فقيه موريتاني شهير يُبين أن المشكلة ليست في الموارد وإنما في الكفاءات البشرية

-A A +A
جمعة, 2020-01-17 20:13

 اعتبر الباحث الموريتاني البارز، رئيس اللجنة العلمية لمراجعة وتصحيح المصحف الموريتاني د. سيدي ولد عبد القادر ولد اطفيل، أن العنصر البشري هو رهان النهوض بالمجتمعات البشرية؛ مبرزا - في مقال تلقت "موريتانيا اليوم" نسخة منه - أن "الكون مسخر للإنسان القادر على الاستفادة من أدوات المعرفة التي ميزه الله بها عن الحيوان كما قال تعالى {والله أخرجكم من بُطُون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون}.

نص المقال:

"حقا ان العنصر البشري هو الذي عليه المدار في كل ما يتعلق بالنهوض بالمجتمعات البشرية، وذلك ان الكون مسخر للإنسان القادر على الاستفادة من أدوات المعرفة التي ميزه الله بها عن الحيوان كما قال تعالى (والله أخرجكم من بُطُون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون).

فبتشغيل هذه الأدوات والانتفاع بها يكون الانسان متصرفا في الكون منتفعا به كما قال تعالى :{هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا}، وقوله جل من قايل: {وسخر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعا منه}. وبدون تشغيل هذه الأدوات والانتفاع بها يكون الانسان متصرَّفا فيه كبقية الكون.

ولذلك تري كثيرا من الدول التي تملك ثروات هائله تصنف في ذيل الدول والامم وتعيش على فتاتها كما تعيش الحيوانات المعلوفة في الحظائر بما يقدمه لها أربابها من العلف وفضلة الطعام ، وتري كثيرا من الدول الراقية التي لا موارد لها كاليابان تعيش باستغلال موارد الدول المتخلفة بتصنيعها وإعادة تصديرها لانها استثمرت في العنصر البشري فأصبحت موارد الآخرين مسخَّرة لها متحكمة فيها.

واذكر اننا في نهاية القرن الماضي عند ظهور النفط فرح الناس به وتوقعوا طفرة كبيرة فقلت :

" تشوَّف هذا الشعب للنفط ضلةً& وما النفط الا كالحديد وكالسمك

سيشربه- ان كان - آكلُ ذينِكم & ويسلك ماقد كان في ذينكم سلك

وما كان هذا البؤس من نقص مورد & ولكنما جهل الشعوب بها فتك

فلا تنسب الحكام للشر وحدهم & ولا ترحمن شعبا خنوعا وان هلك

فَلَو كان في المحكوم خَيْرٌ وجدته & ولو مرة في الحاكمين ومن ملَك &

ولو كان في ذي الحكم خير اشاعه & بسلطانه في الناس فالشر مشترَك "