حملة الشهادات في مزرعة أمبورية .. تجربة اقتصادية واجتماعية رائدة

ثلاثاء, 2021-08-03 10:44

تعتبر مزرعة أمبورية التي أنشئت أواخر ستينيات القرن المنصرم في مدينة روصو نموذجا رائدا وحيا لزراعة الأرز المروي في موريتانيا.

ففي سياق التعاون المشترك بين موريتانيا وجمهورية الصين الشعبية أشرف الفنيون الصين على مزرعة أمبورية باكورة تحديث وتطوير  المجال الزراعي  فنيا وتقنيا (مضخات، آليات، قنوات ري وصرف)،وعلى صعيد عصرنة وتنويع الإنتاج (مادة الارز).

مرت مراحل استغلال مزرعة أمبورية من رجال الأعمال إلى الهيئة العربية ثم إلى مؤسسة إسبانية لفترة قصيرة. منذ العام 2011 عرفت مزرعة أمبورية -التي بلغت مساحتها 4آلاف هكتار-أهم تجربة في مسيرتها وتاريخ الزراعة المروية في البلد عموما وذلك بتوزيع 1850 هكتار على 185 فردا من المهندسين وحملة الشهادات العليا توخيا لتحقيق أهداف التشغيل وتطوير وزيادة الإنتاج بعد أن استفادوا من دورة تكوين مهني في الثانوية المهنية ببوكى على يد متخصصين وأساتذة مهنيين.

ورغم عوائق وصعوبات رداءة الاستصلاح في جزء التوسعة وغزو الأعشاب في جزء المزرعة القديم وعدم توفر آليات الحصاد الذي تسبب فى تلف المحصول لأكثر من مرة فإن أن نجاح هذه التجربة كان فوق المتوقع.

وصل متوسط إنتاج الأرز 5 أطنان للهكتار لأول مرة في تاريخ المزرعة،كما وصل متوسط إنتاجها السنوي 20 ألف طن خلال موسمين في حين لم يتجاوز ألفين في مراحل سابقة محققة بذلك دخلا ومعاشا  في الحالة العادية  ل 185 فردا ولعوائلهم،زيادة عن عدد من مآت العمال وأسرهم،وانعكاسات ذلك على الاسواق المحلية في مدينة روصو وضواحيها.

وفضلا عن 950 طنا تصرف في الزكاة تعتمد قطعان ماشية القرى والقصور (لكصور) وآدوابه المجاورة  على مراعي وحشائش المزرعة.

على صعيد  أكثر أهمية،وربما لم يكن في الحسبان شكلت تجربة حملة الشهادات في مزرعة أمبورية فتحا جديدا في المجال الزراعي وحدثا فاصلا بين مرحلتين متباينتين:

_ مرحلة كانت الزراعة مهنة مزدراة ترتبط مفهوما وقاموسا بأبشع مظاهر التخلف والانحطاط.

_مرحلة جديدة صارت الزراعة اقتصاد النخبة وصفوة رجال الأعمال ومحط أنظار المستثمرين وكبار النبلاء.

يجب أن تشفع لحملة الشهادات حسناتهم وفضائلهم على القطاع الزراعي رغم ما لاقوه من صعوبات وكوارث وأمطار أتلفت محاصيلهم مرة بعد مرة،وما واجهوا من عوائق  النجاح التي لا تزال معظم آثارها السلبية متجلية في واقع الزراعة اليوم.  

قضية حملة الشهادات في مزرعة أمبورية يزداد إلحاحها يوما بعد يوم كلما طال أمد انتظار هذه المجموعة في تحقيق مطالبها  بالانصاف وحقها في التعويض عن تعطيل سنتين تحت ضغط وإكراهات الجائحة المتجددة للأسف ومطالبات الديون،وإعادة استصلاح أولي سريع،وجدولة الدين مع التمويل،والحصول على أوراق استغلال على غرار التعاونيات...

ولئن طال الأمد فلن يكون دافعا لليأس وستظل قلوبنا منعقدة على أمل في الإنصاف وتحقق المطالب ينسينا مرارة الظلم وألم الإنتظار.

أمل في ظلال عهد جديد عبر الخطاب التاريخي الاخير لفخامة رئيس الجمهورية في مدينة روصو عن تجلياته الكبرى في سعي موريتانيا الحقيقي والجاد إلى تحقيق اكتفائها الذاتي وسيادتها الغذائية بجهود أبنائها المخلصين.

إن تجسيد ملامح إصلاح جديد ارتسمت فعليا في إسناد القطاع الزراعي إلى مهندس وخبير بهذ القطاع خطوة تبعث على الاطمئنان وتحفز أملنا في العدالة والإنصاف وتحقيق المطالب أكثر من أي وقت مضى. 

 حملة الشهادات المزارعين(مزرعة أمبورية)

المناديب/

_سيد أحمد امحمد

_محمد الامين محمود