ولد منصور يرد بعنف على تصريحات بيرام في جنيف

-A A +A
أربعاء, 2020-02-19 21:59

اعتبر القيادي في تيار الإسلام السياسي بموريتانيا، محمد جميل ولد منصور، أن حديث زعيم حركة "إيرا" النائب بيرام ولد الداه ولد اعبيد، في جنيف بسويسرا؛ خلال المؤتمر الذي نال فيه جائزة دولية، الذي وصف فيه موريتانيا بنظام "الأبارتايد المفروش في غرب إفريقيا"، مجانب للصواب ولا يخلو من نفس تحريضي.

وأوضح ولد منصور، في تدوينة نشرها في حسابه على موقع "فيسبوك" للتواصل الاجماعي، أن لا أحد ينكر مظالم الماضي الأليمة ولا وجود آثارها المشهودة، ولا حتى وجود مكونات ما تزال تعاني من التهميش والحيف؛ لكن ذلك لا يبرر وصفها بالأبارتايد؛ وفق تعبيره.

نص التدوينة: "استمعت لفيديو يتحدث فيه الرئيس بيرام ولد الداه يوم 18 من فبراير الجاري وخلفه لافتة لمؤتمر في جنيف لعله الذي نال فيه الجائزة الأخيرة، عن موريتانيا وحال أهلها، وصفها فيه بنظام لابارتايد المغروس في غرب إفريقيا وتحدث عن أقلية بيضاء تحكم وأكثرية سوداء تحكم بضم التاء، ونسب الظلم والحيف للنمط العربي الإسلامي السائد، وأشار مرات لمصطلح الشريعة بإيحاءات سلبية لا تخفى.

لقد بدا لي هذا الكلام مجانبا للصواب ولا يخلو من نفس تحريضي، أعرف أنه توجد في موريتانيا مظالم بعضها حقوقي وبعضها عرقي واجتماعي، وأدرك أن البعض يتستر على هذه المظالم وينكر ماضيها المؤلم ويتنكر لبقاياها المشهودة، وأحس أن بعض المكونات تعاني تهميشا وحيفا لا تخطئه العين، ولا أشعر أن سياسة التمييز الإيجابي تأخذ مداها وهي شرط في العدالة المطلوبة جبرا وتعويضا.

أعرف كل هذا وأعرف أنه لا يبرر وصف هذه البلاد بالأبارتايد، لا قوانينها تبرر ذلك ولا ممارساتها تصله أو تقترب منه. أما قصة الأغلبية والأقلية فتجاذب قديم وكل يخدم حساباته جمعا وطرحا بالثقافة واللسان أو باللون والمعاناة، والحقيقة أن منطق المواطنة المؤطرة بالإسلام الجامع الذي يتحدث عن موريتاني أفضل وأسلم من منطق الأغلبية السوداء مقابل الأقلية البيضاء أو منطق الأغلبية العربية مقابل الأقلية الزنجية. مارسوا السياسة كما تشاؤون وانتقدوا السلطة أو دافعوا عنها (كل من موقعه) ولكن لا تبالغوا ولا تحرضوا والبلد أهم وأكبر مصلحة وسمعة من تجاذباتكم".