نجاح التيار الوسطي في لقاء رئيس الجمهورية بأطر مقاطعة مونكل

-A A +A
سبت, 2015-04-25 22:30

شهد لقاء رئيس الجمهورية، محمد ولد عبد العزيز الليلة البارحة في كيهيدي مع أطر ومنتخبي مقاطعة مونكل إجماعا غير مسبوق بين هؤلاء، وانسجاما حول عريضة المطالب التي تقدموا بها؛ الأمر الذي قوبل بارتياح واضح من قبل الرئيس، خاصة وأن اجتماعاته مع ممثلي بعض مقاطعات ولاية كوركول الأخرى، شهدت صراعات حادة وخلافات علنية أمامه..

وعزى بعض العارفين بالمشهد السياسي التقليدي في ولاية كوركول عموما، وتركيبة التحالفات التقليدية المحلية على مستوى مقاطعة مونكل على وجه الخصوص؛ هذا الانسجام الاستثنائي بين ممثلي المقاطعة خلال اجتماعهم بالرئيس محمد ولد عبد العزيز؛ إلى الدور البارز للمدير الإداري والمالي بوزارة الصحة؛ بونه ولد القطب، و محاولة  إنهاء حالة الانقسام والاستقطاب التي كانت سائدة في مونكل جراء وجود تيارين، أحدهما يضم القوى التقليدية القديمة التي كانت تهيمن على المشهد المحلي وتتحكم في توجهاته وتقصي كل من يخرج على تلك الهيمنة؛ فيما يضم الثاني تيارا مناوئا يطالب بتجديد الطبقة السياسية المحلية وإنهاء سيطرة المجموعة التقليدية القديمة..ثنائية ساهمت، إلى حد كبير، في تردي الأوضاع العامة لسكان المقاطعة ومنعت بروز رؤية تنموية موحدة طيلة السنوات الماضية، إلى أن جاءت مبادرة بونه ولد القطب الأخيرة المتمثلة في خلق تيار محلي وسطي جامع نجح في استقطاب أعداد كبيرة من المنتمين للتيارين السابقين المتصارعين..

و قد كانت أولى تجليات هذا التغير الإيجابي في السلاسة و المرونة في التعامل لولد القطب مع  أطر ووجهاء ومنتخبي مونكل ، ضمن فعاليات استقبال رئيس الجمهورية لولاية كوركول، قبل أن تبرز تلك خلال اجتماع الرئيس بهؤلاء الأطر مساء الجمعة في كيهيدي..ففيما كانت الخلافات والتجاذبات؛ بما فيها العلنية؛ السمة الأبرز للقاءات الرئيس بممثلي كل مقاطعة على حدة؛ فوجئ الرئيس بظهور متحدث وحيد أمامه باسم مونغل، وسط مباركة جميع المشاركين في اللقاء ومواقتهم بالإجماع..

وزاد من وقع تلك المفاجأة الطيبة؛ كون العريضة المطلبية المقدمة له كانت موحدة وتميزت بكون جميع النقاط الواردة فيها تتعلق بالشأن العام (شبكة مياه، منشآت صحية، طاقة كهربائية، بنية تحتية تعليمية، طرق، استثمارات، استصلاحات زراعية ورعوية... إلخ)؛ حيث لم تتم الإشارة إلى مطالب خاصة من قبيل التعيين أو منح امتيازات معينة..

وهو ما شكل استثناء بين جميع اللقاءات الأخرى التي خصصت لمنتخبي وأطر ووجهاء بقية مقاطعات ولاية كوركول..نجاح كان له وقع مباشر على وحدة صف السكان؛ إذ انخرط في التيار الوسطي الجديد أغلب من كانوا ضمن التيارين التقليديين السابقين اللذين وجدا فيه إطارا لإنهاء خلافهما وحالة التشرذم والاستقطاب التي سادت في مقاطعتهم ردحا من الزمن..