شهادة حية في حق السفيرة بنت أوفى (تدوينة)

-A A +A
أربعاء, 2020-01-15 11:45

 في خضم تفاعلات استقالة السفيرة مريم بنت أوفى من منصيجلها بل وزارة الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج على خلفية تغريدة وصفت فيها ناشطا فرنسيا تم إبعاده من موريتانيا مؤخرا بأنه "مسيء"؛ نشر المدون الموريتاني المقيم في بريطانيا، المختار واد طلحة، تدوينة في حسابه بموقع «فيسبوك» قصة مؤثرة حدثت له قبل ثمان سنوات في تونس حين كانت بنت أوفى مستشارة بسفارة بلادها هناك. نص التدوينة: "إمرأة بألف رجل :!!!! فقدت الخارجية الموريتانية بأستقالة السفيرة مريم بنت اوفي سفيرة لا ككل السفراء معاملة وأخلاق وتعاطف وحل لمشاكل رعياها في الخارج .. عرفتها في سفارة موريتانيا بتونس حيث كانت تعمل كمستشارة اولي بالسفارة.. وكنت ساعتها قادم من لشبونة لتقديم طلب تأشرة دخول لبلدي الاصلي موريتانيا.

فقدمت الي السفارة المذكورةفي يوم 3يناير 2012 وطلبت بوساطة شخص يعمل هناك لمقابلة السفير.. والذي بدوره سلم علي وتبادلنا حديثا مقتضبا وطلبت منه تفهم تسرعي علي أخذ التأشرة لاني مسافر في تعزية . لأغلي ما في الوجود لدي .. اللهم ارحمها وصبرنا علي فراقها.. فأمرني ان اقدم جوازي للسكرتيرة وهي تونسية لتقوم بالمطوب، فقمت بما امرني سلمتها الجواز وتكاليف التأشرة وامرتني بالانتظار . حتي تناديني .

شرحت لها وضعيتي واني لا ارجوا ان تفوتني رحلة الليلة علي متن التونسية للطيران .. لان الرحلة المقبلة بعد اربعة ايام وانني أقيم في الفندق ولدي تعزية ارجوا ان آتي في اسرع وقت ، فردت علي وبكل قلة انسانية الموضوع لا يتعلق بنا . فانتظر فقط. قبلت علي مضض. انتظرت وانتظرت وكانت الدقائق والساعات تمرعلي كأنها سنين وعيني وسمعي مشغول بأي حركة علها تكون هي لتسلمني الجواز بالتأشرة.. مضي الوقت وأطال واصبح يتأخر فخرجت عن تحملني فرحت لها لاستفسرة منها . فردت علي السفير بعد خروجك من بابي خرج ولديه أجتماع في الخارجية التونسية ولن يقدم قبل يوم الاثنين فخذ جوازك وتكاليف التأشرة ان احببت او انتظر حتي يوم الاثنين.. كانت كلماتها تتساقط علي وكأنها أسهم في كل مكان في صدري فخرجت زفراتي ولم أقدر علي تحمل الجواب وعيني كأنهما انابيب ماء أمامها فسكرت النافذة الصغير وقالت لي روح في حالك.. يالله ما أصعبها لحظات أرتجف ورأسي يدور كأنه يرسم خرائط القارات السبع المرسومة علي الكرة الأرضية..

سلمت أمري لله ورددت لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. نزلت مع سلم السفارة فصادفني رجل يعمل في السفارة يحمل الشاي، فخاطبني هل تريد كاس.. رفعت فيه رأسي فكاد يسقط الابريق من يده، فوضعه على جانب وجعل يده علي منكبي.. مابيك أخي ماذا حصل هل سمعت خبر مفجع عن أهلك.. اشرحلي.. وهويمسك بي ويتضرع لي ان اشرح له .

فوقف امامي سادا باب الخروج من السفارة وأمتنع ان يفتح لي الطريق حتي اشرح له.. شرحت له حالي وما حصل معي،فرد علي أناشدك الله أعطيني فرصة 10دقائق . وناولني ماء بارد وراح مسرعا فوق السلم.. وفي أقل من الوقت اذا به قادم وتقف خلفه إمرأة موريتانية تناديني تعالي يا أخي.. رحت لها ففتحت باب المكتب وأمرتني بالجلوس وعرفتني بقولها ..

انا مريم بنت أوفي اشغل المستشارة الاولي بالسفارة . علمت بموضوعكم حالا من فلان وأسف علي ان تتعامل معكم السفارة هكذا.. أخذت التلفون وإتصلت علي السكرتيرة لتقدم مسرعة فسلمتها الجواز والمبلغ . وأمرتها بطبع التأشرة باسرع وقت ولتكتب فيها بأمر مني انا مريم، فقامت السكرتيرة بالامر . وفي لحظة سلمتها الجواز فوقعت علي التأشرة، وقالت لعامل السفارة رافقه الي السائق وقله يقله الي وكالة الخطوط وينتظره حتي يكمل ويحمله الي الفندق ومنه الي المطار.. سبحان الله كيف لكم تصور تحول حالي ..!! حاولت ان أعرفها علي نفسي او أعرف من اي كنز هذه المرأة أومن أي معدن!!! فمتنعت وردت علي رحلة سعيدة ارفع تعازي القلبية اليكم شخصيا والي أهاليك والي البلد. انا أقوم بعملي وارجو ان اوفق فيه..

ما نرجوه الا تعتب علي السفارة وان تأخذ تأشرتكم المقبلة من هنا سواء كنت أنا هنا او حل محلي غيري.. هذه قصتي مع تلك السفارة وتلك المستشارة التي لم أدم معها اكثر من ساعة ولم اعرف عنها خبرا بعد ذلك حتي طالعني جدار التواصل الإجتماعي اليوم بتقديم إستقالتها، فوالله انها خسارة كبيرة للبلد ان يفقد كوادر مثلكم يامريم بنت أوفي.. فلك منا الف تحية وتقدير وماشهدت الا بما علمت ( وارجو ممن لديه رقم للتواصل بها فليراسلني به علي المسنجر تكرما لا امرا..) مختار الطلحاوي.. لندن بتاريخ14 /1/ 2020"