حمالة الميناء يرفضون مساعي تسييس ظروفهم

-A A +A
جمعة, 2021-11-05 10:54

استغرب العديد من الحمالة العاملين في ميناء نواكشوط المستقل (ميناء الصداقة) ظهور حراك يرفع من يقفون وراءه شعارات من قبيل المطالبة بتسوية أوضاع مجموعات من هؤلاء بدعوى أن المعنيين هم من يطالبون بذلك.

ويؤكد أغلب المناديب والمتحدثين الفعليين باسم هؤلاء أن قضية الحمالة كانت تشكل ورقة تساوم بها بعض الأطراف خلال السنوات الماضية لابتزاز الإدارات المتعاقبة على المؤسسة المينائية الوطنية من جهة، ومحاولة استغلال المعنيين لأغراض سياسية خلال الاستحقاقات الانتخابية أو النقابية، من جهة ثانية.

ذلك أن الشعارات والمطالب التي يتم استغلالها اليوم في إطار محاولات مستميتة لتأزيم الأمور وإعاقة سير العمل في الميناء؛ خاصة في ظرفية بالغة التعقيد كالتي سببتها ظروف الجائحة، هي ذاتها التي تقدم بها الحمالة أنفسهم وفاوض عليها مناديبهم مع إدارة الميناء دون ترجمان ولا وسطاء؛ والتي تمت تسويتها وسط رضى وارتياح المعنيين الذين أجمعوا على تثمين روح التجاوب والتعاطي غير المسبوقة التي عاملتهم بها الإدارة الحالية للمؤسسة، بفضل توجهيات رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني و تطبيقا لبربامج "تعهداتي" الذي أوصى فيه بالعناية الكبيرة بالطبقات الهشة و الفقيرة.

وهكذا شهدت سنة 2021 جملة إصلاحات وصفها الحمالة أنفسهم بغير المسبوقة، حيث استفاد منها المئات من هؤلاء، مشيدين بسرعة وشمولية تنفيذ تلك الإصلاحات التي طالما شكلت أهم عريضة مطلبية لديهم؛ بما في ذلك الحصول على التأمين الصحي والضمان الاجتماعي.. وفي تفاصيل تلك الإجراءات التي جسدت تحقيق مطالب الحمالة على مدى سنوات طويلة، توقيع اتفاقيتين بين الميناء ونقابات الحمالة؛ أولاهما بتاريخ 23 يناير 2021 تضمنت العودة لنظام العمل 24 يوميا، مع تسوية وضعية 1000 من عمال التفريغ (الحمالة) استلموا، بالفعل، سجلاتهم الخاصة بالضمان الاجتماعي.

وعلى مستوى الاستفادة من التأمين الصحي تمت المصادقة على 484 بطاقة تأمين من أصل 700 نظرا لعدم اكتمال الشروط والمعايير المعمول بها ضمن نظام التأمين الصحي، مع مواصلة العمل على إكمالها.

ينظر أغلب الحمالة اليوم لهذا الحراك الجديد بكثير من الريبة ويرون فيه سعيا واضحا لتسييس وضعيتهم ومحاولة استغلالهم وسيلة للابتزاز وتكريس نهج استغلال الطبقات العاملة لأغراض لا صلة لها بواقعها ولا بظروف عملها أو مطالبها النقابية المشروعة.

ولعل تأكيد الأغلبية الساحقة للحمالة ومناديبهم الميدانيين على أهمية ووجاهة الإصلاحات والمبادرات الملموسة التي اتخذتها إدارة الميناء الحالية، والتي يجمعون على الإشادة بها وتثمينها، مع رفض الانسياق وراء محاولات العودة بالأمور إلى المربع الأول؛ شكل ردا قويا وحازما من أصحاب القضية المباشرين على من باتوا يتخذون من استغلال الطبقات العمالية الكادحة مطية للعبور السياسي وكسب امتيازات مادية ظرفية، ضيقة.