تكليف محمد الحسن ولد لبات بقيادة لجنة خارطة الطريق الإفريقية حول ليبيا (نص البيان)

جمعة, 2022-07-15 14:25

اختارت أطراف الأزمة في ليبيا الدبلوماسي الموريتاني؛ الموظف بمفوضية الاتحاد الإفريقي، محمد الحسن ولد لبات؛ لرئاسة لجنة الإشراف والمتابعة الخاصة لخارطة الطريق الإفريقية المصالحة الوطنية في ليبيا.

وأوضح ممثلو الأطراف الليبية في بيان أصدرته في ختام اجتماع عقدوه، الخميس في برازافيل: عاصمة الكونغو، أن الاجتماع الأول اللجنة الفنية للإشراف والمتابعة لمشروع خارطة الطريق الإفريقية المصالحة الوطنية الليبية؛ الذي انعقد بدعوة من وزير الخارجية والفرانكفونية الكونغولي جون كلود؛ خلال الفترة ما بين 12 و 14 يوليو الجاري؛ في إطار جهود اللجنة رفيعة المستوى بالشأن الليبي؛ وبتنسيق مع مجلس النواب والمجلس الرئاسي بدولة ليبيا العضو بالاتحاد الافريقي، والتي دعي إليها ممثلون عن مجلس النواب والمجلس الرئاسي وتيار المرشح سيف الاسلام القذافي؛ فقد تقرر اختيار نواب لولد لبات ضمن أعضاء اللجنة.

ويعتبر ولد لبات دبلوماسيا موريتانيا وخبيرا في القانون الدستوري؛ سبق له أن تولى مناصب حكومية سامية من أبرزها منصب وزير الخارجية، و سفيرا لموريتانيا في دول بينها جنوب إفريقبا؛ كما تولى رئاسة جامعة نواكشوط وشارك في صياغة أول دستور تعددي في البلاد سنة 1991.

اختاره الاتحاد الإفريقي في أزمة السودان الناتجة عن الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير وحقق نجاحا دبلوماسيا غير مسبوق من خلال جمع الأطراف في هذا البلد حول خارطة طريق توافقية جامعة.

نص البيان : 

بسم الله الرحمن الرحيم 

{انما المؤمنون اخوة فأصلحوا بين اخويكم}.. صدق الله العظيم بدعوة كريمة من صاحب المعالي جون كلود وزير الخارجية والفرنكوفونية والكونغوليين بالخارج بجمهورية الكونجو.

أنعقد في برازافيل، ما بين الثاني عشر والرابع عشر من شهر يوليو 2022م الاجتماع الأول للجنة الفنية للإشراف والمتابعة لمشروع خارطةً الطريق الأفريقيةً للمصالحة الوطنية الليبية؛ وذلك بناء على دعوة من اللجنة رفيعة المستوى بالشأن الليبي؛ وبتنسيق مع مجلس النواب والمجلس الرئاسي بدولة ليبيا العضو بالاتحاد الافريقي والتي دعي إليها ممثلين عن مجلس النواب والمجلس الرئاسي وتيار المرشح سيف الاسلام القذافي، تحت الرعاية السامية لصاحب الفخامة دانيس ساسو نغيسو رئيس جمهورية الكونغو ورئيس لجنة رفيعة المستوى للشأن الليبي.

وخلال هذه الدورة تشرف أعضاء اللجنة بمقابلة صاحب الفخامة دانيس ساسو نغيسو الذي خص أعضاء اللجنة بحديث بالغ الأهمية حول اهتمام الاتحاد الأفريقي وشعوب القارة بضرورة الإسراع بشتى السبل والوسائل بحل أزمة الشقيقة ليبياالمؤسس البارز لمنظمة الوحدة الأفريقية وللاتحاد الافريقي.

كما أكد فخامته على وجوب أن تستعيد ليبيا دورها في بناء المشروع الاندماجي التحرري لأفريقيا؛ وعلى ضرورة تعبئة كافة الطاقات المحلية والافريقية والدولية من أجل السلام والتسامح والمصالحة والاستقرار والديمقراطية والنماء في ليبيا.

وأثناء هذا الاجتماع قدم السيد وزير الخارجية خطابًا توجيهيا متميزاً إلى الحاضرين ركز فيه على توجيهات السيد الرئيس علي أهمية مشروع المصالحة ومركزيتها لمعالجة كافة أوجه الأزمة الليبية ذات الأبعاد المتعددة (سياسياً واجتماعياً وأمنياً واقتصادياً)

.1 في نهاية الاجتماع صادق المجتمعون على عدة مبادئ مرشدة لمسار المصالحة الوطنية وهي:

-1- الرفض التام لكل شكل من أشكال تدويل الأزمة الليبية وضرورة النأي بمسار المصالحة عن التدخلات الاجنبية، وأن يتملك الليبيون دون غيرهم مشروعها.

2- الحرص على أن تكون المصالحة مشروع لا إقصاء فيه لأي مكون من المكونات السياسية والعسكرية والاجتماعية.

3- تجريم اللجوء لخطاب الكراهية والتحريض على الاقتتال وأعمال العنفوالحقد والاحتقار والشتم والقذف والتعالي؛ وغير ذلك من المواقف والسلوك المنافي اللإخاء والتفاهم والتضامن والصفح.

4- التمسك بوحدة الوطن وعزته وكرامته واستقلاله وحريته والحرص على رفاهية شعبه وتمتعه بالأمن والاستقرار والمساواة والديموقراطية واحترام حقوق الانسان.

5- تحقيق العدل والإنصاف وجبر الضرر والاعتراف بحقوق ضحايا الحروب والانقسام وإطلاق سراح سجناء الرأي من أولويات المصالحة الوطنية.وفي هذا السياق أقر المجتمعون خطة للدفع بمشروع المصالحة بصورة منهجية وتدريجية محكمة وفق الإطار العام للرؤيا الاستراتيجية للمصالحة الوطنية التي أعدها خبراء وطنيون من مجلس التخطيط الوطني ومركز دراسة القانون والمجتمع - بجامعة بنغازي؛ وأقرها وأطلقها المجلس الرئاسي وباركها كل من :

رئيس مجلس النواب والتي اعتبرها امتدادا لمبادرته للسلام، ورئيس مجلس الدولة من خلال مشاركتهما في حفل إطلاق الاستراتيجية بطرابلس بتاريخ 2022/2/22م.

كما أشاد المجتمعون بكافة المبادرات التي قدمت إلى المجلس الرئاسي بشأن استراتيجية المصالحة الشاملة، واتفق الحاضرون على اتخاذ عدة إجراءات تنظيمية إدارية وفنية تهدف إلى الإسراع في عقد اجتماع تحضيري من أجل الإعداد للمؤتمر الوطني للمصالحة الشاملة؛ مع التأكيد على عدم إقصاء أي طيفسياسي أو اجتماعي أو عسكري له علاقة بالأزمة الليبية

.2 أقر المجتمعون تكليف البرفسور محمد الحسن لبات (المكلف من الاتحاد الأفريقي) برئاسة لجنة الإشراف والمتابعة؛ على أن يتم اختيار نواب له من بين أعضاء اللجنة المكلفة، ووجب الإشادة بالروح الوطنية العالية التي طبعت المداولات مما سهل اتخاذ كل القرارات بالإجماع التام والتسامي النبيل عن كل أسباب ودوافع الفرقة والجدل والمشادات السلبية فلقد أعطى كل أعضاء اللجنةأروع مثال على روح التنازل المتبادل والتآخي والتصالح.

أن الجو والسلوك اللذان طبعا أعمال اللجنة كان خير مثال لما يجب أن يتحلى به كافة الفرقاء المنخرطون في مشروع المصالحة الوطنية لما حمل من قيم ومثل وأخلاق رفيعة مؤسسة لمستقبل و ّضاء لليبيا العظيمة.

أكدت اللجنة على أن المصالحة هي العمود الفقري للخروج من الأزمة الأليمة التي ما تزال البلاد ضحية لدوامتها، وتدعو اللجنة أيضاً كافة الفرقاء إلى تغليب مصلحة الوطن والشعب، وتناسي خلافات الماضي والتطلع إلى بناء مستقبلمشرق.

وفي الختام أعلن الحاضرون امتنانهم لجمهورية الكونغو رئيسا وحكومة وشعبا على ما وفروه من ظروف جيدة لإنجاح الاجتماع، وما أحاطوا به أعضاء اللجنة من حسن استقبال وكرم ضيافة، كما وجهوا دعوةً صادقةً لكل القوى السياسية والاجتماعية والعسكرية للتعاطي الإيجابي مع انطلاق عملية المصالحة الوطنية الشاملة للإسراع بتنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية حرةٍ ديمقراطية ونزيهة على أسس دستورية دون إقصاء بأسرع الآجال الممكنة.

والله ولي التوفيق