البروفسير سيد الشيخ يثمن إعلان الحكومة إجراء تعداد عام للسكان و المساكن

خميس, 2021-12-09 00:39

أحسنت الحكومة اليوم بإعلانها بدأ الإحصاء العام الخامس للسكان والمساكن من أجل تحديث المعطيات السكانية والاقتصادية للبلد وتأتي هذه الخطوة بعد إنشاء الوكالة الوطنية للإحصاء والتحليل الديموغرافي والاقتصادي على غرار Insee في فرنسا وCensus Bureau في الولايات المتحدة الأمريكية.

إن دولة تجهل المعطيات الحقيقية لسكانها لا يمكن أن تعمل برمجة فاعلة ولا خطة ناجعة من أجل تنمية البلد وهنا نريد من الوكالة الوطنية للأحصاء أن تجعل النتائج الأساسية لعملية الإحصاء متاحة وعلى الإنترنت لكل المهتمين بهذه المعطيات.

ماهو حجم القوة العاملة في البلد وكم عدد العاطلين القادرين على الإنتاج وكم هو عدد الأجانب الموجودين حقيقة بيننا وكم عدد المتسربين من المدارس وكم عدد المتقاعدين من مختلف القطاعات و القادرين منهم على العمل والذين يمكن للدولة أن تستفيد منهم في التعليم والصحة والأمن مثلا وماهي تخصصات العاطلين والذين سيتخرجون في المستقبل: هذه بعض المعطيات التي نرجو أن تكون متاحة إثر هذه العملية الإحصائية...

سيمكننا هذا الإحصاء الشامل أيضا من معرفة عدد المواطنين الموجودين  في المساكن العشوائية ونسبة الأمية بين السكان.

من ناحية اخرى من المعروف أن جامعتنا الوحيدة صارت مكتظة وقد نضطر إلى فتح جامعات جديدة قريبا في كيهيدي ولعيون وتجكجه وانواذيبو وروصو حتى لا ترحل الأسر جميعها إلى العاصمة من أجل تدريس أبنائها وبناتها وهي ظاهرة باتت تهدد في الآونة الأخيرة جل مدننا الداخلية للأسف...

المثل يقول أعرف نفس وقدراتك فبل الانطلاق ونرجو أن يكون هذا الإحصاء الخامس بداية جديدة في سبيل تنمية بلدنا الذي يحتاج إلى نقل حضري وطرق سليمة وصحة متاحة وتعليم جمهوري و  تكوين مهني يتماشى مع حاجات السوق وسكن اجتماعي لائق ودولة يرى فيها كل مواطن نفسه ومصلحته ومستقبله من أجل القضاء التدريجي على الفوارق والحساسيات العرقية والشرائحية بتوزيع معقلن للثروة في دولة القانون.

هذا أملنا وهو قابل للتحقيق وكدليل على إمكانيته هو ظهور دولتنا نفسها إلى الوجود من الكثبان الرملية الجافة حينها منذ 61 عاما على يد من آمنوا بحتمية النجاح والبناء في مشروع وطني جامع. 

عاش الوطن فوق كل اعتبار.

سيدي الشيخ