موريتانيا تستقبل رمضان بجحيم الغلاء

-A A +A
جمعة, 2014-07-04 03:13

في أقصى شمال غرب القارة الأفريقية، حيث موريتانيا ، يعاني المواطنون في شهر رمضان ارتفاعا مذهلا في أسعار المواد الغذائية وانقطاعا متكررا للكهرباء وأزمات تحولت على أثرها حياة نسبة كبيرة من الموريتانيين إلى جحيم لا يطاق في ظل الجفاف الذي ضرب المناطق الرعوية والزراعية في البلاد.

ويعيش أكثر الموريتانيين على تربية المواشي والزراعة، وهو ما دعا عدة منظمات دولية إلى التحذير من مخاطر مجاعة قد تضرب بعض المناطق في موريتانيا قريبا.

وتصل نسبة الفقر في موريتانيا حسب الإحصاءات الرسمية إلى نحو 47% من إجمالي عدد السكان البالغين نحو 3.8 مليون نسمة.

ارتفاع فى الأسعار

وسجلت المواد الأساسية ارتفاعا في أسعارها بسبب جشع التجار وضعف الرقابة الحكومية على الأسواق حسب محللين، حيث زادت أسعار اللحوم والخضروات والتمور بنسب عالية لم يفلح معها برنامج الحكومة الذي أطلقته تحت شعار "إفطار الصائم " لمواجهة ارتفاع الأسعار تخفيفا على الأسر ذات الدخل المحدود، بالإضافة إلى برنامج "دكاكين أمل" الذي يستهدف توفير المواد الأساسية بأسعار مخفضة.

وقال منسق برنامج "إفطار الصائم" محمد الهادي ولد الطالب، في تصريحات لـ "العربي الجديد" اليوم الخميس، إن الدولة رصدت 400 مليون أوقية للبرنامج (1.4 مليون دولار)، وكلفت بتنفيذه مفوضية الأمن الغذائي التي اشترت بدورها المواد التي يحتاجها الصائم في شهر رمضان وقامت بتسليمها إلى وزارة الشؤون الإسلامية وإيصالها إلى مستحقيها.

وأوضح ولد الطالب، أن المواد الغذائية التي توزع تشمل الأرز والسكر والحليب المركز، وبلغت الكميات الإجمالية التي تم توزيعها نحو 630 طن أرز، 540 طن سكر، و200 طن حليب مركز.

لكن المواطنين يشتكون من قلة المواد الغذائية المتوفرة في "دكاكين أمل" ويتهمون الحكومة بالتخلي عنهم عبر السماح للتجار برفع الأسعار دون مبرر.

وقال المواطن إسلم ولد حبيب، للعربي الجديد، "الأسعار أصبحت لا تطاق. ارتفع سعر اللحم إلى أكثر من 2000 أوقية (7 دولارات) كما ارتفعت أسعار الخضراوات بشكل كبير".

وعن رأيه في الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الموريتانية لمواجهة ارتفاع الأسعار، قال ولد حبيب "هذا مجرد كلام نسمعه في الإذاعة والتلفزيون ".

انقطاع متكرر للكهرباء

يضاف إلى ارتفاع أسعار الغذاء، أزمة انقطاع الكهرباء في موريتانيا، حيث تشهد معظم أحياء العاصمة نواكشوط انقطاعات شبه يومية للكهرباء كما تعطل المولد الكهربائي الذي يوفر الكهرباء لعدة قري مجاورة لمدينة "ألاك" عاصمة ولاية "لبراكنة" في وسط البلاد، ولا زال المواطنون في هذه القري يعيشون بلا كهرباء منذ بداية شهر رمضان إلى الآن في ظل الصيف القائظ هذا العام.

وكان الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز المتجددة ولايته بعد فوزه في انتخابات الرئاسة في 21 يونيو/حزيران الماضي، قد صرح خلال حملته الانتخابية، أن بلاده ستكون رائدة في مجال إنتاج وتصدير الكهرباء إلى الدول المجاورة، وهو ما أدي إلى موجة من السخرية على صفحات التواصل الاجتماعي بعد انقطاع الكهرباء المتكرر.

وتعاني مدينة انواذيبو (شمال موريتانيا) من انقطاع للكهرباء تبعه انقطاع تام للمياه منذ يومين مما جعل المواطنين يلجؤون إلى استجلاب الماء بطرق بدائية.

وصرح مدير شركة الوطنية للماء في انواذيبو، أمس الأربعاء لوسائل الإعلام المحلية أن الماء سيعود إلى مدينة انواذيبو خلال يومين، مرجعا سبب الانقطاع إلى خلل أصاب الأجهزة التي تشغل المضخات على مستوى المدينة بعد انقطاع للتيار الكهربائي.

جفاف يهدد الثروة الحيوانية

تشكل الثروة الحيوانية في موريتانيا مصدرا لرزق العديد من السكان وخاصة سكان الريف فمنها تمويل ميزانيتهم السنوية من أكل وشرب وسكن وثياب ومنها تسديد حاجياتهم المختلفة الضرورية وحتى الكمالية.

وتعاني البلاد من موجة جفاف حادة بسبب التصحر وقلة الأمطار في موسم الخريف خلال العام الماضي، وتشهد الولايات الشرقية والوسطي حالات نفوق للمواشي بسبب قلة المراعي وغلاء الأعلاف كما شهدت المناطق القريبة من الحدود المالية عبور العديد من رعاة الماشية والأغنام الموريتانيين إلى الأراضي المالية بحثا عن الكلأ والعُشْب.

وقد حذر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم من تفش المجاعة في بعض مناطق موريتانيا. وقال التقرير الذي نشر في مارس/ أذار الماضي إن أكثر من 635 ألف شخص في موريتانيا يحتاجون للغذاء وأن البلاد تعيش "وضعا غذائيا صعبا".

 

العربي الجديد- محمد فال الشيخ