المؤتمر الدولي الأول حول الانتخابات وتحديات التحول الديمقراطي يصدر بيانه الختامي

أحد, 2021-02-21 15:06

 ورد خطأ في نشرتنا ليوم الجمعة 19 فبراير 2021 أن هذا المؤتمر  انطلق من عمان بالمملكة الأردنية الهاشمية.

وتصحيحا لهذا الخطأ ننشر البيان التالي الذي وردنا من المسؤول الإعلامي في اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات في  موريتانيا.

اختتمت أمس الأول الجمعة أعمال المؤتمر الدولي الأول حول الانتخابات وتحديات التحول الديمقراطي برئاسة الأستاذ ستار جبار رحمن ، المدير التنفيذي للمركز الأوروبي لدراسات الشرق الأوسط، ومشاركة مسؤولين وخبراء وباحثين ينتمون إلى منظمات إقليمية ومؤسسات أكاديمية ومراكز بحثية مختلفة في المنطقة العربية.

ويأتي انعقاد هذا المؤتمر الذي استمر يومي 18و 19 فبراير 2021 , عبر منصة افتراضية ، بمبادرة من المركز الأوروبي لدراسات الشرق الأوسط ، ودعم من المنظمة العربية للادارات الانتخابية.  

وقد تضمن جدول أعمال هذا المؤتمر العديد من القضايا الهامة نذكر من بينها العلاقة التكاملية بين الانتخابات والديمقراطية ،بين الوعي الانتخابي والوعي الديمقراطي، بين النظم الانتخابية وأشكال الحكم  وأنماط الاقتراع ، فضلا عن مشاكل الانتقال الديمقراطي ، والعنف الانتخابي ، والعامل القبلي ، وتأثير نمط الاقتراع النسبي على نظام التعددية الحزبية ، والتمثيل السياسي للمرأة، ودور الشباب في العملية الانتخابية، وأخيرا وليس ءاخرا دور الإدارات الانتخابية في ضمان نزاهة العملية الانتخابية وشفافيتها ومصداقيتها.

وفي كلمته الافتتاحية ، أشار الاستاذ ستار جبار رحمن ، رئيس المؤتمر الى أهمية الربط العضوي بين نتائج البحث العلمي في مجال العلوم السياسية والاجتماعية التي يمتلكها المركز الأوروبي لدراسات الشرق الأوسط وبين التجربة الانتخابية  الغنية التي تمتلكها المفوضيات والإدارات الانتخابية في منطقتنا العربية. 

ودعا إلى " ربط العمليات الانتخابية بشكل عضوي مع التحول الديموقراطي ، مبرزا أهمية الانتخابات الحرة بوصفها ركنا أساسيا - وإن لم يكن وحيدا - في الديمقراطية ، لأن العملية الانتخابية لا تشكل وحدها ضمانة للنفاذ إلى الديمقراطية وتوطين ممارستها وتكريسها في مجمل النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية "وقال " إن مجتمعاتنا اليوم بأمس الحاجة إلى دراسة ظاهرة التحول الديموقراطي وتتبع مساراتها المختلفة ،وتجلياتها المتباينة ،واخفاقات تطبيقها ، وما ينتج عن ذلك من حالات النكوص وعدم الثقة في الخيار الديمقراطي " .

 وبدوره تحدث أمام الجلسة  الافتتاخية معالي السيد محمد فال ولد بلال ، رئيس المنظمة العربية للادارات الانتخابية ، رئيس الهيئة الاستشارية للمؤتمر ، مبرزا  الدور الذي تقوم به المنظمة باعتبارها " مؤسسة إقليمية غير سياسية ، تعني بالجوانب الفنية من العملية الانتخابية، وتسعى إلى تعزيز القدرات  الذاتية لأعضائها وتبادل الخبرات فيما بينهم ، وصولا إلى الرفع من كفاءتهم وقدرتهم على تنظيم انتخابات حرة ونزيهة في بلدانهم ". 

وتحدث عن تأسيس المنظمة عام 2015 بمبادرة من ست إدارات انتخابية و كيف تمكنت من مضاعفة عدد أعضائها اليوم ، ومن  العمل ، بالتعاون مع شركائها الدوليين ، على تأسيس شبكة للمراة العربية في الانتخابات . كما أنها تستعد حاليا لإطلاق شبكة مماثلة للشباب ، وأخرى لذوي الإعاقة، في مسعى لتمكين كل هذه الفئات من المشاركة الفاعلة في العملية الانتخابية .

وفضلا عن ذلك قامت المنظمة بتنظيم العديد من الورشات والندوات حول موضوعات هامة من بينها استقلالية الإدارة الانتخابية ، وتسجيل الناخبين ، ومعالجة الطعون الانتخابية ، وتعزيز  مشاركة المرأة في الانتخابات ، ودور الإعلام في تعزيز نزاهة العملية الانتخابية.

ولدى الحديث عن إشكالية العلاقة التفاعلية بين العملية الانتخابية والتحول الديمقراطي ، وهي الموضوع الرئيسي في جدول أعمال المؤتمر ، أشار معالي السيد محمد فال ولد بلال ، إلى أن تقييم عملية التحول الديمقراطي بمفهومه الحديث ، فيما يتعلق بالعالم العربي ، يجب " إن يأخذ في الحسبان ثلاثة اعتبارات : 

الاول :غياب نموذج عربي أو إسلامي للحكم الديمقراطي يمكن الرجوع إليه واستلهامه . 

الاعتبار الثاني :  " محاولة خلق المؤسسات الديمقراطية قبل نشر الفكر الديمقراطي" - فيما يشبه وضع العربة أمام الحصان  - " عكسا  لما حدث في الغرب "، حيث مهد  فكر النهضة لتأسيس النظم الديمقراطية.  

الاعتبار الثالث : أن الديمقراطية عندنا لم تكن مطلبا جماهيريا نابعا من عمق المجتمع وثقافته؛ بل نتيجة لتحولات  عالمية فرضت نفسها على الجميع ، مما اضطر الأنظمة الديكتاتورية إلي مسايرتها والقبول شكلا بنظام التعددية الحزبية والدعوة إلى انتخابات تنافسية . 

وتساءل معاليه عما اذا كان بالإمكان اختزال الديمقراطية في صندوق الاقتراع قبل أن يجيب بالنفي ، مؤكدا أن مفتاح التحول الديموقراطي يكمن في نشر الوعي المدني والثقافة الديمقراطية اختيارا وسلوكيا وممارسة.