القنوات الخاصة في موريتانيا.. سباق نحو البرامج الرمضانية

خميس, 2014-07-10 15:04

يفرض رمضان أجندته الخاصة على وسائل الإعلام المسموعة والمرئية بموريتانيا، حيث تتنافس القنوات والإذاعات الرسمية والخاصة على إنتاج البرامج التي تتماشي مع روح هذا الشهر الكريم.

 

ومع أن التلفزيون والإذاعة الرسميتين لهما تجربة طويلة ومتراكمة في إنتاج وتقديم البرامج الرمضانية، إلا أن القنوات الخاصة المحلية تواجه تحديا كبيرا في تلبية رغبات مشاهديها في هذا الشهر بحكم تجربتها القصيرة في عالم البث وفي التعامل مع المواضيع الرمضانية.

 

ورخصت السلطات الموريتانية في السنوات الأخيرة لخمس قنوات خاصة هي: "شنقيط" و"دافا" و"المرابطون" و"الوطنية" و"الساحل"، بعد إقرار قانون تحرير الفضاء السمعي البصري عام 2010.

 

طفرة من البرامج الدينية بدأت تغزو الشاشات الصغيرة بموريتانيا مع حلول شهر رمضان، وتتنوع البرامج الدينية من برامج فقهية عامة إلي برامج فكرية تعالج بعض الإشكالات التي تواجه المجتمعات المعاصرة، بالإضافة إلي وجود حلقات إفتاء متنوعة للإجابة على أسئلة المشاهدين الفقهية.

 

وتحاول القنوات الخاصة بموريتانيا أن تلبس حلة رمضانية بامتياز حيث أوقفت العديد من هذه القنوات بعض الفقرات الغنائية، التي كانت تبثها بانتظام ، كما أوقفت بعض البرامج الفنية والسياسية لصالح برامج جديدة تحمل "نفسا رمضانيا".

 

قناة "المرابطون" الخاصة حولت برنامجها اليومي "المشهد السياسي"، الذي يعتبر من أكثر البرامج المحلية مشاهدة إلي برنامج "المشهد الرمضاني"، بهدف الابتعاد عن حالة الشد السياسي في شهر رمضان، بحسب مقدم البرامج، محفوظ ولد السالك.

 

واعتبر ولد السالك، في حديث لمراسل الأناضول، أن سباق الإعلام الرسمي والخاص في البرامج الرمضانية هو "محاولة لتقديم مادة إعلامية تتناسب وطبيعة شهر رمضان، وذلك بالتركيز على البرامج الدينية"، مضيفا أنه بعد أن كان الاهتمام بالجوانب السياسية هو "الطاغي" طيلة الفترة الماضية بسبب الاستقطاب السياسي، فإن كل قناة خصوصية تحاول اليوم كسب أكبر نسبة مشاهدة، بعد أن كان الإعلام العمومي صاحب الريادة في مجال البرامج الرمضانية خلال السنوات الماضية، قبل أن يتم تحرير الفضاء السمعي البصري بموريتانيا، بحسب قوله.

 

بدوره، فسر المواطن الموريتاني، الشيخ ولد أحمد، في تصريح للأناضول ظاهرة تنافس الإعلام الموريتاني الخاص على أنها محاولة للتكيف مع "الذوق العام" للشارع الموريتاني في رمضان.

 

وقال إن "سلوك الموريتانيين في شهر رمضان، هو سلوك شعائري يغلب عليه قوة التدين، لدرجة أن الناس لا تستحسن الخروج على النسق الجماعي في مواسم الشعائر، التي من بينها رمضان"، حسب تعبيره.

 

ويتضمن جدول البرامج الرمضانية في القنوات الخصوصية أيضا برامج ترفيهية بمسحة "دينية" كالمسابقات الثقافية، التي تتضمن أسئلة حول التراث الإسلامي والسيرة النبوية وأعلام البلاد وإنتاجهم في مجال التأليف الفقهي والأدب الإسلامي من شعر ونثر.

 

وبحسب مراقبين فإن التلفزيون الرسمي يستقطب في رمضان عددا كبيرا من المشاهدين بحكم تجربته الطويلة من البرامج الرمضانية كبرنامج "الخيمة الرمضانية"، الذي يُبث كل مساء ويتناول قضايا فقهية وصحية وثقافية.

 

واعتبر المراقبون أن برنامج "يؤثرون على أنفسهم"، الذي يقدمه التلفزيون الرسمي يُعد من أهم البرامج التي تُقدم حلولا لبعض الحالات الصحية المستعصية، وتقوم فكرة البرنامج على نقل حالات صعبة لفقراء ومرضي موريتانيين من أجل دفع المحسنين إلي مد يد العون لهم.

( الأناضول )