رئيس الجمهورية يشرف على حفل تسليم جوائز حفظ وفهم المتون المحظرية (تقرير مصور)

ثلاثاء, 2021-02-09 15:52

احتضن المركز الدولي للمؤتمرات بنواكشوط، اليوم (الثلاثاء)، حفل توزيع جوائز النسخة الأولى من مسابقة جائزة رئيس الجمهورية لحفظ وفهم المتون المحظرية، المعلن عن نتائجها مؤخرا، والتي تم استحداثها لأول مرة في تاريخ البلد خلال العام الماضي، دعما لدور المحظرة الموريتانية في ضمان حفظ وتدريس المتون الشرعية. ب

دأ الحفل بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم ثم بعزف النشيد الوطني، قبل أن يباشر رئيس الجمهورية تسليم الجائزة الأولى في المسابقة للفائز بالمركز الأول ابراهيم ولد محمد الأمين، وذلك في مجال حفظ القرآن الكريم وحفظ المتون المحظرية التالية: نظم المحتوى الجامع للطالب عبد الله في رسم القرآن، وابن بري و الشاطبية في القراءات، والأخضري، وابن عاشر، والرسالة، ومختصر خليل في الفقه، والأجرومية، والفية ابن مالك في النحو، والفية السيوطي في البلاغة، ومراقي السعود في أصول الفقه، والمنهج المنتخب في قواعد الفقه، وألفية السيوطي في مصطلح الحديث.

ثم سلم الوزير الأول محمد ولد بلال الجائزة الثانية للمتسابق نور شريف الأمانة، وقد حفظ القرآن الكريم وأجيز في قراءة نافع ودرس متون: رسم الطالب عبد الله، وابن بري في المقرأ، نظم الاجرومية في النحو، وبعض المعلقات في اللغة والأدب، ولامية الأفعال في الصرف وألفية ابن مالك في النحو، ومراقي السعود في أصول الفقه، ومختصر خليل في الفقه، وربع مختصر صحيح البخاري للزبيدي، وألفية السيوطي في البلاغة، والسلم المنورق في علم المنطق، والمنهج المنتخب في قواعد المذهب، وتحفة المودود بمعرفة المقصور والممدود.

وفاز بالمركز الثالث المتسابق أحمد ولد ابراهيم ولد الشيخ الحسن الذي سلم له الجائزة وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي الداه ولد سيدي ولد أعمر طالب ؛ حيث حفظ المعني القرآن الكريم وأخذ الاجازة في قراءة نافع والتحق بالمدرسة النظامية وحصل على الباكلوريا شعبة الرياضيات بتفوق، وقد درس عدة متون من ابرزها : ألفية ابن مالك في النحو، ولامية الأفعال في الصرف، والشاطبية في القراءات، وبلوغ المرام في الحديث وطلعة الانوار في مصطلح الحديث ومرتقى ابن عاصم في الأصول وعمود النسب في التاريخ والغزوات في السيرة النبوية في محظرةالأسرة- محظرة الشيخ إبراهيم بن العلامة أبي بن حيمود- مركز تكوين العلماء - محظرة تنجغماجك المالكية- محظرة بلغربان ويواصل الآن دراسة مختصر خليل في الفقه، ويدرس في المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية شعبة الفقه والأصول.

وفي خطابه لدى افتتاح الحفل أوضح وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي أن الجائزة تجيد "وفاء وبرا للآباء والجدود من كل مكونات هذا الشعب الكريم، علاوة على أنها وفاء لمنهج الرباط الذي ساد في هذه البلاد منذ التأسيس الأول لدولة المرابطين على أديمها"؛ حسب تعبيره؛ مضيفا أنها تمثل "لفتة كريمة اتجاه علماء البلد وطلابه، ورسالة واضحة لهم مفادها أن مكانهم محفوظ ومنزلتهم مقدرة وجهدهم مطلوب"، مشيرا إلى كونها "تمثل أداة لخلق ميدان للتنافس المعرفي وتشجيع البذل والأداء العلمي وإبراز طاقات الشباب العلمية التي يحتاجها البلد أكثر من أي وقت مضى في هذا الظرف الدقيق الذي اختلط حابله بنابله والتبس حقه بباطله".

و قال ولد أعمر طالب: "هي تصالح أمين مع التاريخ وارتباط وتثمين لأخص خصائص أصالة هذا الشعب الأبي، والأمم إذا انفصلت من تاريخها واصالتها تكون مثل فاقد الذاكرة الذي لا يتوقع منه إنجاز وهي فوق ذلك كله اصطفاف مبارك مع الملائكة التي تضع اجنحتها لطالب العلم رضى بما يصنع".

الأمين العام لرابطة علماء موريتانيا الشيخ ولد صالح، قال في كلمته بذات المناسبة: "إننا اليوم في حفل خاص يجتمع فيه الماضي مع الحاضر، ويخبر فيه الواقع بمستقبل زاهر في بلد يجمع نظامه على الاعتراف بالفضل والجميل لسلف الأمة بتكريمه لنخبة من خلفهم فازوا في مسابقة حفظ وفهم المتون العلمية، ليواصلوا دور سفراء بلاد العلم والشعر والمرور. والقيم". وخلص ولد صالح إلى أنه لا يسع رابطة العلماء الموريتانيين في هذا المقام إلا أن تعبر عن شكرها لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني "على عنايته بالعلماء وعلى ما بذل من جهود في خدمة البلد وساكنيه"؛ منوها بما قال إنه "الدور المتميز لوزير الشؤون الإسلامية في تنظيم المسابقة وحسن تعاطيه مع العلماء والقطاع".

الفائز بالمركز الأول في مسابقة الجائزة الشيخ إبراهيم ولد محمد الأمين اعتبر ، في كلمة ألقاها باسم بقية الفايزين، أن "هذه الجائزة التي تم استحداثها لأول مرة في تاريخ البلاد تعد رافعة قوية كانت المحظرة وطلابها بحاجة إلى فتة تضاهيها لتحريك الركود ونفض الغبار عن كنوز علمية فريدة، كلما اعتُني بها عظمت استفادة الأمة من معينها الرقراق الذي لا ينضب".

واوضح ولد محمد الأمين أن رسالة العلماء والعارفين بالمتون المحظرية، هي "العمل على تحبيب هذا الدين إلى الناس وتقريبه من وجدانهم بزينة الرفق وحسن الموعظة، وأحسن الجدال"؛ مبينا أن ذلك "لا يتاتى إلا من أهل العلم العارفين بمعالم الشرع الذين لديهم من نور الفقه والغنم ما يمكنهم من تحديد اتجاه بوصلة الحق في عتمات الفتن"؛ على حد وصفه.