صحيفة عربية تتهم قطر بإذكاء الفتن في موريتانيا

-A A +A
اثنين, 2020-02-17 15:27

اتهمت صحيفة "العرب" اللندنية دولة قطر بمد استثمارها السياسي في الصراعات الطائفية إلى موريتانيا، عبر تحريض بعض الفئات ضد السلطة بذريعة التهميش، ليكونوا نواة لتسويق مفردات الثورة والحراك هناك؛ معتبرة أن الدوحة تسعى من وراء هذا التحريض إلى "تعويض خسائرها من وراء إخفاق الإخوان في المهمة الموكلة إليهم"؛ وفق تعبير الصحيفة.

وأضافت "العرب"، في مقال مطول، ان "من غير المتوقع أن يتوقف التحريض القطري ضد الحكومة الموريتانية في ظل استمرار تهميش الإسلاميين ونبذهم اجتماعيا، لذلك لجأت الدوحة إلى حضهم على مقايضة النظام تحت شعار، إما التشارك وإما التخريب، في سيناريو مكرر لما فعله الإخوان في كل بلد يريدون اختراقه".

واعتبرت أنه "لم يكن مستغربا أن يثير موقف موريتانيا ضد خطاب العنف والتطرف الذي تقف وراءه جماعات الإسلام السياسي، غضب واستياء أطراف تدعم تلك الجماعات بمن فيها جماعة الإخوان المسلمين في موريتانيا، فسارعت لالتقاط خبر حول اعتقالات في صفوف ما وصفته بدعاة العلمانية، وذكرت أن من بين المعتقلين ثلاثة أشخاص يواجهون تهمة القيام بأنشطة تنصير تدعو إلى المسيحية بين موريتانيين".

ونقلت الصحيفة عن مصادر صحفية، قولها إن التحقيقات التي خضع لها المعتقلون ركزت على "معرفة الجهات التي تقف خلف الائتلاف السياسي وتلك التي تموله"؛ مبرزة أن مراقبين يشير يسبرون إلى أن "قطر هي أكثر جهة تحوم حولها الشكوك، نظرا لعلاقتها السيئة بالحكومة الموريتانية التي تحارب أذرع الإسلاميين".

الصحيفة تطرقت، في مقال مطول نشرته في عددها الصادر هذا اليوم (الاثنين)، إلى إشراف الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني، مؤخرا، عل افتتاح "مؤتمر ضخم في العاصمة نواكشوط، امتد على مدى ثلاثة أيام من الجلسات والمناقشات، في الفترة من 21 إلى 23 يناير 2020، وشهد المؤتمر حضور 500 من العلماء والقيادات الدينية والسياسية، اتخذ خلاله موقفا موحدا ضد خطاب العنف في المنطقة"؛ مضيفة أن المؤتمر المذكور أكد في البيان الختامي على ضرورة التدخل العاجل للعلماء والقادة الدينيين “من أجل التصدي للعنف والتطرف الذي يتأسس على توظيف منهجية خاطئة في الاستدلال، ومفاهيم مغلوطة وتنزيل خاطئ للنصوص الشرعية”. وأصتفت أنه تم خلال المؤتمر، الذي أشادت به جهات إعلامية عديدة، إلقاء "محاضرات عديدة من بينها محاضرة للشيخ عبدالله بن بيه، رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة ورئيس مجلس الإمارات للإفتاء".

وبينت "العرب" أن الشيخ عبدالله بن بيه خلص، في محاضرته، إلى أن "الواجب اليوم هو البَحث عن السَّلام ووقف الاحتراب، الذي أرهق الأوطان وأساء إلى الأديان، تلك هي المهمة التي ينبغي أن نضطلع بها جميعا، تَأصيلا وتوصيلا، وأن تعقد من أجلها المؤتمرات وتطلق لها المبادرات، وأن تكون دعوتنا دعوة واحدة لإحلال السلم محل الحرب والمحبة مكان الكراهية والوئام بدل الاختصام، وأن نبحث عن مسوغات السلام بدلا من مبررات الفتن والحروب الجاهلية”؛ مختتما بالقول: "إنّ الحديث عن قيم السلام والمحبة في القارة الأفريقية ليس بدعة من القول ولا بدعة من العمل، إذ لم تفتأ المجتمعات الأفريقية تقدّم النموذج الحيّ على الرواية الإسلامية الأصيلة من خلال عقدها الاجتماعي القائم على مبادئ التعايش والوئام، والمؤسس على التسامح والسماحة، عقد اجتماعي يحيل الاختلاف ائتلافا والتنوع تعاونا، ويرشح الحوار حلا للخلاف، والصلح علاجا للنزاع".

وركزت المناقشات على أنسب الوسائل والأدوات “لتفكيك الخطاب الأيديولوجي للتطرف، وتصحيح تحريفه للكثير من المفاهيم في المجالين الديني والسياسي، وتفسيره غير الدقيق للنصوص الفقهية المجتزأة من سياقاتها وعدم احترامه للعلاقة التي تحكم خطاب التكليف بخطاب الوضع”. وقالت الصحيفة التي تصدر باللغة العربية في العاصمة البريطانية لنظن، إن علماء الدين في الساحل وغرب أفريقيا "يبذلون جهودا كبيرة من أجل إشراك الحكومات في الحرب ضد الإرهاب، من خلال استعادة الإسلام وإعادة هيكلة مفاهيمه وفق روح العصر، وتجديد صياغة الخطاب الديني، مع القيام بأعمال الوساطة والحوار وإعادة إدماج حملة الفكر المتطرف وتدريب الأئمة".

الصحيفة اعتبرت، في مقالها التحليلي، أن دولة "قطر لن تنسى اللطمة التي وجهها لها الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبدالعزيز، وجعلها تدفع ثمنا سياسيا باهظا، يتجاوز حدود موريتانيا، ففي 21 يونيو الماضي، قال الرجل، إنه ليس نادما على قطع العلاقات مع قطر، وشن هجوما لاذعا عليها، مؤكدا أن ما قامت به قطر تجاه بعض الدول العربية “يعادل ما فعلته ألمانيا النازية”، حيث أسهمت في خراب تونس وليبيا وسوريا واليمن، وتهديد أمن بعض الدول الأوروبية والغربية عبر دعمها للإرهاب".