اكتمال تغطية وكالة الأنباء الموريتانية كامل الشريط الجنوبي للحدود

جمعة, 2021-07-02 13:11

أطلقت وكالة الأنباء الموريتانية رسميا مكتبها الجهوي في مدينة روصو عاصمة ولاية اترارزه لتكمل بذلك تغطيتها الميدانية للشريط الحدودي الجنوبي من البلاد؛ بما يجسده ذلك من بسط السيادة الإعلامية الوطنية ضمن تزايد تحديات الرقمنة وسيطرة تقنيات الإعلام والاتصال الجديدة في منطقة الداخل الحدودي مع جمهورية السنغال المجاورة.

ولدى إشرافه على تدشين المكتب الجهوي الجديد لواحدة من أعرق مؤسسات الإعلام العمومي الوطنية وأكثرها حضورا في المشهد الوطني، أكد وزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان، الناطق باسم الحكومة المختار ولد داهي أن هذا الحدث يندرج في إطار تجسيد الالتزامات الواردة في البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، خاصة فيما يتعلق بتقريب المرافق العمومية من المواطنين، وتجهيز مرافق إعلامية قادرة على الاضطلاع بمهام إخبارية وتعليمية وتثقيفية هامة.

وبين ولد داهي أن المكتب الجديد، الذي تم افتتاحه ضمن خطة إصلاح وتوسيع وعصرنة وتطوير الوكالة الموريتانية للأنباء والتي أعطت أكلها من خلال مؤشرات سرعة وجودة وتعدد الخدمات، يتوفر على المصادر البشرية والتجهيزات الفنية اللازمة، مشيرا إلى أن الإعلام العمومي شهد مؤخرا تطورا ملحوظا.

تدشين المكتب الجهوي لوكالة الأنباء الموريتانية في روصو جاء، بعد غيره من المكاتب الجهوية للمؤسسة في مختلف ولايات البلد، في إطار برنامج طموح اعتمده المدير العام للوكالة، العميد محمد فال ولد عمير ضمن توجه يقوم على لامركزية الإعلام العمومي وتقريب خدماته من المواطنين اينما كانوا، سبيلا إلى توفير المعلومة الصحيحة في الوقت المناسب وتمكين جميع الموريتانيين من طرح مشاكلهم والتعبير عن آرائهم حول البرامج التنموية التي تنفذها الحكومة في مختلف مدن وقرى وأرياف الوطن.

كما يشكل افتتاح مكتب روصو خطوة بالغة الأهمية ضمن بسط السيادة الوطنية في المجال الإعلامي داخل منطقة تداخل حدودي ضمن فضاء إعلامي بات أكثر انفتاحا وسرعة انتشار المعلومات دون إذن ولا حواجز؛ ولعل حرص المدير العام للمؤسسة على اختيار يوم فاتح يوليو لتدشين المكتب الجهوي الجديد تجسيد فعلي الرمزية هذا التوجه حيث كان اليوم نفسه من العامة 1975 تاريخ إطلاق أول برقية للوكالة الموريتانية للصحافة آنذاك (الوكالة الموريتانية للأنباء حاليا).

المدير العام للوكالة الموريتانية للأنباء، العميد محمد فال ولد عمير ، أعرب بذات المناسبة عن كامل شكره وامتنانه لوزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان ولكل من حضر فعالية تدشين المكتب الجهوي للوكالة على مستوى ولاية اترارزه بعد اكتمال أعمال ترميمه وتجهيزه.

وأضاف ولد عمير أن هذا الانجاز يندرج في إطار برنامج طموح وخطة عمل تبنتها الوكالة، سعيا منها للمشاركة في بناء علاقة جديدة هدفها القرب من المواطن والاهتمام بربطه بما يدور من حوله ومنحه الفرصة للحديث عن نفسه.

وقال إن الخطة الخمسية التي تبنتها الوكالة الموريتانية للأنباء تنطلق من مواءمة المؤسسة مع رسالتها بوصفها الموزع الرئيسي للأخبار الوطنية، خاصة، الرسمي منها، وذلك ما يتطلب، من بين أمور أخرى، الحضور الفعال في الولايات الداخلية وتطوير آليات الاتصال لتمكينها من توصيل منتجها في أحسن الظروف.

وأكد أنه تم فتح مكاتب جديدة للوكالة في بعض عواصم الولايات الداخلية كلعيون والنعمة وستبدأ الأعمال، قريبا، في كل من كيفه وألاك وكيهيدي؛ مبرزا أنه تم استحداث القطاع السمعي البصري في خدمات وكالة الأنباء الموريتانية ضمن هذا التوجه الهادف إلى تطوير المؤسسة وخدماتها؛ ما مكن من ولوج الوكالة لمختلف الوسائط الاجتماعية بجودة ومهنية عاليتين، وتم على مستوى الصحافة الورقية استحداث مجلتين شهريتين تصدران عن يوميتي الشعب وأوريزوه في ثوب عال المستوى من ناحيتي الشكل والمضمون.

و أعلن المدير العام، في كلمته، عن إقرار النظام الأساسي للمؤسسة بطريقة تراعي حقوق العمال انطلاقا من مؤهلاتهم العلمية وكفاءتهم وأقدميتهم في العمل بكل شفافية وموضوعية، مشيرا إلى أن جزءا هاما من هذا النظام الأساسي تم تطبيقه، راجيا أن يتم تطبيق بقيته في أقرب الآجال؛ مضيفا أن هذه الأهداف تحققت وأن هنالك طموحات سيتم العمل على استشرافها في المستقبل القريب، من ضمنها تأهيل وتجهيز المكاتب الجهوية المتبقية مما سيسمح بتغطية جميع الولايات في إطار لامركزية الإعلام والقرب من المواطن، وإطلاق مشروع رقمنة الأرشيف وخدمة الأخبار السريعة عبر الأنترنت.

و بين ولد عمير أن هذه المكتسبات وتلك الطموحات تتنزل في إطار حكامة رشيدة وبرنامج تنموي هام رسمه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في أولويات مأموريته التي تقارب الآن سنتان؛ منبها إلى أن هذه الفترة القصيرة في مدتها الكثيفة في مردوديتها تميزت بتكريس قيم الشفافية والاحترام والنزاهة والوئام الوطني وانسجام الطيف السياسي والاستقرار والتشبث بالموروث الأخلاقي والتعاضد والتآزر بين مختلف طبقات الشعب، فأصبح الإنصاف والاستقامة والجدوائية مرتكزات فقه مرحلة ما بعد فاتح أغسطس 2019.