظيمة".

بعد ذلك بسنوات عدة نادى أحد السجناء على الراهبة من نافذة زنزانته وقال إن وجودي يشعره بالراحة، وطلب رؤيتي في اليوم السابق لتنفيذ حكم الإعدام به.

وتعتبر«الأخت» غيرارد أن السير مع السجناء إلى حبل المشنقة "شرف عظيم".

وقالت: "لاشك أنه أسمى درجات الحب والثقة أن يسمح لي شخص بمشاركة آلامه والدخول إلى قلبه في لحظاته الأخيرة". BBC