اللعنة على السادس من أغسطس.!!/ حنفي ولد دهاه

-A A +A
جمعة, 2015-08-07 10:02

كنا نحدّق في الجوزاء لننظم منها قلائد لعذارى المنكب البرزخي، و نحلم بسدرة المنتهى مَرَاداً لجيادنا الصوافن…حلُمنا لو قذفنا الشمس كرةً فتتعاورها أقدام أطفالنا التي يعلو سَمكها قنن الشواهق.سطرنا الحروف الأولى لإلياذة الخلود.. فاخترنا لها طريق الحرية و درب الانعتاق..أخترنا أن نغازل القمر في ليلة أُضْحِيانه على أن نلعن سُدفة الليل البهيم.. و أن نناغى المستقبل الطفل على أن ننعى غوابر الأحلام.حفرنا أمل الحياة في قلب الصخر الأصم، و نحتنا من صفوائه جسد الوطن اليتيم.جلسنا، نلمم جراحنا، فرادى و جماعات.. نضمدها ببسلم الحب و التآخي، و نفتش في ثنايا الأيام وغضونها عن عوامل الألفة و أسرارها.. و نكتب أسماء من صنعوا يومنا في سجل الخالدين.على أجسام السجناء و أنات المعذبين و الضحايا عبرنا جسر الحرية، إلى أفقها الرحب، نرسم مع أسراب البجع موناليزا الانتصار.كان مخاضا عسيرا بجنين الديمقراطية، دفعنا ثمنه أضعافاً.. وصدّقنا، بعد رحيل العمر.. وبعد أن تثاءبت الأيام أننا أشرفنا على هضبة “أن نكون”.. و أن السعادة أسلست قيادها، و ألقت نجائبها بجرانها أمام مضارب خيام الوبر الخرساء.ثم استيقظنا على وقع اقدام اللصوص.. كانوا يبصقون على وجه الشمس، و يكسعون بأحذيتهم الخشنة قفا المستقبل الجبان.. سرقوا حلمنا بالنهار.. حلمنا بزرقة البحر.. و زقزقة العصافير..سرقوا خبزنا.. برنا و بحرنا.. كثبان صحرائنا المتموجة..أتقن اللصوص جريمتهم، فذبحوا الديمقراطية من الوريد إلى الوريد.. و أراقوا في مجاري قاذرواتهم ماء وجه الحياة ..كان كبير العصابة أنذل من آخر سكير يغادر الحانة.. كان لا يفكر في غير بطنه و فرجه.. لا يهمه إلا أن يروي جوعه للثروة و الشبق.فنهبنا الأنذال..كل الوجوه الشائهة تواردت على القصعة:  الجنرال و حلائله و خلائله، و ابنائه و أبناء عمومته .لم يبق منهم من لم يسرق حصته حتى الشاويس عبد الفتاح ولد اللهاه.فاللعنة الأبدية على السادس من أغسطس، وطالع دبرانه..!!